أعراض تكيس المبايض وارتفاع هرمون الحليب
تكيس المبايض وارتفاع هرمون الحليب
يُعدّ كل من تكيس المبايض وارتفاع هرمون الحليب من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً، والتي تتسبب بعدم انتظام الدورة الشهرية أو تغيّبها لدى النساء بالإضافة لأعراض أخرى، والذي أصبحت تُشاهد بكثرة في وقتنا الحالي لدى النساء الشابات. وتُعرف متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome ) واختصارا (PCOS)، بأنّها خلل هرموني شائع يصيب النساء في سن الخصوبة ويتسبب بإفراز كميات فوق الطبيعي من هرمونات الذكورة لدى المصابة أو حدوث اختلال في انتظام الدورة الشهرية ، وربما يؤدي إلى حدوث صعوبة في القدرة على الحمل لدى المصابات بتلك الحالة، وتشكل مجموعة من الأكياس التي تحمل سوائل على المبيضين مؤدية بذلك لفشل أو خلل في عملية التبوبض.
أمّا ارتفاع هرمون الحليب (بالإنجليزية: Hyperprolactinemia) فهو اضطراب هرموني يصيب كلاً من النساء والرجال على حد سواء، حيث يرتفع مستوى هرمون الحليب في الدم عن المستوى الطبيعي، ويُطلق على هرمون الحليب طبياً اسم البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin)، ويُفرز هرمون الحليب من الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland) وهو مسؤول رئيس لتطور الثدي أثناء الرضاعة، حيث إنّ ارتفاعه يُعتبر أمراً طبيعياً أثناء فترة الحمل أو الرضاعة لدى السيدات، ولكنّ ارتفاعه في الأيام العادية الأخرى لدى النساء والرجال يُعدّ خللاً مستوجباً للعلاج، ويمكن أن يُعزى هذا الارتفاع غير الطبيعي في هرمون البرولاكتين للإصابة بمرض أو خلل عضوي، أو ربما نتيجة استخدام بعض أنواع الأدوية.
أعراض تكيس المبايض وارتفاع البرولاكتين
من الأعراض المشتركة لمتلازمة تكيس المبايض وحالة ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين هي حدوث تغيرات في الهرمونات والتي بدورها تؤدي لمشاكل في الدورة الشهرية والحمل ، وفيما يلي نتحدث عن كل حالة منهما بشيء من التفصيل.
أعراض تكيس المبايض
يمكن أن تبدأ بعض أعراض تكيس المبايض بالظهور خلال الدورة الشهرية الأولى التي تحدث للأنثى في فترة البلوغ، ويمكن ألّا تكتشف الأنثى إصابتها بتكيس المبيض إلّا بعد ذلك بفترة كبيرة عند ظهور محفز ما مثل زيادة الوزن الكبيرة أو مواجهتها صعوبة في الحمل، ومن الأعراض والعلامات التي تحدث وتدل على احتمالية تكوّن أكياس على المبايض لدى الإناث والتي تحتاج إلى خطوات تشخيصية أعمق بعد ملاحظتها:
- زيادة مستويات هرمونات الذكورة في الدم.
- تضخم المبيضين وظهور أكياس عليهما، الأمر الي قد يعيقهما عن العمل بطريقة طبيعية .
- التصلّع والذي يشبه ما يحدث عند الرجال، حيث يخف الشعر على فروة الرأس ويبدأ بالتساقط.
- زيادة شعر الوجه والجسم لدى المصابة، وتُسمى هذه الحالة بالشعرانية (بالإنجليزية: Hirsutism).
- ظهور حب الشباب (بالإنجليزية: Acne)؛ وذلك لأنّ هرمونات الذكورة تجعل البشرة أكثر دهنية وعرضة لحب الشباب.
- عدم انتظم موعد الحيض، فعدم حدوث عملية الإباضة أو اضطرابها يحول دون نزول دم الحيض في كل شهر، وبذلك يمكن أن تصبح المدة الزمنية الفاصلة بين الحيضات طويلة أكثر بحيث تتجاوز 35 يوماً، أو لا يتجاوز عدد فترات الطمث 9 دورات شهرية خلال السنة.
- نزيف مهبلي غير طبيعي.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب
تختلف أعراض ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين عند النساء أو الرجال، وتتمايز بالحدّة والخطورة، وفيما يلي ذكر لتلك الأعراض الأكثر شيوعاً:
- الأعراض عند النساء: وتتضمن ما يلي:
- العقم أو مواجهة مشاكل في الإنجاب.
