فوائد الصوم للمعدة
الصّوم
الصّوم هو الامتناع عن تناول الطّعام والشّراب لفترة معينة من الزّمن، وقد يكون الصّوم كلياََ أو جزئياََ، وتختلف أنواع الصّوم، فهناك الصّوم الطّبي الذي يُستخدم كتدخل علاجي من قبل الأطباء في كثير من الثّقافات، ويمكن أن يكون وسيلة لتعزيز إزالة السمّوم من الجسم، أو لتحضير المريض لجراحة، أو لفحوصات مخبريّة معينة، أو لعلاج بعض الحالات المرضيّة، وهناك الصّوم لأسباب دينيّة وروحيّة للسيطرة على الجسم المادي وزرع الإنضباط العقلي ومن الأمثلة عليها الصّوم الشّرعي في شهر رمضان الكريم في الدّيانة الإسلاميّة والذي يمتد من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس، والصّوم الكبير في الدّيانة المسيحيّة.
فوائد الصّوم
للمعدة
تُعد المعدة من أجزاء الجهاز الهضمي ، وهي عبارة عن عضو عضلي يوجد في الجزء العلويّ من البطن وتتصل المعدة من الأعلى بالمريء بواسطة صمام عضلي يُسمى العضلة العاصرة المريئيّة التي تسمح بمرور الطّعام من المريء إلى المعدة، ومن الأسفل تتصل المعدة بعضلة البواب التي تسمح بمرور الطّعام إلى المعي الدّقيق. تعمل المعدة على تخزين الطّعام وهضمه ، أما التّخزين فيحدث عندما تكون الأمعاء الدّقيقة لا تزال مشغولة بهضم وامتصاص وجبة سابقة، أما الهضم فيحدث بتأثير أحماض المعدة التي تتراوح حموضتها ما بين 2-3 تقريباً، لذلك فمن البديهي أنّ الامتناع عن تناول الطّعام لفترة تتراوح ما بين 9-11ساعة بعد امتصاص الغذاء يوفّر راحة فسيولوجيّة للجهاز الهضمي بأكمله، ويمنع دخول طعام إلى المعدة أو الأمعاء الدّقيقة وهي لا تزال مشغولة بهضم وامتصاص الوجبة السّابقة، كما أنّ الصيام يقلل إنتاج أحماض المعدة، ويعالج حموضة المعدة، ويساعد على التئام قرحة المعدة خاصةََ إذا ترافق الصّيام مع العلاج المناسب الذي يصفه الطّبيب المختص، في المقابل يمكن للمعدة أن تبدأ بإنتاج الأحماض حتى أثناء الصّيام وهو ما يحدث عندما يشم الصّائم رائحة الطّعام أو بمجرد التّفكير في الطّعام وفي هذه الحالة قد يصاب الإنسان بحرقة المعدة .
للجهاز الهضمي
للصيام فوائد عديدة للجهاز الهضمي، منها:
- يساعد الصّوم المتزامن مع تحسين النّظام الغذائي قبل وبعد فترة الصّيام على شفاء القناة الهضميّة للمرضى الذي يعانون من التهاب القولون التّقرحي (بالإنجليزيّة: ulcerative colitis)، وداء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn's disease)، وانخفاض ضغط الدّم.
- تشير دراسة أجريت على 58 مريضاً يعانون من أعراض متوسطة إلى شديدة لمتلازمة القولون العصبي (IBS)، حيث أُخضع 36 مريضاً منهم للعلاج بالصّوم، بينما خضع المرضى الـ 22 الباقون لعلاج أساسي ( علاج دوائي ونفسي)، وقد أظهرت النّتائج أنّ المرضى الذين خضعوا للعلاج بالصّيام تحسنّت لديهم سبعة أعراض للمرض من أصل عشرة، وهذه الأعراض هي: آلام البطن، وانتفاخ البطن، والإسهال، وفقدان الشّهية ، والغثيان ، والقلق، والتأثير على حياة المريض بشكل عام، في المقابل تحسنّت ثلاثة أعراض فقط لدى المرضى الذين تلقوا العلاج الأساسي، وهذه الأعراض هي آلام البطن، والانزعاج، وانتفاخ البطن ، والتأثير على حياة المريض بشكل عام.
لباقي الجسم
فيما يأتي أهم الفوائد الصحيّة للصيام:
- السيطرة على مستوى السّكر في الدّم: أظهرت دراسة أن الصيام المتقطّع لفترة قصيرة يؤدى إلى انخفاض كبير في مستويات سكر الدّم لدى مرضى مصابين بمرض السّكري من النوع الثّاني، كما أنّ الّصوم المتقطع والصّوم بالتّبادل (صوم يوم وإفطار يوم) قد يكون له دور في الحد من مقاومة الأنسولين مما يزيد من كفاءة الجسم بنقل الجلوكوز من الّدم للخلايا، إلا أنّ تأثير الصّوم على الرجال قد يكون مختلفاََ عن تأثيره على النّساء.
