ما هي حروف القافية؟
ما هي حروف القافية؟
تتكون القافية من حرف أساس وهو الروي وهو أقل ما يمكن أن تتكون منه قافية إذا كان ساكنًا، وبه تسمى القصيدة، كقولنا لامية العرب وتائية الإلبيري وهكذا، فمعنى قولنا لامية وتائية هو أن أبيات القصيدة كلها انتهت بهذا الحرف،إلّا أن القافية لا تتوقف على الروي فقط، بل قد يزيد الشاعر حروفًا وأشياء أخرى كالوصل، والتأسيس، والردف، والخروج، وتختلف أنواع القافية بين مقيدة ومطلقة.
مسميات حروف القافية
إن للقافية حروفًا ومسميات لها كما ذكر الخليل بن أحمد الفراهيدي والأخفش، وهي على النحو الآتي:
الروي
هو آخر حرف في البيت الشعري الذي يلتزم به الشاعر في القصيدة كاملة، بشرط ألا يكون الحرف هو أحد حروف المد، أو الهاء، فهذه الحروف تعامل معاملة أخرى ولها مسميات في موضعها، وباقي حروف اللغة تصلح أن تكون رويًّا.
من الأمثلة على الروي قول امرئ القيس :
أجارتنا إن الخطوب تنوب
- وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا
- وكل غريب للغريب نسيب
فالروي في هذه الأبيات هو حرف الباء الموجود في كلمتي (عسيب، نسيب)، كما يمكن أن تكون الهاء رويًّا وذلك إذا سبقت بحرف مد، مثل:
يا رفيقي الملاح أين هي الأر
- ض؟ ومالي على الضحى لا أراها؟
في هذا البيت جاء حرف مد وهو الألف قبل الهاء في كلمة (أراها) لذلك أصبحت الهاء رويًّا.
الوصل
هو حرف مد يتولد من إشباع حركة الروي، أو هاء ساكنة أو متحركة تلي حرف الروي، أما الأول كقول كعب بن زهير :
بانت سعاد فقلبي اليوم مكبول
- متيمٌ إثرها لم يفد مكبولُ
كلمة مكبولُ عند نطقها في البيت الشعري نقول مكبولو، هذه الواو التي تظهر عند النطق فقط لا الكتابة تسمى الوصل، أما الهاء فكقول أحمد شوقي :
قد قضى الله أن يؤلفنا الجر
- ح وأن نلتقي على أحزانِهِ
الهاء في كلمة أحزانه هي حرف الوصل لأنها جاءت بعد حرف الروي النون.
الخروج
هو حرف مد يتولد عند إشباع هاء الوصل، وهذا لا يوجد في القافية إلا إذا كانت فيها هاء الوصل وكانت متحركة، ومثال ذلك كلمة (أحزانِهِ) في بيت أحمد شوقي السابق، فالهاء تسمى هاء الوصل وعند إشباع حركتها (الكسرة) تصبح (أحزانهي) فيسمى الصوت هذا بالخروج.
الردف
هو حرف مد يسبق الروي مباشرة ويلتزم به الشاعر في قصيدته كلها، ويشترط فيه أن الشاعر إذا جاء بحرف الألف ردفًا وجب عليه الالتزام به في قصيدته كاملة ولا يجوز أن يأتي بحرف غيره، أما إذا استخدم الواو أو الياء فإن له أن يعاقب بينهما في القصيدة، ومثال ذلك في الألف قول أحمد شوقي:
قولوا له روحي فداه
- هذا التجني ما مداه
أنا لم أقم بصدوده
- حتى يحملني نواه
سميته بدر الدجى
- ومن العجائب لا أراه
في هذه الأبيات يلتزم شوقي بحرف الألف قبل الروي (الهاء) في جميع أبياته، وهذا ما يسمى بالردف، أما في الواو والياء فمثال ذلك قول شوقي أيضًا:
قم إلى الأهرام واخشع واطّرح
- خيلة الصيد وزهو الفاتحين
وتمهل إنما تمشي إلى
- حرم الدهر ومحراب العيون
يا كثير الصيد للصيد العلا
- قم تأمل كيف صادتك المنون
قم تر الدنيا كم غادرتها
- منزل الغدر وماء الخادعين
أما في هذه الأبيات يعاقب شوقي بين حرفي المد الياء والواو ويحق للشاعر ذلك، وأما إن أهمل الشاعر الردف في أحد أبيات قصيدته فإنه يسمى سناد الردف وهو أن يخل الشاعر في أحد الأبيات بالردف ولا يذكر الألف، أو الواو والياء، بل يأتي بحرف آخر غير حروف المد الثلاثة كأن يأتي بحرف الباء أو السين مثلًا.
