ما اسم صوت العصفور
أسماء صوت العصفور
يوجد العديد من الأسماء لصوت العصفور في اللغة العربيّة، ومنها: الزميم، والصرير، والوَصِيع الذي يشترك بين صوت العصافير وصوت صغارها، والشَقشَقَة وهي صوت العصافير وقت الصباح، كما يوجد بعض الأسماء التي تطلق على صوت العصفور الضعيف، ومنها: السقسقة، والنبيص، والزِّيزيم.
يجدر بالذكر أنه خلافاً لما هو شائع ومعروف فإنّ الزقزقة والتغريد لا تعتبر من أسماء أصوات العصفور، فهما معنيان يعبّران عن ارتفاع صوت العصفور وترديده للصوت، لا عن صوته نفسه، فنقول زَقْزَقَ العصفور أي ارتفع صوته باللحن.
وصف أصوات العصافير
يمكن التعرّف إلى الأصوات المختلفة للعصافير والتمييز فيما بينها من خلال ملاحظة سرعة النغمة، وعلوّها، وماهيتها، حيث توصف أصوات العصافير على النحو الآتي:
- الغناء: صوت يشبه في نبرته صوت الآلات الموسيقيّة.
- السقسقة: تتميّز السقسقة بالنغمة ذات الصوت المرتفع والقصير.
- الزعيق: وهو صوت حادّ صاخب وعالٍ يصدر عن بعض أنواع الطيور.
- الزغردة: مجموعة سريعة من النّغمات المتماثلة غير الواضحة.
- الطنين: مجموعة من الأصوات التي تشبه الزغردة، ولكنّها تتميّز عنها بإيقاعها السريع، ومن الصعب سماع المقاطع المنفردة.
- الصوت الرقيق: الصوت المرتفع وغير المفهوم.
- الصوت المزعج: وصف لما يزعج الأذن من أصوات الطيور.
- أوصاف أخرى: تصدر بعض الأنواع الأخرى من الأصوات عن الطيور في موسم التكاثر مثل: التصفيق بالأجنحة.
غايات إصدار صوت العصافير
تشكّل الطيور المغرّدة قرابة نصف أنواع الطيور في العالم، وتنقسم أصوات هذه الطيور بحسب الغاية منها إلى نوعين، هما: الغناء والنداء؛ حيث يتميّز الغناء بنغمته الموسيقيّة التي تهدف إلى جذب انتباه الجنس الآخر، أو إعلان العصفور عن منطقته والدفاع عنها، أو الإشارة إلى الحالة الصحيّة الجيّدة للعصفور المغرّد، فقد يغنّي الطائر لمجرّد التباهي فقط، بينما يتميّز النّداء بنغمات قصيرة وأقل إيقاعاً تكون عادة بهدف التبليغ عن وقوع خطر، أو الإشارة إلى موقع عصفور آخر.
قد يكون التمييز بين النوعين صعباً في بعض الأحيان، كما يصعب التمييز بين رسائل النداء المختلفة بسبب تنوعها، فهي تعتبر على درجة عالية من التعقيد، كما تختلف الرسائل التي قد يحملها النّداء الواحد أحياناً، ومن الأمثلة على النّداء ما يسمّى بنداء التنبيه؛ وذلك عندما تحلّق الطيور الجارحة بالقرب من العصافير، فتصدر أصواتاً قصيرة وهادئة وعالية النبرة من أجل تنبيه العصافير القريبة منها دون أن يتمكّن الجارح من معرفة مكانها، ولكنّها وفي المقابل قد تطلق صوتاً مرتفعاً عندما تنخفض الطيور الجارحة بالقرب منها؛ وذلك لتجميع العصافير التي قد تُبعد عنها هذا الخطر.
تستخدم بعض أنواع الطّيور النداء كي تحافظ على اتّصالها مع الطيور الأخرى أثناء البحث عن الطعام، ويتميّز هذا النّداء بصوته الهادئ القصير والسريع عندما تكون الطيور قريبة من بعضها، ولكنّه يصبح أعلى إذا ابتعدت عن بعضها وهو ما يسمّى بنداء الفصل، كما تصدر بعض الطيور أصوتاً مميّزة أثناء الهجرة في الليل وتسمّى بنداء الطيران، وقد تُصدر الصغار نداء صاخباً وقت انتظار الطعام من ذويها.
آلية إصدار العصافير لأصواتها
يسحب العصفور الهواء من خلال منقاره إلى الرئتين عبر أنابيب القصبة الهوائيّة (بالإنجليزية: Bronchial Tubes)، ثمّ تُعيد الرئتين الهواء إلى الخارج عبر الطريق ذاته فيما يسمّى بعمليّة الزفير، ويمر خلال خروجه بصندوق الصوت أو المِصْفار (بالإنجليزية: Syrinx) -أو كما يُطلق عليه أيضاً اسم الحنجرة السفلى- والموجود في الطرف الآخر من القصبة الهوائيّة، ويتكون صندوق الصوت من أسطوانتين متوازيتين ومتناظرتين، بحيث تحتوي كل أسطوانة على زوج متقابل من الأعضاء على جدار القصبة الهوائية، ويتّصل كلّ زوج بإحدى الرئتين بشكل منفصل، ويحتوي كلّ واحد منهما على طبلة؛ وهي عبارة عن غشاء مطاطي مستدير.
