قصة الغول والأصدقاء
اجتمع الأصدقاء في منزل أحمد
في يوم من الأيام اجتمع أصدقاء أحمد للّعب معه في منزله، وبينما هم يلعبون إذ انطفأ ضوء الغرفة فجأة وظهر على الأرض نورٌ غريب، شعر الأصدقاء جميعًا بالفزع وصرخ أحد أصدقاء أحمد قائلًا: إنّ هذا هو الغول الذي تحدّثت عنه جدته قبل مدة، فَزِعَ الأصدقاء جميعًا وبدؤوا يتراكضون نحو الباب وذهب كل واحد منهم إلى بيته فزعًا خائفًا، أمّا أحمد فقد ظل واقفًا وتبدو عليه علامات الاستغراب ممّا فعله أصدقاؤه عندما رأوا النور، ولكنه فكّر فيما بينه وبين نفسه حول ما يُمكن أن يفعله مع أصدقائه وما يمكنه القيام به كي يُوضّح لهم الأمر.
مفاجأة مرعبة في غرفة أحمد
في اليوم التالي قرّر أحمد دعوة أصدقائه مرة أخرى لمنزله وقال لهم إنه أعدّ لهم مفاجأة عظيمة وأخبرهم أنّه استطاع أن يحلّ لغز الغول وأنّه قد حصل شيء غريب بينه وبين الغول، وأوضح لأصدقائه بأنّه لن يخبرهم بذلك اللغز إلا عندما يجتمعون في غرفته، وبعد أن صعد الأصدقاء نحو الغرفة قام أحمد بإطفاء النور، وفجأة ظهر النور الغريب مرة أخرى على أرضية غرفة أحمد، وعندها شَعَرَ الأصدقاء جميعًا بالخوف ولكن أحد أصدقاء أحمد قام بإضاءة الغرفة كي يحكي لهم سرّ ذلك الغول.
أحمد يخبر أصدقاءه عن الغول والضوء
بعد أن قام أحمد بإضاءة الغرفة حمل عن الأرض مسبحة ذات حبيبات صغيرة، ضحك الأولاد جميعًا وشعروا بالخجل بسبب خوفهم من مسبحة مضيئة، ضحك أحمد كثيرًا وقال لهم: يا أيها الجبناء، وتابع الأصدقاء ضحكهم وقالوا له نعمَ أنت شجاع يا أحمد! فقد استطعتَ أن تتغلب على الغول، بعدئذ أخبرهم أحمد أنّ الضوء الناتج عن المسبحة كان بسبب دخول مادة الفسفور المشع في تركيبة حبيبات المسبحة، وكانت تلك الطريقة نفسها التي اكتشف فيها الناس مادة الفسفور المشع.
حيثُ تقول القصة إنّ مجموعة من الفلاحين كانوا يزرعون أراضيهم وكان قد تأخر الوقت في ذلك اليوم وأقبل الليل، وعندما نظروا أمامهم شعروا بالخوف الشديد من شيءٍ جعلهم يركضون ويهربون سريعًا وهم يصرخون: "عفريت" وكان ذلك الشيء هو نور يشعّ في ظلمة الليل من ثقوب موجودة في المقبرة القديمة.
ولكن أحد الرجال الشجعان تقدّم إلى المقبرة مُحاولًا اكتشاف سر ذلك الضوء، إذ مدّ يده حتى خرج بين يديه عظام مشعة، وبعد الكثير من الاكتشافات والأبحاث تم اكتشاف أنّ في العظام مادة مشعة وهي مادة الفسفور، وكانت تلك الطريقة ذاتها التي تمّ اكتشاف مادة الفسفور فيها.
العبرة المستفادة من القصة هي أنّ للشجاعة أهمية كبرى في حياة الإنسان وأنه يتوجب على الإنسان الصبر في طلب العلم والمعرفة، وألّا يجعل الخوف عائقًا له من التقدم في الحياة، وقد مرّ في تاريخ البشرية العديد من الأشخاص الذين تحدّوا الخوف وعاشوا عيشةً هانئة تخلو من المنغّصات.