ما أهمية الوقت
الوقت لا يقدر بثمن
يُعتبر الوقت مهم للغاية إذ لا ثمن له، وذلك لأنّه لا يُمكن استعادته، فالوقت الذي يمضي لا يعود، وعلى الشخص أن يُدرك أهمية الوقت باستغلاله لكافّة اللحظات التي يمرّ بها، واستمتاعه بالوقت الذي يقضيه سواء كان يقضيه في العمل أو مع العائلة، يلعب الوقت كذلك دوراً مهماً في حياة الجميع، لذا يجب معرفة أهميته لأنّ ذلك من شأنه أن يعود على الشخص بالخير أو السوء، حيث يُمكن اكتساب الخبرة وتطوير المهارات بمرور الوقت، كما يُمكن أن يكون الوقت أفضل علاج للجروح العديدة التي قد يتعرّض لها الإنسان سواء النفسية منها أو الجسدية.
تحتاج الأنشطة اليومية إلى 3 مدخلات أساسية، وهي: السلع المادية، والمهارات، والوقت، حيث يتمّ التعامل مع الوقت في علم الاقتصاد التقليدي على أنّه سلعة، فالوقت هو المال الذي يتم شراؤه وبيعه حسب الرغبة، وبالتالي فهو لا يحتاج إلى اهتمام خاصّ، ومع ذلك تُشير التجربة إلى أنّ اقتصاديات الوقت ليست بهذه البساطة، حيث يحتاج الفرد إلى الوقت لإنجاز جميع الأعمال اليومية ، كما يحتاج إلى وقت معيّن للعمل، ومدّة أخرى لتناول الطعام، ووقت إضافي للتعرّف على الزملاء، وقضاء وقت مع العائلة والأصدقاء، وفي الواقع تتطلّب معظم العلاقات وقتاً أطول ممّا يملك الإنسان، إضافةً إلى تجاهل حاجة الأفراد إلى قضاء وقت مع أنفسهم بعيداً عن الآخرين.
كل شيء مرتبط بالوقت
تتأثّر الأشياء في الكون بمرور الوقت سواء كانت نباتاً، أو إنسانًا، أو حتّى نجماً، وذلك كما يأتي:
- تتقدّم الأشياء جميعاً في العمر تدريجياً وتتلاشى في النهاية مع تقدّم الوقت بغض النظر عن سرعة أو زمن زوالها.
- تُعدّ الأشياء المادية غير أبدية وستنتهي عاجلاً أو آجلاً.
- لا يُمكن لأحد التنبّؤ في المستقبل، كما يُعتبر عدم معرفة الكائنات بموعد وفاتها، وسببه، وكم تبقّى لها من وقت في هذه الحياة، من الأسباب التي تزيد من أهمية الوقت.
- لا يُمكن لأحد أن يشتكي من عدم وجود وقت للأشياء التي يُريد القيام بها، وذلك لأنّ كلّ شخص لديه 24 ساعة في اليوم.
- يختلف مقدار وقت الفراغ المتاح لكلّ شخص عن الآخرين، كما أنّ الوقت يُعدّ نسبياً ومتبايناً بين الناس.
الوقت نفسه للجميع لكنه يلعب دوراً مختلفاً في حياتهم
يُعدّ الوقت من العوامل التي تلعب دوراً أساسياً في حياة الأفراد، كما يُعتبر بمثابة هدية عظيمة للمرء إذا ما أحسن استغلاله فيما يُفيده، وأدرك أنّه كالمدّ والجزر لا ينتظر أحداً، كما أنّ إضاعة الوقت تعني إضاعة الفُرص، فإذا أفلت الوقت من الشخص فلن يربح أبداً، ولن تكون هناك فرصة أُخرى لاستعادته، كما أنّ إهدار الوقت يُعتبر جريمة تُرتكب من قِبل أولئك الذين لا يُقدّرون الوقت ودائماً ما ينشغلون بأعمال لا فائدة منها، أو حتّى لا يقومون بفعل أي شيء، والسبب وراء ذلك هو عدم قدرتهم على إدارة الوقت وتنظيمه ، فكلّ الأفراد في العالم يمتلكون 24 ساعة يُمكن تحقيق النجاح بحسن استغلالها وإدارتها.
