ما هي البروستاتا وما وظيفتها
البروستاتا
تعتبر البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate) غدة بحجم حبة الجوز وتقع بين المثانة (بالإنجليزية: Bladder) والقضيب الذكريّ (بالإنجليزية: Penis)، وتجدر الإشارة إلى أنّ البول ينتقل من المثانة إلى القضيب عبر الإحليل (بالإنجليزية: Urethra) الذي يمرّ في مركز البروستاتا، وفي الحقيقة تصل البروستاتا إلى حجمها الناضج في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 10 و14 عاماً، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك ما يُعرف بغدة سكين (بالإنجليزية: skene's gland) في النساء التي تقع في نهاية الإحليل، وتُشبه البروستاتا في الرجال، ولهذا يُطلق عليها في بعض الأحيان بروستاتا النساء.
وظيفة البروستاتا
تتمثل وظيفة البروستاتا الأساسية بإفراز سائل يعمل على تغذية الحيوانات النوية (بالإنجليزية: Sperm) وحمايتها، ويجدر التنويه إلى أنّ هذا السائل شفاف وحمضيّ قليلاً، ويتكون من مجموعة من الإنزيمات، ومجموعة من الأيونات والعناصر مثل الكالسيوم، والزنك، والصوديوم، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى الفوسفاتيز الحمضي (بالإنجليزية: Acid Phosphatase) وحمض الستريك (بالإنجليزية: Citric Acid) المسؤولَين عن زيادة حموضة السائل، وعندما يُطلق هذه السائل إلى الإحليل خلال عملية القذف يخرج مع الحيوانات المنوية على شكل سائل منويّ يُعرف بالمني (بالإنجليزية: Semen)، ويمكن القول إنّ البروستاتا تُشارك بما نسبته 15-30% من حجم السائل المنويّ المفرز.
اضطرابات البروستاتا
هناك مجموعة من المشاكل الصحية التي قد تُصيب البروستاتا مُسبّبة انزعاج المصاب، ومنها ما يأتي:
- التهاب البروستاتا (بالإنجليزية: Prostatitis): وقد يتضمن الالتهاب تأثّر المناطق المجاورة، ويمكن القول إنّ التهاب البروستاتا يُعدّ أكثر مشاكل الجهاز البوليّ شيوعاً في الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً، ويمكن القول إنّ ما يُقارب مليونَي شخص يُراجع الأطباء المختصين سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية لأجل هذا الغرض، وتتمثل أعراض التهاب البروستاتا الناتج عن الإصابة بالعدوى البكتيرية بكثرة التبوّل، والشعور بحاجة ملحّة للتبوّل، والحمّى، والقشعريرة، والغثيان، والاستفراغ، وعدوى المسالك البولية وغيرها، أمّا الحالات غير الناتجة عن البكتيريا فتتمثل بمعاناة المصاب من الألم والانزعاج بين كيس الصفن (بالإنجليزية: Scrotum) وفتحة الشرج (بالإنجليزية: Anus)، وفي القضيب، وأسفل الظهر، وغير ذلك، وتجدر الإشارة إلى احتمالية ظهور ألم خلال القذف أو بعده.
- تضخم البروستاتا (بالإنجليزية: Enlarged prostate): ترتفع احتمالية الإصابة بتضخم البروستاتا بتقدم الإنسان في العمر، وقد يصل حجمها إلى حجم حبة الليمون، وتجدر الإشارة إلى أنّ تضخمها يؤثر بشكل واضح في تبوّل المصاب، وعلى الرغم من عدم قدرة العلماء على تحديد المسبب لمثل هذه الحالات، إلا أنّه يُعتقد أنّ هناك علاقة بين اضطراب بعض هرمونات الجسم في الذكور ومعاناتهم من تضخم البروستاتا ، ويجدر التنويه إلى أنّ المعاناة من تضخم البروستاتا تعتمد على تأثير التضخم على الإحليل وغيره من حيث المكان لا الحجم ذاته، وقد ينتج عن الحالات الشديدة تسكير في مجرى البول فيعاني المصاب من صعوبة البدء في التبول على الرغم من امتلاء المثانة، وقد يُعاني من قلة كمية البول، وعدم القدرة على إفراغ المثانة أثناء التبوّل، وكذلك ظهور الحاجة الملحّة للتبوّل. وقد يقوم الطبيب بعلاج الحالة باختيار بعض العلاجات الدوائية أو الإجراءات الجراحية بحسب حالة المصاب.
- سرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate cancer): يُعتبر سرطان البروستاتا من أشهر أنواع السرطانات التي تصيب الرجال؛ إذ يبلغ عدد المصابين بسرطان البروستاتا سنوياً ما يُقارب 1.1 مليون شخص على مستوى العالم، وعلى الرغم من احتمالية نمو سرطان البروستاتا وانتشاره إلا أنّه غالباً ما ينمو ويكبر ببطءٍ، ومن الأعراض التي قد تظهر على المصابين بسرطان البروستاتا مشاكل في التبوّل، وظهور الدم في البول أو المني، والشعور بألم في الوركين، والحوض، والعمود الفقريّ، والسيقان، وألم أو انزعاج أثناء القذف، وهناك مجموعة من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- العمر؛ إذ ترتفع احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر، ولذلك يندر وجود حالات سرطان البروستاتا في من هم دون الخامسة والأربعين من العمر.
- التاريخ العائليّ؛ فقد لوحظ زيادة فرصة المعاناة من سرطان البروستاتا في حال إصابة الأب، أو الابن، أو الأخ بالسرطان ذاته.
- بعض تغيرات الجينات والكروموسومات.
- العِرق؛ حيث ترتفع فرصة الإصابة بسرطان البروستاتا بين الأفارقة الأمريكيين.
فحوصات البروستاتا
هناك مجموعة من الفحوصات التي يمكن للطبيب المختص القيام بها للمساعدة على تشخيص المشاكل الصحية المتعلقة بالبروستاتا، ومن هذه الفحوصات ما يأتي:
- فحص المستقيم (بالإنجليزية: (Digital rectal examination (DRE)، ويمكن لهذا الفحص الكشف عن التهاب البروستاتا، وتضخّمها ، والكتل والعُقد الناتجة عن تكون السرطان.
- المستضد البروستاتي النوعي (بالإنجليزية: (Prostate-specific antigen (PSA)، يُعني هذا الفحص بالكشف عن مستوى البروتين المعروف بالمستضد البروتيني النوعي الذي تُفرزه غدة البروستاتا، وإنّ ارتفاعه فوق الحدود الطبيعية قد يُعطي انطباعاً عن تضخّمها أو إصابتها بالسرطان.
- تصوير البروستاتا بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Prostate Ultrasound)، وغالباً ما يُجرى هذا الفحص إلى جانب فحص الخزعة للكشف عن السرطان في حال وجوده.
- أخذ خزعة من البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Biopsy)، وغالباً ما يُجرى هذا الفحص عن طريق الدخول عبر المستقيم، ويتمّ بإدخال إبرة مخصصة لغرض سحب عينة من نسيج البروستاتا لفحصها، وذلك للكشف عن وجود السرطان ، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك مقياس من 2 إلى 10 لتقييم شدة السرطان في حال وجوده، وكلما أعُطي الشخص رقماً أكبر على هذا المقياس دلّ ذلك على شدّة السرطان وتقدّمه.