- اضطاب الدورة الشهرية وعدم انتظامها.
- تغير في كمية النزيف الدموي الحاصل عند الدورة الشهرية.
- الشعور بألم في الثديين .
- خروج الحليب من الثدي في غير فترة الرضاعة.
- غياب الدورة الشهرية وتوقفها في حلة تُعرف باِنْقِطاعُ الحَيْض (الإنجليزية: Amenorrhea).
- جفاف المهبل .
- الفتور الجنسي.
- المعاناة من ألم شديد أثناء الجماع نتيجة جفاف المهبل.
- الأعراض عند الرجال: يُعدّ من الصعب اكتشاف ارتفاع هرمون الحليب لدى الرجال مقارنة بالنساء اللواتي يمكنهنّ الانتباه للأعراض المرتبطة باختلال الدورة الشهرية لديهنّ بسهولة ووضوح، ولكن ها لا يعني أنّ ارتفاع هرمون الحليب لا يتسبب بظهور أعراض على الرجل المصاب في الحالة، فهنالك عدد من الأعراض والعلامات التي يمكن أن يساعد الانتباه لها على الكشف عن حالة ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين لدى الرجال، ومنها:
- العقم أو مواجهة مشاكل في الإنجاب.
- خروج الحليب من الثدي.
- تَثَدِّي الرَّجُل (الإنجليزية: Gynecomastia)؛ أي تطوّر نسيج الثدي لدى الرجل وبروزه.
- الفتور الجنسي.
- ألم الرأس أو الصداع.
- اضطراب أو تغيرات في الرؤية.
- ضعف الانتصاب (الإنجليزية: Erectile dysfunction).
أسباب تكيس المبايض وارتفاع البرولاكتين
أسباب تكيس المبايض
لم يُعرف للآن السبب الحقيقي وراء حدوث متلازمة تكيس المبايض، ولكن وجد المختصون أنّ هنالك بعض العوامل التي ربما تؤدي لحدوث هذه الحالة، ومن هذه العوامل نذكر:
- الوراثة والعوامل الجينية.
- زيادة إفراز هرمون الإنسولين من البنكرياس؛ وذلك بسبب مقاومة خلايا الجسم له وانخفاض استجابتها لها، مما يُضطر البنكرياس لمحاولة التعويض وإفراز كميات إضافية منه، وهذا الأمر بدوره يمكن أن يتسبّب بزيادة إفراز هرمونات الذكورة وبالتالي احتمالية الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وتجدر الإشارة إلى أنّ السمنة تُعتبر عاملاً رئيسياً لمقاومة خلايا الجسم للإنسولين.
- زيادة إفراز هرمونات الذكورة.
- حدوث التهابات في الجسم؛ فقد لُوحظ ارتباط الالتهابات بتحفيز الجسم لزيادة إفراز الهرمونات الذكورية.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
يتعرض هرمون الحليب أو البرولاكتين للارتفاع لسبب معين أو بسبب حدوث مجموعة من الأسباب مجتمعين، ومن أكثر الأسباب شيوعاً للارتفاع غير الطبيعي لهرمون الحليب؛ هو ظهور ورم حميد غير سرطاني في الغدة النخامية، يؤدي لإفراز كمية فوق الطبيعية من الهرمون، ويُسمى هذا الورم الحميد وَرَمٌ برُولاَكْتينِيّ أو البرولاكتينوما (بالإنجليزية: Prolactinoma)، ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي للارتفاع غير الطبيعي لهرمون الحليب:
- قصور الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)؛ ويُقصد به عدم عمل الغدة الدرقية على إفراز هرموناتها بشكل طبيعي؛ فتفرز كميات غير كافية منها ودون الحد الطبيعي.
- الإصابة بالفشل الكلوي المزمن.
- الإصابة بتشمع الكبد (بالإنجليزية:Liver Cirrhosis).
- تناول أنواع معينة من الأدوية مثل: بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، أو المضادة للذهان، أو الأدوية التي تُعطى في حال ارتفاع ضغط الدم، أو الأدوية المضادة للغثيان.
- فرط نشاط قشر الكظر (بالإنجليزية: Cushing's Syndrome) المُسمى أيضاً بمتلازمة كوشينغ؛ والتي تنتج عن ارتفاع هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol).
- الإصابة بالعدوى، أو الأورام ، أو الارتجاجات، في منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus).