أعراض فطريات الرأس
فطريات الرأس
عند الحديث عن الفطريات التي تُصيب الرأس، تنبغي الإشارة إلى وجود نوعين رئيسيين من الالتهابات الفطرية التي يُمكن أن تُؤثر على الرأس وهما: سعفة فروة الرأس (بالإنجليزية: Ringworm of the scalp) والتي تُسبّبها فطريات سعفة الرأس (بالإنجليزية: Tinea capitis)، إضافة إلى العدوى التي يُسبّبها أحد أنواع الخمائر الفطرية المعروفة بالمُبْيَضَّة (بالإنجليزية: Candida). وفي سياق الحديث يجدر بيان أنّ سعفة الرأس هي مرض شديد العدوى، وتُعدّ أكثر شيوعاً لدى الأطفال الصغار والأطفال في سن المدرسة عن طريق الاتصال الجسدي الوثيق بين الأطفال، وعادة ما تُؤثّر على فروة الرأس وخصل الشعر، وتظهر سعفة الرأس كبقع صلعاء أو حرشفية، وفي بعض الأحيان قد يُصاحبها الشعور بحكة في الرأس .
أعراض فطريات الرأس
- أعراض سعفة الرأس: تظهر أعراض سعفة الرأس في أماكن مختلفة من فروة الرأس على شكل قشرة تُشبه كثيراً قشرة الرأس المعروفة بين الناس، وقد يظنّها البعض بسبب الإصابة بالصدفية ، وتتضمن الأعراض الأخرى لسعفة الرأس ما يأتي:
- ظهور بقع صلعاء خالية من الشعر، تتميز هذه البقع بأنّها بقع ملتهبة ومتقشرة بشكل كبير، كما أنّها قد تحتوي على شعر صغير متقطع ومبعثر في تلك البقع الصلعاء.
- ظهور العديد من البقع المؤلمة التي تُعرف بالبثرات (بالإنجليزية: Pustules) على فروة الرأس.
- ظهور الشُّهدة (بالإنجليزية: Kerion)، وهي تورمات ليّنة ينزحُ منها الصديد، وتتطور لدى عدد قليل من المرضى المصابين بالسعفة، وفي حال تُركت دون علاج فإنّها قد تُسبّب ظهور النُّدَب الدائمة على فروة الرأس، وفقدان الشعر بشكل دائم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم وانتفاخ العقد الليمفاوية في الرقبة، وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالشهدة والبثرات.
- أعراض عدوى المُبْيَضَّة: تتضمن العلامات والأعراض التي تسببها عدوى المُبْيَضَّة ما يأتي:
- ظهور طفح جلدي أحمر أو أرجواني.
- ظهور شقوق، وبقع، وقشور على الجلد.
- ظهور مناطق ناعمة ورطبة وبيضاء على الجلد.
- ظهور بثور بيضاء مليئة بالقيح.
- الشعور بالإعياء، والمعاناة من مشاكل في الجهاز الهضمي، وتهيّج الجهاز البولي والأعضاء التناسلية، إضافة إلى ظهور آفات بيضاء مؤلمة في الفم تُعرف باسم القلاع الفموي ، والمعاناة من ألم في الجيوب الأنفية، ويحدث ذلك في حال ترك هذه العدوى دون علاج؛ حيث إنّ هذه الأعراض تظهر عند انتشار العدوى خارج فروة الرأس إلى أماكن أخرى من الجسم مثل: العيون، والفم، والجهاز الهضمي ، ومجرى الدم، والعظام، والأعضاء الداخلية، وخاصة إذا كان المصاب يعاني من ضعف جهاز المناعة ، ومصاب ببعض الأمراض كمرض السكري ومرض قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، إضافة إلى الأمراض المصحوبة بالالتهابات، وفي حال الحمل، وفي حال استخدام المضادات الحيوية، والكورتيكوستيرويدات ، وحبوب منع الحمل، وكذلك في حال الإصابة بأمراض الجلد مثل الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، كما قد تظهر لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً.
