كم عصر جليدي مر على كوكب الأرض وما هي؟
كم عصر جليدي مر على كوكب الأرض وما هي؟
العصر الجليدي هو فترات جيولوجية تغطي خلالها الصفائح الجليدية السميكة مساحات شاسعة من الأرض، كما دامت فترات التجلد هذه على نطاق واسع لعدة ملايين من السنين، وعملت على إعادة تشكيل ملامح سطح قارات بأكملها بشكل جذري، ومر على كوكب الأرض 5 عصور جليدية رئيسية، يُمكن توضيحها كما يأتي:
العصر الجليدي قبل 850-630 مليون سنة
خلال 200 مليون سنة، غرقت الأرض في أعمق وأقوى درجات برودة شهدتها الأرض على الإطلاق، وتقول إحدى النظريات أن التجلد كان ناتجًا عن تطور الخلايا الكبيرة، وقد تكون أيضاً بسبب الكائنات متعددة الخلايا التي غرقت في قاع البحر بعد الموت.
غرق هذه الكائنات متعددة الخلايا في البحر بعد موتها من شأنه أن يمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي مما يضعف تأثير الاحتباس الحراري وبالتالي يخفض درجات الحرارة العالمية، وهناك بعض الأدلة التي تقول أن الأرض أصبحت في هذا العصر عبارة عن كرة ثلجية في بعض الأحيان وخلال فترات التجمد الكبيرة، لكن الباحثين ما زالوا يحاولون معرفة ما حدث بالضبط.
العصر الجليدي قبل 430-460 مليون سنة
سمي هذا العصر الجليدي بعصر الانقراض الجماعي؛ حيث امتد العصر الجليدي في الإنديز والصحراء على امتداد أواخر العصر الأوردوفيشي والفترة السيلورية المُبكرة، وتميّز بانقراض جماعي، وهو ثاني أكثر العصور الجليدية خطورة في تاريخ الكرة الأرضية.
تم تجاوز الانقراض هذا فقط من خلال الانقراض البرمي الهائل قبل 250 مليون سنة، ومع تعافي النظام البيئي بعد التجميد توسع انتشار النباتات البرية على مدار العصر السيلوري، وربما تكون هذه النباتات هي المُسببة في العصر الجليدي العظيم الذي تلاه.
العصر الجليدي قبل 260-360 مليون سنة
أُطلِقَ على هذا العصر الجليدي باسم كارو، وحدث في فترة المسيسيبي، منذ 359-318 مليون سنة، ومرة أخرى في بنسلفانيا منذ 318-299 مليون سنة، وقد يكون السبب الرئيسي لهذه العصور الجليدية هو توسع النباتات الأرضية، وقد يكون السبب الرئيسي لهذه العصور الجليدية هو توسع النباتات الأرضية.
مع انتشار النباتات على الكوكب، تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتطلق الأكسجين، ونتيجةً لذلك انخفضت مستويات ثاني أكسيد الكربون وضعف تأثير الاحتباس الحراري مما أدى إلى ظهور عصر جليدي.
هناك بعض الأدلة على أنّ الجليد ذهبَ في دورات منتظمة، مدفوعة بالتغيرات في مدار الأرض، وإذا كان هذا صحيحاً فهذا يعني أنّ العصر الجليدي كارو كان يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها العصر الجليدي الحالي أو العصر الجليدي الأصغر.
العصر الجليدي قبل 14 مليون سنة
هو العصر الذي تسبب بتجمد القارة القطبية الجنوبية، حيث لم تكن القارة القطبية الجنوبية دائماً أرض مُجمدة، ولم تتشكل الأنهار الجليدية الصغيرة الأولى على قمم جبال القارة القطبية إلا منذ حوالي 34 مليون سنة.
بعد 20 مليون سنه وعندما انخفضت درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم بمقدار 8 درجات مئوية، تجمدت الأنهار الجليدية على الصخر مما أدى إلى توّلد الغطاء الجليدي الجنوبي، وهو سبب الانخفاض في درجة الحرارة في جبال الهمالايا، ومع نمو الجبال إلى الأعلى تعرضت لزيادة التجوية، والتي بدورها تساعد على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتقلل من تأثير الاحتباس الحراري.
العصر الجليدي الأصغر
يعتبر هذا العصر الأحدث من العصور الجليدية التي مرّت على الكرة الأرضية، كما استمر هذا العصر من القرن الرابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر.
لم يكن تأثير هذا العصر قويًا وطويلا كباقي العصور السابقة والتي تميزت بطول مدتها.
أظهرت العديد من البيانات القديمة وبعض الصور واللوحات والكثير من التقارير والآثار التاريخية أنّ هذا العصر جعل أوروبا وغرب أمريكا الشمالية وغرب جرينلاند، والدول الاسكندنافية ، والجزر البريطانية تشهد ظروف جوية باردة جدًا وأقل بكثير من درجات الحرارة المعتادة في تلك المنطقة، وظهرت في تلك الفترة أنهار متجمدة وتكونت على شكل جبال بعد ذلك.
استدل العلماء بالكثير من الأدلة الموجودة على أنّ الكثير من الجبال الثلجية الموجودة في تلك المناطق نمت فعلاً في تلك الفترة مثل جبال الألب وألاسكا وجبال الأنديز، وبالرغم من مرور تلك الفترة بحالة المناخ هذه إلا أنّ الحضارة الإنسانية شهدت ازدهارا واضحاً وتوسعاً خلال تلك الفترة، كما تم استكشاف واستعمار الكثير من الأراضي الجديدة خلال تلك الفترة.