متى بدأت كرة القدم
كرة القدم
تُعدّ لعبة كرة القدم من أكثر الألعاب الرّياضيّة شعبيّة بين الشّباب عبر العالم، فكثيراً ما يتواجدون لِلَعب كرة القدم في الأحياء والساحات والملاعب المختلفة، وهذه اللّعبة لم تعد تقتصر ممارستها على الذّكور، بل امتدّت إلى الإناث حتّى صارت اللّعبة الأكثر شهرةً في العالم بلا منازع، وأصبحت تُعقَد مسابقات لهذه اللعبة على المستوى المحلّي والوطني والمستوى العالمي؛ حيث تحظى مسابقات كرة القدم وبخاصة العالميّة بنسبة مشاهدة عالية بسبب التّنافس الشّديد بين الفرق، وتمتاز كرة القدم بقاعدة جماهيريّة وشعبية كبيرة جداً، في حين يُقدّر أعداد اللاعبين في عالم كرة القدم بحسب إحصائيات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في عام 2006 بـ 265 مليون لاعب ولاعبة، ومازال العدد يزداد يوماً بعد يوم، ممّا يشير بشكل مؤكّد بأنّ الساحرة المستديرة هي اللُّعبة الأشهر والأكثر انتشاراً ومتابعة وممارسة في تاريخ جميع الرياضات التي عرفها العالم.
بداية كرة القدم
تمتاز كرة القدم بتاريخ قديم جداً يصل إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديّين؛ حيث عُرِفت في الصين باسم تسو شو كأوّل بداية لها في حياة الإنسان؛ حيث تشير الأدلّة أنّها كانت عبارة عن تدريب عسكري في ذلك الوقت؛ حيث كان اللاعب يحاول إدخال الكرة إلى الشّباك المثبّتة على أعواد الخيزران، وكانت الكرة التي يلعبون بها محشوّة بالشعر والريش، وظهرت كرة القدم أيضاً في اليابان باسم كيرامي، والتي بقيت إلى الآن تُلعَب بشكلها الأصليّ في الثقافة اليابانيّة، وكانت تُلعَب هذه اللعبة في حلقات دائريّة يتجمّع داخلها اللاعبون ويقومون بتمرير الكرة فيما بينهم دون ملامستها للأرض، وفي عام 1300م ظهرت كرة القدم في إنجلترا؛ حيث كان اللاعبون يلعبون بكرة مصنوعة من مثانة الحيوانات، وقد تمّ فرض الحظر على من يلعب كرة القدم؛ نظراً لتخوّف السلطة الحاكمة أنذاك من انشغال الناس بها عوضاً عن تعلّمهم الرماية؛ وذلك لأنّ إنجلترا كانت في خِضمّ أحداث حربها مع اسكتلندا في ذلك الوقت.
استمرّت الساحرة المستديرة في نشر سحرها في مختلف الأوساط الاجتماعية في إنجلترا بشكل سريع وكبير، وكانت مباريات كرة القدم في عام 1800م عنيفة جدّاً، حيث كانت أشبه بحلبات الملاكمة أو المصارعة؛ نظراً لما يحدث فيها من ضربٍ وَلَكْمٍ بين اللاعبين؛ إذ أصبح اللاعبون يراهنون على بيوتهم وأموالهم في حالة الفوز أو الخسارة ضد الفِرَق الأخرى في مباريات كرة القدم والتي كانت تضمّ أحياناً 1000 لاعب، لكن عندما تمّ إقرار قانون الطريق السريع عام 1830م والذي ينصّ على أنّ من يقوم بلعب كرة القدم على الطرقات الرئيسية والسريعة سيتمّ تغريمه مبلغاً من المال؛ فانخفضت نسبة العنف قليلاً في مباريات كرة القدم، وبعد ذلك أصبحت كرة القدم رياضة الجميع في مختلف الطبقات الاجتماعية في المجتمع البريطاني آنذاك، ثمّ أصبحت اللُّعبة الأكثر شعبيّة في المدارس في القرن الثامن عشر.
في عام 1863م انفصلت كرة القدم عن كرة الرجبي، وتم تأسيس أوّل اتّحاد لكرة القدم في العالم ألا وهو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وفي أواخر القرن التاسع عشر وفي ظل الحرب العالمية الأولى لم تَعُد كرة القدم حكراً على الرجال فقط، فقد دخلت كرة القدم عالم النساء، وبالرغم من الحظر الذي فُرِض على كرة القدم بسبب الظروف السياسية في ذلك الوقت؛ إلّا أنّه بعد رفع الحظر من قِبَل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 1971 استمرّت كرة القدم النسائية بالانتشار على مستوى العالم كله.