يظهر الصوت عندما يمرّ الهواء عبر صندوق الصوت نتيجة لاهتزاز الطبلة الموجودة فيه، ويمكن للطائر أن يغيّر نبرة الصوت وحده، وهو ما يؤدي إلى ظهور الأصوات ذات النبرات المختلفة للطائر الواحد، كما يستطيع الطائر أن يظهر صوتين مختلفين في آن واحد.
تطوّر إصدار صوت العصفور
تبدأ الطيور المغرّدة بتعلّم إصدار النغمات المختلفة منذ الصغر أثناء وجودها في العش؛ حيث تستمع إلى النغمات الصادرة عن الطيور البالغة القريبة منها، ثمّ تكرّر هذه النغمات حتّى تتقنها وتصبح مماثلة لنغمة البالغين، ويمكن لبعض الأنواع المغرّدة أن تتعلّم تقليد الأصوات الأخرى أيضاً كصوت الضفادع، وأجهزة الإنذار الموجودة في السيارات، كما يفعل طائر المُوَّاء الرمادي، والطائر المُحاكِي وغيرها.
تصدر بعض أنواع الطيور المغرّدة نغمات جديدة خاصّة بها عندما تهاجر بعض أفراد النوع الواحد من مواطنها الأصليّة وتنعزل عن غيرها، وبالتالي تتعلّم الطيور الصغيرة منها هذه النّغمات الجديدة وتتقنها، ثمّ تنقلها إلى صغارها مرّة أخرى عبر الأجيال المختلفة، وهو السبب في تطوّر النغمات الصادرة عن أفراد النوع الواحد من الطيور ذات المواطن المختلفة.
أسباب اختلاف صوت العصافير
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى اختلاف أصوات العصافير عن بعضها، ومنها: اختلاف جنس العصفور ذكراً كان أم أنثى، واختلاف المكان الذي يعيش فيه؛ حيث تطلق الإناث في المناطق ذات المناخ المعتدل نداءات قصيرة وبسيطة خلافاً للذكور الذين يُطلقون نغمات أطول وأكثر تعقيداً، لكنّ الأمر يختلف في المناطق المدارية حيث تصبح نغمات الإناث أطول هناك، كما تختلف أصوات العصافير بناءً على اختلاف الغاية من إطلاق هذه النّغمة كما سبق الإشارة إليه؛ فقد تكون نداءً وقد تكون غناءً.
قد يكون السبب في اختلاف الصوت هو اختلاف نوع العصفور؛ حيث يختلف المِصْفار الخاصّ بأحد أنواع الطيور عن النوع الآخر، كما تمتلك بعض الطيور المغرّدة القدرة على التحكّم بجزأيْ المِصْفار كلّ على حدة، فتُخرج النغمة باستخدام أحد أجزاء المِصْفار ثمّ تنتقل إلى الجزء الآخر دون انقطاع في النفس، كما يفعل طائر الكاردينال الشمالي (بالإنجليزية: Northern cardinal)، أمّا طائر سُمنَة الغِياض (بالإنجليزية: Wood Thrush) فيمكنه أن يُخرج نغمتين مختلفتين في نفس الوقت.
سبب تغريد العصافير في الصباح
من النظريات المفسّرة لسبب سماع تغريد العصافير بكثرة وقت الصباح والتي سادت لفترة طويلة؛ هي أنّ الساعات الأولى من الصباح تعد أكثر ساعات اليوم برودة وجفافاً، ممّا يسمح للصوت بالوصول إلى مدى أكثر بعداً من أجل تنبيه بقيّة العصافير الذكور إلى ضرورة البقاء بعيداً عن منطقة العصفور المغرّد، إضافة إلى جذب الإناث البعيدة عن المكان، ولكنّ بعض الدراسات التي أجريت على العصافير التي تعيش في مناطق مختلفة بعد ذلك وجدت أنّ السبب الحقيقي يعود إلى قلّة الرّياح في تلك الساعات.
هناك نظريّة أخرى لتفسير هذه الظاهرة تشير إلى أنّ التغريد وقت الصباح يعود في سببه إلى أنّ وقت الفجر هو الأفضل لإظهار قوة ذكور العصافير أمام الإناث؛ حيث إنّ القدرة على التغريد بقوّة في الصباح قبل الدفء وقبل تناول الطعام تجذب الإناث وتقنعهم بقدرة الذكور على حمايتهنّ.
يرى آخرون ببساطة أنّ السبب يعود إلى أنّ هذا الوقت يعتبر غير مناسب للبحث عن الطعام؛ نتيجة لعدم وجود الإضاءة الكافية مما يجعله وقتاً ملائماً للتغريد وبناء العلاقات بدلاً من ذلك.