ما هي أسباب رفة القلب
رفة القلب
تُعدّ رفة القلب أو ما يُعرف علمياً بالرفرفة الأذينية (بالإنجليزيّة: Atrial flutter) أحد أنواع اضطرابات النظم القلبية ، والتي تتمثّل بوجود ضربات قلب سريعة ولكن منتظمة نتيجة حدوث مشكلة في نظام القلب الكهربائي، وفي الحقيقة تتشابه الرفرفة الأذينية مع أحد اضطرابات النظم القلبية الشائعة المعروف بالرجفان الأذيني (بالإنجليزيّة: Atrial fibrillation)، ولكن تكون ضربات القلب أكثر انتظاماً لدى مرضى الرفرفة الأذينية مقارنةً بمرضى الرجفان الأذيني، وفي بعض الأحيان يعاني المريض من فترات منفصلة ومتبادلة من الرفرفة والرجفان الأذيني.
وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن للفرد الطبيعي بأن يشعر برفة تشبه رفرفة الفراشات داخل الصدر لمدّة ثانية أو ثانيتين، وذلك نتيجة قلق أو توتر مصاحب لإنهاء عمل شاقّ، أو مشاهدة فلم رعب، بينما يُعتبر من غير الطبيعي أن يستمر الشعور برفرفة القلب لمدة 30 ثانية أو أكثر، أو ظهور أعراض أخرى تستدعي القلق ومراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للقلب والأوعية الدموية، ومن هذه الأعراض؛ الدوخة، وخفة الرأس، وضيق النفس ، وزيادة التعرّق، وألم في الصدر ، وخفقان القلب أو الشعور بالنبض القويّ، والتعب والإرهاق، والإغماء ، وتشويش الرؤية، وضيق الصدر، وانخفاض ضغط الدم، وبالتأكيد معدل ضربات قلب سريعة، وهناك نوعان أساسيان للرفرفة الأذينية هما؛ الرفرفة الأذينية الحادة التي تظهر لفترة قصيرة من الوقت ثم ما تلبث أن تختفي، والرفرفة الأذينية المستديمة التي تستمرّ لعدّة ايام أو أسابيع.
أسباب رفة القلب
يقوم القلب في الوضع الطبيعي بإرسال إشارات كهربائية تبدأ من العقدة الجيبية الموجودة في الأذين الأيمن، لتنتقل بعدها إلى الأذين الأيسر لتقوم هذه الحجرات العلوية بضخّ الدم إلى الحجرات السفلية؛ وهما البُطينان الأيمن والأيسر، وتستقرّ الإشارة الكهربائية بشكل مؤقت في العقدة الأذينية البطينية للسماح بامتلاء البطينين بالدم، ثم تكمل الإشارة طريقها إلى البطينين ليقوما بضخّ الدم لكامل الجسم، ويتراوح معدّل ضربات القلب الطبيعي خلال الراحة بين 60-100 ضربة في الدقيقة، ولكن في حالة الإصابة بالرفرفة الأذينية يُلاحظ وجود دائرة كهربائية محصورة داخل الأذين الأيمن غالباً، تقوم الإشارة الكهربائية بالدوران حولها مراراً وتكراراً ضمن مسار محدّد ومميّز، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث انقباضات سريعة للأذين لتصل إلى ما يُقارب 300 ضربة في الدقيقة، وفي الحقيقة لا يمكن للعقدة الأذينية البطينية توصيل الإشارات الكهربائية بهذه السرعة، ولكن تقوم بنقل نصفها تقريباً إلى البُطينين، ليصل سرعة ضربات البطينين إلى 150 ضربة في الدقيقة، ويعود السبب في حدوث مشكلة الرفرفة الأذينية إلى ما يلي:
- أمراض ومشاكل قلبية: وتتضمن التالي:
- تقص التروية الدمويّة إلى القلب نتيجة مرض القلب التاجي، أو تصلّب الشرايين ، أو تكوّن الخثرات الدمويّة.
- ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
- اعتلال عضلة القلب.
- اختلال صمامات القلب لاسيّما الصمام التاجي.
- تضخّم أحد حجرات القلب.
- الخضوع لعملية القلب المفتوح.
- أمراض واعتلالات جسمية تؤثر في القلب: ومنها ما يلي:
- فرط نشاط الغدة الدقية.
- الانصمام الرئويّ نتيجة وصول خثرة إلى الأوعية الدموية الخاصة بالرئة.
- مرض الانسداد الرئويّ المزمن الذي يُقلّل من كمية الأكسجين في الدم.
- تناول مواد تؤثّر في طريقة توصيل الإشارات الكهربائية القلبية: وتتضمن المواد التالية:
- الكحول.
- الكوكايين.
- بعض أدوية التنحيف.
- بعض أدوية الزكام.
- الكافيين .
عوامل خطر رفة القلب
يوجد مجموعة من العوامل التي تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالرفرفة الأذينية، وأهمّها ما يلي:
- التدخين .
- الإصابة بأمراض قلبية.
- الإصابة السابقة بنوبة قلبية.
- الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم أو بعض أمراض الرئة.
- التعرّض للضغط والتوتر والقلق.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- الإصابة بمرض السكري.
- الخضوع لعملية جراحية في الفترة القصيرة الماضية.
- السمنة .
- المعاناة من توقف النفس أثناء النوم.
- لإصابة بمتلازمة العقدة الجيبية المريضة.
- التهاب غلاف القلب أو الشغاف.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
مضاعفات رفة القلب
يُعتبر عدم انتظام ضربات القلب نتيجة الرفرفة الأذينية مشكلة خطيرة تستدعي التدخّل الطبي، وذلك لسهولة حدوث المضاعفات الصحية الناتجة عن الوضع الصحي للقلب، وذلك بالرغم من عدم شعور بعض مرضى الرفرفة الاذينية بأي أعراض مصاحبة لها، إلا أنّه من الممكن أن تسبّب هذه المشكلة مضاعفات صحية مثل؛ السكتة الدماغية، والفشل القلبي، وتسارع ضربات القلب الذي يؤدي إلى عدم توصيل كميات كافية من الدم لأعضاء الجسم، وانخفاض ضغط الدم، والانصمام الخثاري أي انسداد الأوعية نتيجة تكوّن الجلطات الدموية، واعتلال عضلة القلب، وفي الحقيقة غالباً ما تتفاقم مشكلة الرفرفة الأذينية وتتطوّر لتصل إلى الرجفان الأذيني المزمن.
علاج رفة القلب
تتمثّل أهداف العلاج في السيطرة على معدّل ضربات القلب، واستعادة نظم القلب الطبيعية، ومنع تكرار حدوث المشكلة فيما بعد، ومنع حدوث السكتة الدماغية، ويتم ذلك بإجراء التدخل الطبي المناسب للحالة المرضية في المستشفى، مع ضرورة التزام المصاب بالأدوية الموصوفة من الطبيب بعد الخروج من المستشفى، وفيما يلي بيان لأهم علاجات الرفرفة الأذينية.
العلاجات الدوائية
يعتمد اختيار الدواء المناسب على عدّة عوامل أهمّها؛ عدد مرات حدوث الرفرفة، والسبب الحقيقة وراء المشكلة، والوضع الصحي للمصاب، والأدوية الأخرى التي يتناولها، وبشكل عام تُقسم أدوية علاج الرفرفة الأذينية إلى الفئات التالية:
- أدوية السيطرة على معدل الضربات: تُعتبر هذه الأدوية الأساسية في العلاج؛ حيث تساعد على تقليل سرعة ضربات القلب لضمان ضخّ الدم منه بفعالية أكبر، وتتضمن الديجوكسين (بالإنجليزيّة: Digoxin)، وحاصرات بيتا (بالإنجليزيّة: Beta blockers) مثل؛ ميتوبرولول (بالإنجليزيّة: Metoprolol)، وأتينولول (بالإنجليزيّة: Atenolol)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزيّة: Calcium channel blockers) مثل؛ ديلتايازيم (بالإنجليزيّة: Diltiazem).
- أدوية ضبط النظم القلبية: تقوم هذه الأدوية بالسيطرة على الإشارات الكهربائية السريعة لمحاولة الوصول إلى نظم قلبية طبيعية، ومن أهمّها حاصرات قنوات الصوديوم (بالإنجليزيّة: Sodium channel blockers) وحاصرات قنوات البوتاسيوم (بالإنجليزيّة: Potassium channel blockers).
- الأدوية المضادة للتخثر: تقلّل هذه الأدوية من قدرة الدم على التخثّر ، وبالتالي تقليل احتمالية حدوث الجلطات القلبية والدماغية، ومن الأمثلة عليها: وارفارين (بالإنجليزيّة: Warfarin) وريفاروكسابان (بالإنجليزيّة: Rivaroxaban).
الإجراءات الطبية
وتتضمن الإجراءات الآتية:
- تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية: تتم عملية تقويم نظم القلب بالصدمة الكهربائية (بالإنجليزيّة: Electrical cardioversion) عن طريق تخدير المصاب بشكل كامل، ثم توصيل أقطاب كهربائية على منطقة الصدر وفي بعض الأحيان على الظهر، ليتم بعدها إعطاء جسم المريض صدمة كهربائية تساعد على استعادة النظم القلبية للوضع الطبيعي، وعادةً ما يعود المريض إلى المنزل في نفس اليوم.
- الاجتثاث بالموجات الشعاعية: تتبع طريقة الاجتثاث بالموجات الشعاعية (بالإنجليزيّة: Radiofrequency ablation) أسلوب الاستئصال بالقسطرة القلبية ؛ حيث يستخدم الطبيب أنبوب رفيع ومرن ليدخله من أحد الأوعية الدموية في منطقة الفخد أو الرقبة، ويقوم بتوجيه مساره حتى يصل إلى القلب، ثم يتم إرسال موجات شعاعية تهدف لإتلاف الخلايا المُسبّبة لعدم انتظام ضربات القلب، وبالتالي استعادة النظم الطبيعية.