في عام 1904م وبعد الانتشار الكبير الذي حققته كرة القدم في مختلف بقاع الأرض، أصبح تواجد هيئة رسمية دولية معنيّة بشؤون هذه اللعبة أمراً ضرورياً؛ لذا تمّ تأسيس الإتحاد الدولي لكرة القدم FIFA وهو اختصار للاسم الفرنسي (Fédération Internationale de Football Association)، وقد تمّ وضع القوانين الأساسيّة لكرة القدم وأُسُس تطويرها في المستقبل، ومن بعد تأسيس الفيفا أصبحت اللُّعبة أكثر تنظيماً وانتشاراً وشهرة على مستوى العالم، وأصبحت كرة القدم مصدراً لتعلُّم الروح الرياضيّة والأخلاقية بين اللاعبين والمشجعين؛ بالرغم من بعض المشاهد العنصرية وغير الأخلاقية التي تحدُث في بعض المناسبات إلّا أنّها تظلّ واحدة من الرياضات التي تُعلّم الأخلاق والروح الرياضية والتسامح بأرقى أشكاله في مختلف أنحاء العالم، ولعلّ أكبر مثال على ذلك هو استضافة جنوب إفريقيا لمنافسات بطولة كأس العالم عام 2010م بعد تخلُّصها من نظام الفصل العنصري الذي كان يسود البلاد في وقت من الأوقات؛ لتصبح أوّل بلد إفريقي يستضيف منافسات كأس العالم في التاريخ.
قوانين كرة القدم
مع تأسيس الاتحادات المحلية والقارية والدولية، أصبحت كرة القدم أكثر تنظيماً وأقل عنفاً من بداياتها؛ لذا أصبحت قوانين كرة القدم تشمل جميع نواحي اللعبة بشكل كامل، ويمكن تلخيص أهم قوانين الساحرة المستديرة كما يلي:
- تُلعَب كرة القدم على شكل مباريات بين فريقين، كل فريق يتكون من 11 لاعباً أساسياً، وتتكوّن المباريات من شوطين، مدة كل شوط منهما 45 دقيقة بينهما استراحة قصيرة لمدة 15 دقيقة فقط.
- تكون جميع ملابس الفريق واحد متشابهة باستثناء حارس المرمى ، الذي يجب أن تكون ملابسه مختلفة عن باقي ملابس الفريق.
- يكون طول ملعب كرة القدم ما بين 90 متراً إلى 120 متراً، في حين يجب ألّا يقل عرضه عن 45 متراً ولا يزيد عن 90 متراً.
- يجب أن تكون الكرة التي يُلعب بها كرويّة الشكل، ووزنها لا يتجاوز 453 غرام ولا يقل عن 396 غرام، وأن يتراوح ضغطها ما بين 600 إلى 1100 غرام لكل سم مربع، وأن تكون مصنعة من الجلد أو من مادّة لا تُلحق الضرر باللاعبين.
- يُعتبَر الفريق فائزاً في المباراة عند انتهاء الوقت الأصلي للمباراة في حالة إحرازه لعدد أهداف أكثر من الفريق الخصم.
- يُدير مباريات كرة القدم عدد من الحكام ، وهم: حكم الساحة الرئيسي، وحكميّ الراية، وحكم مساعد.
- عند حصول اللاعب على بطاقتين صفراوين؛ فإنّه يحصل بعدها تلقائيّاً على بطاقة حمراء يُطرَد على إثرِها من الملعب.
- يقوم الحكم بإضافة الوقت بدل الضائع في نهاية كل شوط إلى الوقت الأصلي، والذي تم تقديره بسبب توقّف اللّعِب لحدوث إصابة لأحد اللاعبين، أو لظرف مفاجئ يتطّلب من الحكم إيقاف اللعب؛ كحدوث شغب جماهيري، أو مشاجرات بين اللاعبين.
- يُسمح لحرّاس المرمى إمساك الكرة بأيديهم ضمن حدود منطقة الجزاء الخاصة بفريقهم فقط.
- يُعتبَر اللاعب متسلّلاً عندما يكون أقرب لخط مرمى الفريق الخصم من لاعبي الفريق الآخر لحظة استلامه الكرة من زميله؛ إلّا أن يكون في نصف الملعب الخاص بفريقه، أو أن يقوم باستلام الكرة من خصمه وليس من أحد من زملائه، أو إذا وصلت الكرة إليه عن طريق الضربة الركنية أو رمية التماس أو ضربة المرمى، أو عندما يتم إسقاطها من قبل حكم المباراة.