فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب الزكام
فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب الزكام
في حال الإصابة بالزكام أو نزلات البرد فإنّه يُحتمل أن تتأثر حاستي الشم والتذوق، فتظهر نكهات الأطعمة بطريقة مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها الإنسان، ومع ذلك توجد بعض الحالات التي تتأثر فيها حاسة التذوق فقط دون الشمّ، ولكنّها قليلة الحدوث؛ إذ إنّ كيفية شعورنا بمذاق الأطعمة يعتمد على تفاعل الحاستين نوعًا ما، ولتوضيح الرابط بين الزكام وفقدان حاسة الشم والتذوق بشكل أفضل لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ أغلب الفيروسات المُسببة للزكام والتي تتنمي لعائلة الفيروسات الأنفية (بالإنجليزية: Rhinoviruses) لا تُسبب أعراضًا في العادة، وقد لا يُرافق وجود هذا الفيروس أي عرض باستثناء فقدان حاسة الشمّ، وفي حال لم تتطور الحالة إلى التهاب أو ألم في الحلق متبوع بنزلة برد؛ فإنّ الطبيب يُسمّيها فقدان حاسة الشم مجهول السبب، ولكن في حال تطورت إلى زكام حقيقيّ مصحوب بالسعال والشعور بالتعب والإنهاك واحتقان في الأنف؛ فإنّ فقدان حاسة الشم يُعرف بفقدان حاسة الشم الفيروسيّ، مع استحضار أنّ الأعراض تتفاوت من مصاب لآخر.
وأمّا بالنسبة للتفسير العلمي الدقيق للرابط بين فقدان حاسة الشم والإصابة بفيروسات نزلات البرد أو الزكام؛ فيمكن اختصاره بقولنا: توجد في الجسم أعصاب كثيرة، منها ما يُعرف باسم الأعصاب القحفية أو الأعصاب الدماغية (بالإنجليزية: Cranial nerves)، وتكمن أهمية هذه الأعصاب في التحكم بما يتعلق بالرقبة والرأس، مثل التحكم بحركة الوجه، والقدرة على الكلام باستخدام الأحبال الصوتية (بالإنجليزية: Vocal Cords)، فضلًا عن التحكم في حاستي السمع والشم، وفي حال التعرض لفيروسات الزكام؛ فإنّ هذه الفيروسات قد تُهاجم الأعصاب الدماغية أو النسيج المخاطي المحيط بها، مما تُسبب التهابًا إمّا في بطانة الأنف حيث تُحيط بالأعصاب المذكورة، وإمّا تؤثر مباشرة في العصب نفسه تحديدًا في جسم العصب، مما يُسبب اضطرابًا واعتلالًا في الأعصاب الدماغية فتتأثر حاسة الشم بشكل ملحوظ، فقد يشمّ المصاب الروائح بطريقة غير دقيقة أو مزعجة أو كلتا الحالتين، وبسبب الرابط المذكور سابقًا فإنّ حاسة التذوق تتأثر كذلك، وفي الواقع يُعدّ الأفراد من جميع الأعمار والحالات الصحية عرضة لذلك؛ فقد يُعاني الصغير والكبير من هذه المشكلة والصحيح والمريض أيضًا.
نصائح للمرضى للتعامل مع فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب الزكام
تجدر مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن في حال استمرار الشعور بفقدان حاسة الشم أو تأثرها بشكل سلبيّ على الرغم من زوال واختفاء الأعراض الأخرى التي سببها الزكام، ويجدر التنبيه أنّ التأخر في مراجعة الطبيب في هذه الحالات قد يجعل الحالة أكثر تعقيدًا وكذلك من الممكن أن تصعب استعادة حاسة الشم كما كانت عليه في السابق، وأمّا بالنسبة للخيارات العلاجية المتاحة في حال استمرار أعراض فقدان حاسة الشم فمنها: الخيارات الدوائية التي تستهدف هذه المشكلة، وكذلك التدريب على استعادة حاسة الشم.
ومن النصائح التي تساعد على استعادة حاسة الشم إثر الإصابة بنزلات البرد استخدام المحلول الملحي؛ حيث يُنصح بغسل الأنف من الداخل بالماء والملح في حال الإصابة بعدوى، ويمكن تحضير المحلول الملحي في المنزل عن طريق غلي مقدار من الماء (نصف لتر تقريبًا) وتركه ليبرد، ثم إضافة ملعقة صغيرة من الملح وأخرى من بيكربونات الصوديوم إلى الماء، ثمّ يُنصح بغسل اليدين جيدًا ووضع جزء من المحلول الملحي في اليد ثم استنشاق المصاب جزء من السائل من إحدى فتحتي الأنف مع إغلاق الفتحة الاخرى إن أمكن، ثمّ السماح للسائل بالخروج من الأنف، ويُنصح بإعادة هذه الخطوات عدة مرات لمعرفة فيما إن كانت تساعد وتجدي النفع المرجوّ، ويمكن تكرار الخطوات سابقة الذكر لأكثر من يوم على التوالي ومراقبة النتائج، وفي هذا السياق نُشير إلى ضرورة غلي مقدار من الماء في كل مرة وتجنب استخدام المحلول السابق نفسه الذي تم غليه في اليوم السابق.
ملخص حول الزكام
الزكام، أو نزلات البرد، أو نزلة البرد، أو الرشح، أو الضنك، أو الضود، (بالإنجليزية: Common Cold) هو أحد أنواع العدوى الفيروسية التي تُصيب الانف والحلق، أي تؤثر في الجهاز التنفسي العلوي، وقد تنجم هذه العدوى عن العديد من أنواع الفيروسات التي يصعب حصرها، وبالرغم من أنّها غير مؤذية في العادة إلا أنّها قد تُسبب الإزعاج للمصاب، وفي الغالب يتعافى المصاب ويمتثل للشفاء خلال سبعة إلى عشرة أيام من وقت التعرض للفيروس، ومع ذلك توجد بعض الحالات التي تستمر فيها أعراض الزكام لأكثر من ذلك، كما هو حال عند المُدخّنين، وفي حال عدم تحسن الأعراض تجدر مراجعة الطبيب، وأمّا بالنسبة للأفراد المعرضين للإصابة بعدوى الزكام؛ فحقيقة يمكن لأي فرد أن يُصاب بها، إذ نجد أنّ عدد مرات عدوى الزكام لدى البالغين الأصحاء يترواح ما بين مرتين إلى ثلاث مرات في العام الواحد، بينما يُعدّ الأطفال دون السادسة من العمر هم الأكثر عُرضة للإصابة به.
وبالحديث عن طرق التخلص من الزكام ففي الواقع لا يوجد علاج شاف منه، إنّما باتباع بعض النصائح وأخذ بعض أنواع الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية تخف الأعراض ويتحسن حال المصاب، ومن ذلك: الحرص على شرب كميات كافية من السوائل وأخذ القسط الكافي من الراحة كالنوم لساعات كافية، ويجدر التنبيه إلى أنّ الأدوية لا تشفي من الزكام بشكل أسرع، فضلًا عن ضرورة قراءة التعليمات المرفقة بعبوة الدواء، وأخيرًا يُشار إلى أنّ البعض يعتقد أنّ المضادات الحيوية قد تُجدي نفعًا في حالات الزكام، والصواب هو أن المضادت الحيوية فعالة فقط في حالات العدوى البكتيرية وليس الفيروسية (كالزكام)، وإنّ أخذ المضادات الحيوية دون ضرورة يُضعف قدرة الجسم على محاربة العدوى البكتيرية مستقبلًا.