أسباب فطريات الرأس وطرق الانتقال
يجدر القول أنّ السعفة في فروة الرأس تنجم عن نوع من الفطريات الشبيهة بالعفن ، والتي تُسمّى الفطور الجلدية (بالإنجليزية: Dermatophytes)، حيث إنّها تهاجم الطبقة الخارجية من الجلد على فروة الرأس وساق الشعر . وتنتقل سعفة فروة الرأس من خلال الاتصال المباشر بالجلد مع الشخص المصاب، ومن خلال التلامس مع الكائنات أو الأسطح التي لمسها شخص أو حيوان مصاب مثل: الملابس، والمناشف، وبياضات الأسرّة، وفراشي الشعر، كما يُمكن انتقالها من خلال التلامس مع الحيوانات المصابة مثل الكلاب، والقطط، والأبقار، والماعز، والخنازير، والخيول. وبالنسبة للعدوى التي تحدث بسبب المبيضة فيجدر القول أنّ هناك أكثر من 20 نوعاً مختلفاً من فطر المبيضة، إلا أنّ أكثرها شيوعاً لحدوث العدوى الفطرية التي تؤثر على الرأس هو المُبْيَضَّة البيضاء (بالإنجليزية: Candida albicans)، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة بهذا النّوع من العدوى قد تنجم عن عدم تهوية الرأس بشكل جيد وزيادة الرطوبة فيه، وقد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، واتباع نظام غذائي غير صحي، والتعرض للتوتر والضغط النفسي ، وتناول بعض الأدوية، إضافة إلى استخدام المواد الكيميائية القاسية الموجودة في بعض منتجات العناية الشخصية.
الوقاية من فطريات الرأس
- الوقاية من السعفة: يُمكن القول أن الوقاية من عدوى السعفة تتطلب ما يأتي:
- التعرف على أعراض السعفة وتعليمها للأطفال؛ ليتجنبوا انتقال العدوى من الآخرين أو من الحيوانات المصابة.
- غسل فروة الرأس بانتظام وخاصة بعد قص الشعر لدى الحلاق.
- المحافظة على نظافة اليدين ؛ وذلك بغسلهما مراراً وتكراراً وخاصة للأطفال لتجنب انتشار العدوى، والمحافظة على نظافة الأماكن العامة والمشتركة، تحديداً في المدارس، ومراكز رعاية الأطفال، والصالات الرياضية، وغرف تبديل الملابس.
- تجنب الحيوانات المصابة: في العادة تظهر العدوى على شكل بقع خالية من الفراء على الحيوانات الأليفة، ولكن في
بعض الحالات قد لا تظهر أيّة علامات أو أعراض تدلّ على العدوى، لذلك تنبغي استشارة الطبيب البيطري للكشف على الحيوانات والتحقق من إصابتها بالعدوى.
- تجنّب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملابس، والمناشف، وغيرها من الأدوات الشخصية الأخرى.
- الوقاية من عدوى المبيضة: يمكن القول أنّ الوقاية من عدوى المبيضة تتطلب ما يأتي:
- الحفاظ على فروة الرأس جافة، ونظيفة، وباردة.
- اتباع إجراءات النظافة الصحية لفروة الرأس.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع.
- الاعتدال في تناول الأطعمة النشوية والسكريات .
- تجنب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية والستيرويدات.
- إعطاء فروة الرأس فترة كافية من التهوية، وتجنّب ارتداء القبعات وأغطية الرأس أكثر من اللازم.
علاج فطريات الرأس
يتمّ علاج فطريات الرأس كما يأتي:
- علاج السعفة: ينبغي علاج السعفة من خلال الأدوية المضادة للفطريات والتي تؤخذ عن طريق الفم. ومن الأمثلة على هذه الأدوية دواء غريسيوفولفين (بالإنجليزية: Griseofulvin) الذي يُعدّ الخيار الأول لعلاج السعفة ويستخدم على شكل أقراص لمدة 8-12 أسبوعاً، إضافة إلى دواء تيربينافين (بالإنجليزية: Terbinafine)، الذي يعد بديلاً للدواء الأول إلا أنّه ليس مرخصاً بشكل رسمي لعلاج السعفة. وتصل مدة العلاج بهذا الدواء إلى أربعة أسابيع متواصلة. وفي بعض الأحيان يمكن استخدام أدوية أخرى مثل الإيتراكونازول (بالإنجليزية: Itraconazole)، والفلوكونازول (بالإنجليزية: Fluconazole).
- علاج عدوى المبيضة: يُمكن علاج معظم حالات عدوى المبيضة باستخدام العلاجات الموضعية التي لا تحتاج وصفة طبية. وتتوفر هذه المستحضرات في الصيدلية على شكل مراهم، وشامبو، ورغوة. ومن الأمثلة على هذه الأدوية الفلوكونازول، والكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole)، والكلوتريمازول (بالإنجليزية: Clotrimazole)، والإيكونازول (بالإنجليزية: Econozaole)، والميكونازول (بالإنجليزية: Miconazole)، والتيربينافين. وفي حال عدم استجابة العدوى لهذه الأدوية يُمكن استخدام أدوية أخرى مثل رغوة الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone foam)، ومضادات فطرية أقوى مثل النيستاتين (بالإنجليزية: Nystatin) والأمفوتيريسين B (بالإنجليزية: Amphotericin B).