يُعدّ تأجيل عمل اليوم إلى الغد من الجهل، إذ إنّه بمثابة الندم على الماضي الضائع، حيث من المُمكن أن لا يكون هناك غداً لإنجاز مهمّة أخرى، كما أنّ البارحة لن يعود لإكمال المهام السابقة هذا مُؤكّد، فما تبقّى من الوقت هو الحاضر، والذي يعني بمعنى آخر العمل الجاد والاجتهاد، والإنجاز في الوقت المُحدّد، حيث إنّ لا فائدة مرجوةً من ضرب الحديد عندما يكون بارداً، فالوقت المناسب لإنجاز عمل ما هو الآن.
الوقت لا ينتظر أحد
يمضي الوقت دائماً ولا ينتظر أحداً، ولا يُمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وكسب المزيد من الوقت، أو جعله يمشي بشكل أبطأ، فهو يمضي سواء أراد الشخص ذلك أم لا، وهذه المِيزة تجعل الوقت قيّماً ومهمّاً أكثر من السلع التي تُشترى، حيث إنّ الوقت لا ينتظر ويفقد الأفراد بعضاً منه كلّ يوم، كما أنّ الحياة الشخصية والمهنية مرهونة بالوقت، لذا يجب اغتنام كافّة الفُرص المتاحة، وتسليم المهام المطلوب إنجازها في وقتها بدون تأجيل.
الوقت أفضل معلم
يمكن إبراز أهمية الوقت كمعلّم للأفراد من خلال النقاط الآتية:
- يُعدّ الوقت معلّماً جيّداً كأساتذة الجامعات من حيث القِيم والدروس التي يُقدّمها للأفراد، كما أنّ ارتكاب الأخطاء يستغرق وقتاً لكنّ التعلّم منها يستغرق وقتاً أطول.
- يتوازى الوقت مع الخبرة ، إذ إنّ كيفية قضاء الفرد لوقته واستغلاله تُؤثّر في ما سيكونه لاحقاً، وما سيبدع فيه.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء يُساهم في تعلّم الفرد الكثير من الأمور الإيجابية أو السلبية اعتماداً على طبيعة الأصدقاء.
- يداوي الوقت كافّة الجروح، ويُساعد على مسامحة الأشخاص والتجاوز عن أخطائهم التي ارتكبوها.
أهمية إدارة الوقت
تُؤثّر إدارة الوقت بشكل كبير في حياة الأفراد، وذلك من خلال ما يأتي:
- تحسين الانضباط الذاتي: كلّما تحسّن الفرد في إدارة الوقت كلّما كان انضباطه الذاتي أفضل في جميع المجالات، ويُساهم ذلك في تحقيق أهداف الأفراد وبالتالي النجاح في الحياة.
- تحسين جودة العمل: يُعدّ امتلاك مهارات جيدة في إدارة الوقت عاملاً مهمّاً في تسليم المهام في وقتها المُحدّد مع الحفاظ على الروتين المعتاد والحصول على قدر كافٍ من الراحة.
- فتح إمكانيات جديدة: يقضي سوء إدارة الوقت على الفُرص الجديدة المُمكنة التي تُساعد الفرد على توسيع آفاقه وتجربة أشياء جديدة.
- تُساعد إدارة الوقت على استغلاله وعدم إضاعته، وذلك عن طريق تحديد المهام وتخصيص الوقت اللازم لكلّ واحدة منها.
- تُساهم إدارة الوقت في إنهاء واجبات الفرد بشكل أسرع وبالتالي الحصول على وقت فراغ، يُمكن قضاؤه بممارسة هواية أو الخروج مع الأصدقاء ممّا يُعطي الفرد شعوراً بالنشاط.