ما هي لغة النمسا
النّمسا
تُعرفُ النّمسا (الإنجليزيّة: Austria) بأنّها جمهوريّةٌ تقعُ في قارّةِ أوروبا الوُسطى ولا تمتلكُ حدوداً ساحليّة، وتحدّها كلٌ من جمهوريّة التّشيك وألمانيا بحدودٍ من الجهةِ الشماليّة، أمّا مِنَ الناحيّة الشرقيّة فتحدّها المجر وسلوفاكيا ، ومِنَ الجهةِ الجنوبيّة فترتبطُ مع إيطاليا وسلوفينيا ، ومِنَ الجهة الغربيّة لها حدودٌ مع سويسرا وليختنشتاين .
تُعتبرُ مدينة فيينا من أكبر المدن في جمهوريّة النّمسا وهي عاصمة البلاد، ومنذُ القرن الثّالث عشر للميلاد كانت النّمسا من أهمِّ الدّول الأوروبيّة من حيثُ التطوّر والنموّ الحضاريّ، وبعد نهاية الحرب العالميّة الأولى أصبحتْ النّمسا بلداً ذو نظامٍ جمهوريّ، ولكنّها تراجعتْ اقتصاديّاً حتّى انتهاء الحرب العالميّة الثانيّة ، والتي شهدتْ بعدها تطوّراً في كافّةِ المجالات السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة.
اللّغة
تعدُّ اللّغة الألمانيّة هي اللّغة الرسميّة في النّمسا؛ إذ تصلُ نسبةُ عدد السكّان الذين يتحدّثون بها إلى 88,6% من إجماليّ مجموع سكّان النّمسا، وأيضاً تنتشرُ بالنّمسا مجموعةٌ من اللّغات الثانويّة الأخرى، وهي التركيّة، والصربيّة، والمَجريّة، والبولنديّة، والتي تستخدمُ مع اللّغة الألمانيّة في العديدِ من المجالات وخصوصاً في التّعليم؛ إذ تُعتَمدُ في المدارس والجامعات وأيضاً في مجالات العمل المختلفة، مثل الإعلانات، وبعض المواقع الإلكترونيّة الرسميّة والخاصّة.
التّركيبة السكانيّة
يصلُ العددُ التقديريُّ لسُكانِ جمهوريّة النّمسا إلى ما يقاربُ 8,711,770 مليون نسمة، ويُشكّلُ السكّان من أصولٍ نمساويّة نسبة 91% من إجماليّ عدد السكّان الذين ينتشرون في المُدن والقُرى النمساويّة، وغالبيتهم يعيشون في العاصمة فيينا ، أما النّسبة المُتبقيّة من السكّان فهي مُوزّعةٌ على الأقليّات من المُهاجرين من الدّول الأوروبيّة والآسيويّة وفقاً للآتي: اليوغسلافيّون بنسبة 4%، والأتراك بنسبة 1,6%، والألمان بنسبة 0,9%، أمّا النّسبة المُتبقيّة فهي مُوزّعةٌ على فئاتٍ غير مُحدّدة من السكّان.
بناءً على الدّراسات الإحصائيّة التي تمّ إجراؤها في مطلعِ القرن الواحد والعشرين للميلاد حولَ الديانات التي يعتنقها سُكان النّمسا، أظهرتْ النّتائجُ التي تمَّ الوصول لها أنّ الغالبيّة العُظمى من السكّان يعتنقونَ المسيحيّة الكاثوليكيّة بنسبةِ 73,8%، أما نسب المتبقيّة فهي مُوزّعةٌ على الدّيانات الآتية: الإسلام بنسبةِ 4,2%، والمسيحيّة الأرثوذكسيّة بنسبةِ 2,2%، والمسيحيّة البروتستنتيّة بنسبةِ 4,9%، وشكل اللادينيّون نسبة 12%.
الجغرافيا
تعتبرُ جمهوريّةُ النّمسا من الدّول الأوروبيّة التي تتميّزُ بتنوّعِ تضاريس الجُغرافيّة، وتصلُ مساحةُ أراضيها الإجماليّةُ إلى 83,871 كم²، وتُشكّلُ الجبال نسبةً من مناطقها الجغرافيّة؛ إذ تمتدُ جبال الألب في الجهة الغربيّة من النّمسا، وأيضاً تنتشرُ فيها سلسلةُ جبال مورافيا، وتُشكّلُ النّسبةُ الإجماليّة للجبال ما يُقّدرُ بحواليّ 60% مِنْ مساحة الأراضيّ النمساويّة.