- مقاومة الالتهابات: تشير بعض الدّراسات أن الصّيام يمكن أن يقلل من علامات الالتهاب، ويمكن أن يكون مفيداََ في علاج الحالات المرضيّة المرتبطة بالالتهابات مثل أمراض القلب ، والسّرطان، والتهاب المفاصل الرّوماتويدي .
- تعزيز صحة القلب: يرتبط الصّيام بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب؛ وذلك لأنّه يقلّل من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب مثل ضغط الدّم، والدّهون الثّلاثيّة، والكولسترول الكلي، والكولسترول الضّار.
- تعزيز صحة الدّماغ: تشير دراسات أُجريت على الحيوانات أنّ الصّيام قد يكون له تأثير إيجابي على وظائف الدّماغ، ويزيد من إنتاج الخلايا العصبيّة، وقد يساعد على الحد من الالتهابات؛ لذلك فقد يكون له دور في الوقاية من الأمراض العصبيّة، مثل مرض الزّهايمر ومرض باركنسون، ولمعرفة إذا كان للصيام تأثير مشابه على أدمغة البشر فلا بد من إجراء المزيد من الدّراسات على البشر أنفسهم.
- التّخلّص من الوزن الزّائد: قد يساعد الصّيام على التّخلّص من الوزن الزّائد لأنّه يزيد من مستوى هرمون نورايبنفرين وهو ناقل عصبي يعزّز عمليّة الأيض في الجسم، الأمر الذي قد يعزّز التخلّص من الوزن الزّائد، ومن ميزات الصّيام أنّه يساعد على التخلّص من الدّهون الزاّئدة دون أن يوثّر على الأنسجة العضليّة.
- تعزيز إفراز هرمون النّمو: قد يساعد الصّيام على المحافظة على مستويات ثابتة من السّكر والأنسولين، مما يعزّز من إفراز هرمون النّمو الضّروري للجسم فهو يساعد على النّمو، والتّمثيل الغذائي، وفقدان الوزن، ويزيد من قوة العضلات.
- تأخير الشّيخوخة وإطالة العمر: تشير دراسات أُجريت على الحيوانات أنّ الصّيام قد يؤخر ظهور علامات الشّيخوخة ويطيل العمر، إذ أظهرت الدّراسة أنّ الفئران التي صامت يوماََ بعد يوم عاشت أكثر بنسبة 83٪ من الفئران التي لم تصم، ومع ذلك فلا بد من إجراء دراسات على البشر للتأكّد من تأثير الصيام على طول عمر الإنسان.
- إمكانية المساهمة في الوقاية من السّرطان: حيث تشير دراسات أنابيب الاختبار وأخرى أجريت على الحيوانات أنّ الّصيام قد يساعد على الوقاية من السّرطان وعلى علاجه، وذلك لأنّه يقلل من نمو الورم، ويزيد من فعالية عقاقير العلاج الكيميائي في علاج السّرطان، وبالرّغم من أهميّة هذه النّتائج، إلا أنّه لا بد من إجراء دراسات إضافية لتحديد تأثير الصّيام في تطور السّرطان و كفاءة العلاج في البشر.
المخاطر الصّحيّة للصوم
يلجأ بعض الناس للصيام المتقطع كنوع من الحمية الغذائيّة، وبالرّغم من الفوائد التي يمكن الحصول عليها عن طريق الصّوم إلا أنّ الخبراء في المجال الصّحي يحذرون من اتباع هذا النّوع من النّظام الغذائي لمن يعانون من نقص الوزن، والأفراد الذي تقل أعمارهم عن 18 عاماََ، والمصابين بالنّوع الأول من السّكري،والنساء الحوامل، ومن يتعافون من إي نوع من الجراحة، والمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسيّة وعاطفيّة، كما أنّ مركز الصّحة الوطنية في المملكة المتحدة يشير إلى وجود بعض المخاطر والآثار الجانبية لهذا النّوع من الصّوم، ومنها:
- قد يعاني الصّائمون من الجفاف لذلك يُنصح الصّائم بشرب السّوائل بكثرة لتعويض السّوائل التي يفقدها الجسم في فترة الصّوم.
- قد يؤدي الصّوم إلى زيادة مستوى التوّتر، واضطراب النّوم، الامر الذي قد يسبب الصّداع.
- يشير بعض خبراء التّغذية أنّ الصّوم بهدف التّخلّص من الوزن الزّائد قد لا يكون فعالاََ على المدى الطّويل، وأنّه قد يؤدي إلى خسارة سوائل الجسم وليس الوزن الزّائد ، كما أنّ الوزن الذي يخسره الشّخص بسرعة في فترة الصّيام يمكن أن يستعيده بسرعة أيضاََ عندما يعود إلى نظامه الغذائي الاعتيادي.
- يعتقد بعض خبراء التّغذية والصّحة أن الصّيام قد يقلّل من رغبة الناس في تناول خمس حصص غذائيّة من الخضار والفاكهة، وأن الخوف من الصّيام قد يؤدي إلى اضطرابات الأكل، أو الشّراهة عند تناول الطّعام.