التأسيس
هو حرف مد يأتي بينه وبين الروي حرف صحيح وشروطه هي شروط الردف فلا يجوز للشاعر أن يعاقب بين الألف وغيرها، إنما فقط في الياء والواو. ومثال ذلك قول عوف بن عطية التميمي:
إن شئتما ألقحتما ونتجتما
- وإن شئتما مِثلًا بمِثلٍ كما هُما
وإن كان عقلٌ فاعقلا لأخيكما
- بنات المخاض والفصال المقاحما
يلتزم الشاعر في هذه الأبيات حرف الألف قبل الروي بحرف، فالروي هو حرف الميم، وجاء قبله الهاء في البت الأول والحاء في البيت الثاني، والألف جاءت قبلهما وهي التأسيس.
أما الحرف الذي يأتي بين التأسيس والروي فيسمى الدخيل وهو حرف لا يلزم الشاعر به فقد يغيره في كل بيت كما رأينا فقد اختار الهاء وبعدها الحاء، وكما ذكرنا في الردف فإن الشاعر إذا أخل في أحد أبيات قصيدته بالتأسيس فإنه يسمى سناد التأسيس.
مسميات الحركات في حروف القافية
كما أنّ لكل حرف من حروف القافية اسمًا، فإن لكل حركة على هذه الحروف مسمًى خاصًا وهي كالآتي:
- المجرى
هو حركة الروي المطلق. فالحركة التي تكون على حرف الروي تسمى مجرًى ولكي لا يصبح هناك اختلاط بين المفاهيم فالوصل هو امتداد هذه الحركة وإشباعها أما اسمها فهو المجرى، ومثال ذلك: كلمة مكبولُ في البيت المذكور آنفًا لكعب بن زهير، فالضمة التي على حرف اللام تسمى مجرًى، أما الإشباع في النطق يسمى وصلًا.
- النفاذ
هو اسم يطلق على حركة هاء الوصل، فقد علمنا أن امتداد حركة هاء الوصل يسمى خروجًا أما اسم هذه الحركة فهو النفاذ ومثاله كلمة (أحزانهِ) فالكسرة هي النفاذ وامتدادها يسمى خروجًا.
- االحذو
هو حركة الحرف الذي يسبق الردف، ومثاله كلمة مدَاه فالألف هي الردف والفتحة التي على حرف الدال تسمى حذوًا.
- الإشباع
هو حركة الدخيل، (الحرف الذي يكون بين الروي والتأسيس كما ذكرنا آنفًا) ومثاله يظهر في (المقاحِما، وكما هُما) فحركة الحاء هي الكسرة، وحركة الهاء هي الضمة، (وقد ذكرنا أن للشاعر المعاقبة بين الياء والنون في التأسيس وكذلك له أن يعاقب بين الكسرة والضمة لأنهما امتداد من الياء والواو كما ذكر الخليل بن أحمد.
- الدس
هو حركة الحرف الذي يسبق التأسيس، ومثاله كلمة (المقَاحما) فالفتحة التي على حرف القاف تسمى دسًّا.
- التوجيه
هو حركة الحرف الذي قبل الروي المقيد: أي أنه لا يوجد إلا في القافية المقيدة (الساكن رويها) ومثاله: (المعابِدْ) فالكسرة على حرف الباء تسمى توجيهًا.