أما الجهةُ الشماليّة الشرقيّةُ من النّمسا فتنتشرُ فيها المُسطّحات المائيّة والمساحات السهليّة المُنخفضة؛ إذ يمتدُّ فيها نهرُ الدّانوب الذي يتقاطعُ لاحقاً مع السّلاسل الجبليّة، أما بقيّةُ المساحة الجغرافيّة فهي مختلِطةٌ بين المُرتفعات المُتوسّطة التي تُشكّلها التّلال، والمنخفضات التي تنتشرُ فيها الوديان، كما أنْ خُمسَي المساحة الجغرافيّة للنّمسا تشكلُّها الغابات الخضراء والتي تحتوي على العديدِ من أنواع الأشجار كالصّنوبر، والبلّوط، والزّان. تعتبرُ الغابات النمساويّة منطقةً لعيشِ العديد من أنواع الحيوانات البريّة، كالدّببة، والصّقور، والغزلان.
المُناخ
يتأثرُ المُناخ العامُ في النّمسا بتعاقبِ الفصول خلال السّنة الواحدة، ولكن إجمالاً يُعتبرُ مناخُ جبال الألب هو الأكثر تأثيراً على حالة الطّقس العامّة، ويتوزّعُ التّأثيرُ المُناخيُّ وفقاً للمنطقةِ أو الإقليم الجغرافيّ، وتهبُّ الرّياحُ من الجهةِ الغربيّة، لذلك تتميّزُ بارتفاعِ نسبةِ رطوبتها، ويعتبرُ المُناخُ المحيطيُّ هو السّائد في المناطق الغربيّة في النّمسا مع هطولٍ مُتوسّطٍ للأمطار سنويّاً، أما المناطق الشرقيّةُ يسودُ فيها المُناخُ القاريُّ مع انتشارٍ للجفافِ في أرضها وضعفٍ في هطول الأمطار.
مُتوسّطُ درجات الحرارة في المناطق الشرقيّة والمُنخفضة في فصل الشّتاء يصلُّ إلى أقلِ من درجةٍ مئويّة واحدة، أمّا في فصل الصّيف يُقاربُ 20 درجة مئويّة، أما المناطقُ الغربيّة في فصل الشّتاء يصلُ مُتوسّط درجة الحرارة فيها إلى -11 درجة مئويّة، أمّا في فصلِ الصّيف يُقاربُ 2 درجة مئويّة.
الاقتصاد
يعتمدُ قطاعُ الاقتصاد النمساويّ على مُساهمةِ شركات ومُؤسّسات القطاع الخاصّ في تمويل وتطوير الاقتصاد العام في النّمسا، إلا أنّ القطاع الاقتصاديّ الحكوميّ العام يتحكّمُ في الإنتاج الصناعيّ، والنّقل والمواصلات، وقطاعِ التّعدين واستخراجِ المعادن، وإنتاج الطّاقة الكهربائيّة، وتُساهمُ كلُّ هذه المجالات الاقتصاديّة معاً في دعمِ اقتصاد النّمسا، والزّيادةِ من مُعدّل النّاتج المَحليّ الإجماليّ الذي يُقدّرُ بحاولي 405 مليار دولار.
تُشكّلُ كلٌ من الموارد الطبيعيّة، والصّناعة، والزّراعة، وقطاع الخدمات العامّة، والتّجارة الخارجيّة أهمّ الوسائل التي تُساهمُ في توفيرِ الدّعم الاقتصاديّ للنّمسا؛ إذ يعتمدُ جُزءٌ من التّنمية الاقتصاديّة في النّمسا على توفيرِ أهمِّ الموارد المُمكنة للسكّان، والتي تُساعدُ في تقديمِ الدّعم المُناسب لدخلِ الأفراد، كما يعتمدُ الاقتصاد النمساويّ على الأرباح التي يتمُّ تحقيقها من خلال الصّادرات التجاريّة إلى دولِ أوروبا والعالم.
السّياحة
تُعتبر النّمسا وجهة سياحيّة أوروبيّة، ودولةً من الدّولِ السياحيّة العالميّة التي يزورها العديدُ من السُّياح سنويّاً من مُختلف دول العالم لمُشاهدةِ المناظر الطبيعيّة فيها، والمعالم الحضاريّة والتاريخيّة التي تشكلُ جُزءاً من تُراثها وحضارتها القديمة، ومن أشهر المعالم السياحيّة في النّمسا دار أوبرا فيينا؛ والتي تقامُ فيها العديدُ من العروض الموسيقيّة العالميّة، وأيضاً قصر هوفبورغ الذي يُعتبرُ واحداً من القصور الأثريّة المشهورة في النّمسا، ويُستخدمُ حاليّاً كمقرٍ رسميّ لرئاسة الجمهوريّة النمساويّة.
الثّقافة
إنّ الثّقافةَ العامّة في النّمسا خليطٌ من الثّقافة التقليديّة والأوروبيّة التي ساهمتْ في تشكيل الحضارة النمساويّة منذُ القِدم، وتشتهرُ الثّقافةُ في النّمسا بالمقطوعات الموسيقيّة التي ألفّها العديدُ من المُلحّنين من أصولٍ نمساويّة، مثل: المُلحّن العالميّ شتراوس. كما حصلتْ 19 شخصيّة نمساويّة على جائزةِ نوبل العالميّة في العديدِ من المجالات، سواءً في الفلسفة ، أو الطبّ ، أو غيرها.