فوائد تعلم اللغات الأجنبية
فوائد تعلم اللغات الأجنبية
تطوير القدرات العقلية
يُتيح تعلّم لغة أخرى للأفراد من كافّة الأعمار التطوير من قدراتهم العقليّة؛ حيث إنّها تُساهم في تنشيط الدماغ، وتقوية الذاكرة؛ فاللغات الأجنبيّة لديها أنظمة معقّدة تحتوي الكثير من القواعد والمفردات الجديدة، وتعلّمها يعني أنّه يتحتّم على العقل التعامل مع هذا التعقيد بشكلٍ سليم والإلمام بها، وكلّما زادت نسبة إشغال الدماغ أصبحت وظائفه تعمل بشكلٍ أفضل من السابق؛ حيث إنّ الأشخاص الذين لديهم أكثر من لغةٍ يتمتعّون بذاكرةٍ قويّةٍ يستطيعون من خلالها تذكُّر الأسماء والأرقام بسرعةٍ كبيرةٍ.
تُشير إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة بومبيو فابرا الإسبانية إلى أنّ الأشخاص الذين يُتقنون لغتين أو أكثر لديهم إدراك حسّي أعلى من الأفراد أحاديِّي اللغة أو الذين يتكلّمون لغةً واحدةً، وهؤلاء الأشخاص يُفكِّرون دائماً بطريقةٍ إبداعيّةٍ مبتكرةٍ أو ما يُسمّى بالتفكير خارج الصندوق، حيث إنّهم يتفوّقون على الآخرين بمهارات الاستماع والقدرة على الكلام وما إلى ذلك، وجميعها تُؤثِّر بشكلٍ إيجابيٍّ على معدّل الذكاء والإبداع.
تحسين مهارات الاتصال
يُساعد تعلّم اللغات المختلفة على القدرة على التواصل مع شريحةٍ أكبر من الناس من عدّة ثقافات وبلدان، فالتّواصل معهم بلغتهم على الصعيدين الشخصي والمهني يؤدّي إلى تعميق علاقة الأفراد بهذه الثّقافات وتعزيزها، واحترام تقاليد وديانات وتاريخ الأشخاص المرتبطين بهذه اللغة، والقدرة على التسامح وقبول الآخر، حيث أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتعلّمون لغةً غير لغتهم لديهم القابلية للانفتاح تجاه الثقافة المتعلقة بذات اللغة، بالإضافة إلى تطوير المهارات، واكتساب خبراتٍ كثيرة، وإنشاء العديد من المعارف والعلاقات الجديدة حول العالم.
تعزيز الثقة بالنفس
تُعتبر زيادة الثقة بالنفس إحدى الفوائد الناتجة عن تعلّم لغة جديدة وإتقانها، حيث يستطيع الفرد وقتها التعرُّف إلى نفسه بشكلٍ أفضل، ومعرفة قوته وإنجازاته التي يستطيع تحقيقها سواء في عمله أو في حياته، حيث يمتلك الأشخاص الذين يتمتّعون بثقةٍ عاليةٍ بالنفس انفتاحاً ذهنياً يُميِّزهم عن غيرهم، ويجعلهم يفكِّرون بطريقةٍ أفضل، كما يُعتبرون أكثر إثارةً للاهتمام من أولئك الأشخاص الذين لم يستطيعوا تحديد أهدافهم أو معرفة أنفسهم ونقاط قوّتهم التي بدونها لن يتمكّنوا من النجاح في حياتهم.
زيادة الفرص الوظيفية
يُمكن للفرد توسيع فرصه الوظيفيّة وفتح آفاق جديدة في مجالات العمل عن طريق تعلّم لغاتٍ إضافيّةٍ، حيث تتطلّب بعض المهن أحياناً أن يكون الشخص على درايةٍ بلغاتٍ مختلفةٍ ومتنوِّعةٍ، لذلك فإنّ تعلّم اللغات الأجنبية يمنح الشخص فرصةً أكبر من غيره في الحصول على وظيفة مقارنةً بالأشخاص الذين يتحدّثون لغةً واحدةً فقط، حيث يُمكن للفرد أن يُشير إلى ذلك في سيرته الذاتيّة ويجعلها إحدى ميزاته، فقد أجرى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسةً أثبت فيها أنّ الأشخاص الذين يُتقنون أكثر من لغةٍ يكسبون أموالاً أكثر من غيرهم بمتوسِّط 128 ألف دولارٍ إضافيٍّ في حياتهم المهنيّة.
تطوير مهارات الحل الرياضية
تؤكّد بعض الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتحدّثون لغتين أو أكثر يتفوّقون عن أقرانهم أحاديّي اللُّغة في الرياضيات؛ نظراً إلى أنّ تعلّم اللغة هو عمليّة هيكليّة ومنطقيّة وتُشابه إلى حدٍّ ما نوع التفكير المستخدم في حلّ المسائل الرياضيّة، ففي دراسة أُجريت في ولاية ماساتشوستس أنّ الأطفال الذين يتعلّمون لغةً جديدةً أكثر تفوّقاً في الرياضيّات من الأطفال الذين لا يدرسون لغةً أجنبيّة، وفي دراسةٍ أخرى نُشرت في إحدى مجلات جامعة ميشيغان، أثبتت أنّ الطلاب الذين تعلّموا لغةً أخرى لمدّة ساعة ونصف فقط في الأسبوع سجّلوا درجات أعلى في مادّة الرياضيّات.