قراءة في كتاب روضة العقلاء
التعريف بكتاب روضة العقلاء
كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء من تأليف البستي محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم (المتوفى: 354هـ) ومن تحقيق حمد محي الدين عبد الحميد.
يتحدث هذا الكتاب حول مواضيع مركزية تتعلق بأخلاقيات الإنسان وتعاملاته ضمن ثلاثة اتجاهات، فالأول علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى، والثاني علاقة الإنسان بنفسه، والثالث علاقة الإنسان بالناس من حوله.
تلخيص القضايا التي ناقشها كتاب روضة العقلاء
تباحث كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء العديد من موضوعات الأخلاق و التزكية ، ومن أبرز ما جاء فيه ما يأتي:
الحث على لزوم العقل وصفة العاقل اللبيب
تحدث المؤلف في هذا الباب حول أن العقل اسم يقع على المعرفة بسلوك الصواب والعلم باجتناب الخطأ فإذا كان المرء في أول درجته يسمى أديب ثم أريب ثم لبيب ثم عاقل كما أن الرجل إذا دخل في أول حد الدهاء قيل له شيطان فإذا عتا في الطغيان قِيلَ مارد فإذا زاد على ذلك قِيل عبقري فإذا جمع إلى خبثه شدة شر قيل عفريت.
إصلاح السرائر للزوم تقوى الله
تحدث المؤلف في هذا الباب حول أن الطاعات للمرء في الدنيا هو إصلاح السرائر وترك إفساد الضمائر والواجب على العاقل الاهتمام بإصلاح سريرته والقيام بحراسة قلبه عند إقباله وإدباره وحركته وسكونه لأن تكدر الأوقات وتنغص اللذات لا يكون إلا عند فساده ولو لم يكن لإصلاح السرائر سبب يؤدي العاقل إلى استعماله إلا إظهار الله عليه كيفية سريرته خير كان أو شر لكان الواجب عليه قلة الإغضاء عن تعاهدها.
الحث على لزوم الصمت وحفظ اللسان
تحدث في هذا الباب حول أنه يجب حفظ اللسان حتى يستقيم له إذ اللسان هو المورد للمرء موارد العطب والصمت يكسب المحبة والوقار ومن حفظ لسانه أراح نفسه والرجوع من الصمت أحسن من الرجوع عَن الكلام والصمت منام العقل والمنطق يقظته حيث قال سفيان الثوري أن أول العبادة الصمت ثم طلب العلم ثم العمل به ثم حفظه ثم نشره.
الحث على لزوم الصدق ومجانبة الكذب
تحدث في هذا الباب حول أن للسان فضل على كافة الجوارح ورفع الله سبحانه وتعالى درجته حيث أنطقه من بين سائر الجوارح بتوحيده فلا يجب للعاقل أن يعود آلة خلقها اللَّه للنطق بتوحيده بالكذب بل يجب عَلَيْهِ المداومة برعايته بلزوم الصدق وما يعود عليه نفعه في داريه لأن اللسان يقتضي مَا عود إن صدقاً فصدقاً وإن كذبًا فكذبًا.
الحث على لزوم الحياء وترك القحة
تحدث المؤلف في هذا الباب حول أن يجب على العاقل لزوم الحياء لأنه أصل العقل وبذر الخير وتركه أصل الجهل وبذر الشر والحياء يدل على العقل كما أن عدمه دال على الجهل ومن لم ينصف الناس منه حياؤه لم ينصفه منهم قحته.
والحياء اسم يشتمل على مجانبة المكروه من الخصال والحياء نوعين أحدهما استحياء العبد من اللَّه جل وعلا عند الاهتمام بمباشرة ما خطر عليه والثاني استحياء من المخلوقين عند الدخول فيما يكرهون من القول والفعل.
لزوم التواضع ومجانبة الكبر
تحدث المؤلف في هذا الباب أنه على العاقل لزوم التواضع ومجانبة التكبر ولو لم يكن في التواضع خصلة تحمله إلا أن المرء كلما كثر تواضعه ازداد بذلك رفعة، والتواضع تواضعان أحدهما محمود والآخر مذموم.
التواضع المحمود ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم والتواضع المذموم هو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه، فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها ولا يفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.
ومن المواضيع التي تطرق لها كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء كذلك ما يأتي:
- استحباب التحبب إلى الناس من غير مقارفة المأثم.
- استعمال لزوم المداراة وترك المداهنة مع الناس.
- استحباب إفشاء السلام وإظهار البشر والتبسم.
- ما أبيح من المزاح للمرء وما كره له منه.
- استحباب الاعتزال من الناس عام.
- استحباب المؤاخاة للمرء مع الخاص.
- كراهية المعاداة للناس.
- الحث على صحبة الأخيار والزجر عن عشرة الأشرار.
- كراهية التلون في الوداد بين المتآخين.
- ائتلاف الناس واختلافهم.
- ليس هذا ذاك الغراب فقالت والله ما نراك تأخذ البريء بالسقيم حتى تظفر بذلك الغراب.
- الحث على زيارة الإخوان واكرامهم.
- صفة الأحمق والجاهل.
- الزجر عن التجسس و سوء الظن .
- الحث على مجانبة الحرص للعاقل.
- الزجر عن التحاسد والبغضاء.
- الحث على مجانبة الغضب وكراهية العجلة.
- الزجر عن الطمع الى الناس.
- الحث على لزوم القناعة.
- الحث على لزوم التوكل على من ضمن الأرزاق.