مراحل النمو النفسي والاجتماعي
مراحل النمو النفسي والاجتماعي
حسب إريك إركسون هناك العديد من المراحل النفسية والاجتماعية التي يمر بها الإنسان، وهي كالآتي:
الثقة مقابل عدم الثقة
وفقاً لإركسون تبدأ هذه المرحلة منذ الولادة وحتى عمر 18 شهراً تقريباً، وتعد هذه أهم فترة في حياة الطفل؛ لأنها تشكل نظرة الطفل للعالم وشخصية الطفل بشكل عام، وذلك من خلال الإجابة عن سؤال رئيسي: "هل يمكنني الوثوق بالناس من حولي؟".
يعتقد إركسون أن الأطفال يعتمدون على مقدمي الرعاية بشكل كامل، وإن قدمت لهم بالشكل الصحيح بالتالي ستبني قاعدة كبيرة وقوية من الثقة لدى الأطفال، سيكونون في المستقبل حين يكبرون أكثر عرضة لتكوين علاقات ثقة مع الآخرين، وطريقة بناء الثقة تكون من خلال: المودة، والراحة، والغذاء، كما أن النجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الأمل .
الحكم الذاتي مقابل العار والشك
تبدأ هذه المرحلة بين 18 شهراً و2 أو 3 سنوات تقريباً لدى الطفل، يحاول الطفل في هذه المرحلة تطوير ضبط النفس وذلك من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي: "هل يمكنني القيام بالأشياء بنفسي أم أنني أعتمد على مساعدة الآخرين؟".
من وجه نظر إركسون يقول أن الطفل في هذه المرحلة يحاول البحث أكثر عن الاستقلالية والسيطرة على حياته وعلى العالم من حوله، والنجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الإرادة ، كما أنه على الوالدين تشجيع طفلهم ويكون ذلك من خلال ما يأتي:
- توفير الفرص لطفلهم ليكون مستقلاً، السماح له باختيار: ملابسه، الألعاب.
- تقديم الدعم أثناء التدريبات مثل أثناء تعلم دخول الحمام.
- توفير مساحات آمنة حيث يمكن للطفل اللعب بشكل مستقل.
المبادرة مقابل الذنب
تبدأ هذه المرحلة من عمر 3 سنوات وحتى 5 سنوات تقريباً لدى الطفل، يكون بتأكيد قوته وسيطرته على العالم من خلال توجيه اللعب والتفاعل الاجتماعي على الآخر، ومن خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي: "هل أنا جيد أم سيء".
تلعب كل مرحلة من هذه المراحل التأسيسية دوراً في المرحلة اللاحقة التي تليها، بحيث إن أكمل الطفل المرحلتين السابقتين بنجاح سيشعر أن العالم جدير بالثقة، وأنه قادر على التصرف بشكل مستقل، وفي هذه المرحلة يحاول الطفل اكتشاف قدراته ومواهبه في قدرته على السيطرة من خلال تجربة الأشياء بنفسه، والنجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الهدف
الصناعة مقابل الدونية
تبدأ هذه المرحلة بين عمر 6 و11 عاماً تقريباً للطفل، يلعب التفاعل المدرسي دوراً مهماً في هذه المرحلة يتوسع العالم الاجتماعي لدى الطفل في هذه المرحلة ويبدأ في تطوير شعور الفخر بإنجازاته وقدراته، من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي: "كيف يمكنني أن أكون جيداً؟"، والنجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الكفاءة.
على الوالدين تطوير شعور الطفل بالكفاءة الواقعية وذلك يكون من خلال ما يأتي:
- تجنب الإفراط في الثناء والمكافآت.
- تشجيع الجهود بدلاً من النتائج.
- مساعدة الأطفال على تطوير عقلية النمو.
الهوية مقابل الارتباك
تحدث هذه المرحلة في فترة المراهقة بين عمر 12 إلى 18 عاماً تقريباً، يبدأ يبحث المراهق بشكل مكثف عن الإحساس بالذات والهوية باكتشاف القيم والمعتقدات والأهداف الشخصية وذلك من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي لهذه المرحلة: "من أنا!".
هذه فترة الانتقال من طفل إلى مراهق وهي رحلة مهمة جداً يتطور تفكيره ليصبح متجه إلى المستقبل من حيث السكن، العلاقات، العائلة والمهنة وغيرها بحيث يريد الفرد أن ينضم إلى مجتمع يكون أكثر ملائمة له، وسيعيد فحص هوايته ومن يكون من جديد، والنجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الإخلاص.
العلاقات مع الآخرين مقابل العزلة
تحدث هذه المرحلة في الفترة بين عمر 18 إلى عمر 40 سنة تقريباً، يتركز الصراع في تكوين علاقات جيدة ومحبة مع الآخرين، من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي: "هل سأكون محبوباً أم سأكون وحيداً؟"، والنجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الحب.
يبدأ الشخص بمشاركة نفسه مع الآخرين، ويؤدي إكمال هذه المرحلة بالحصول على النتائج الآتية:
- علاقات سعيدة.
- الشعور بالالتزام.
- الشعور بالأمان.
- الرعاية داخل العلاقة.
أما تجنب العلاقات مع الآخرين أثناء هذه المرحلة يؤدي إلى الآتي:
- الخوف من الالتزام.
- الخوف من العلاقات.
- العزلة والوحدة، وأحياناً الاكتئاب .
التوليد مقابل الركود
هي المرحلة قبل الأخيرة حسب إركسون تبدأ من 40 إلى 65 عاماً تقريبا، يتطور إحساس الفرد بأنه جزء من الصورة الأكبر، من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي: "كيف يمكنني المساهمة في العالم؟"
فهو رد الجميل إلى المجتمع من خلال مشاركته في تكوين العائلة والحصول على أطفال والإنتاجية في العمل والمشاركة في الأنشطة وغيرها، فوائد النجاح إلى الشعور بالفائدة والإنجاز أما الفشل يؤدي إلى مشاركة ضحلة مع المجتمع، والنجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الرعاية.
النزاهة مقابل اليأس
المرحلة الأخيرة من مراحل النمو النفسي والاجتماعي لدى إركسون تبدأ من سن 65 وحتى وفاة الشخص، يميل الشخص لإبطاء إنتاجيته واكتشاف الحياة كشخص مقعد، من خلال الإجابة عن السؤال الرئيسي: "هل عشت حياة ذات معنى؟"، حيث يفكر المرء في هذه المرحلة في إنجازاته وكيف يمكننا تطوير النزاهة إذا رأينا أننا نعيش حياة ناجحة، والنجاح في هذه المرحلة يقود إلى فضيلة الحكمة.
نظرية النمو النفسي الاجتماعي
باختصار يمكننا أن نشرح نظرية إريك إركسون أنها تعتبر تطور الإنسان نتيجة للأحداث الاجتماعية والثقافية، وأن عملية التطبيع الاجتماعي تتأثر بالعوامل الخارجية أكثر من تأثرها بالعوامل العضوية، وأن كل مرحلة عبارة عن أزمة نفسية تتطلب الحل قبل الوصول إلى المرحلة اللاحقة، في المرحلة عند إريكسون عبارة عن بناء هرمي شبيه بالطوابق المعمارية.