علاقة التفكير الإبداعي بالثقة في النفس
علاقة التفكير الإبداعي بالثقة في النفس
الثقة جزء من الإبداع ولكن غالبًا ما يتم تجاهلها. ومع ذلك، فإن الثقة هي التي تسمح بالاستكشاف الإبداعي والإحصاءات في المقام الأول. حيث يرفض الكثير منا ممن يمتلكون دافعًا إبداعيًا قويًا السماح له بأن يصبح أكثر من مجرد بضعة أحلام يومية عرضية، ليس لأننا نفتقر إلى القدرات الإبداعية، ولكن لأننا نفتقر إلى الثقة الإبداعية اللازمة للقيام بالعمل، فنفكر في أنفسنا بأننا لا نستطيع، وتكون النتيجة مماثلة تمامًا لما نعتقده. ومن ذلك يؤثّر كل من التفكير الإبداعي والثقة بالنفس على بعضيْهما، ويُمكن القول بأنّ كلاهما يُكمّل الآخر، فيما يأتي توضيح لهذه العلاقة:
دور الثقة بالنفس في التفكير الإبداعي
يعتمد التفكير الإبداعي وبشكلٍ أساسيّ على ما يعتقد الإنسان أنّ بإمكانه القيام به مستعينًا بمواهبه ومهاراته التي يمتلكها بالفعل، وبالتالي فهو يتعلّق بنظرة الشخص لنفسه وقدراته، كما أنّ من يرغب بالتفكير بشكلٍ مبدع عليه أن يُغيّر عقله أولًا بطريقةٍ تُساعده على الابتكار وتطوير الذكاء الإبداعي قبل البدء بمهارات التدريب.
ومن الأمثلة على ذلك، أنّ الشخص الذي يحلم بأن يُصبح كاتبًا مميزًا في يومٍ ما، لكنّه يعتقد بعدم امتلاكه ما يلزم ليكون مبدعًا بالفعل، سيُكون اعتقاده هذا صحيحًا، وسيحول دون جذب الأفكار الإبداعية.
تأثير قلة الثقة بالنفس على التفكير الإبداعي
وبالمقابل، فإنّ قلة الثقة بالنفس ينتج عنها عادةً بحث الإنسان عن الكمال لاعتقاده أنّه لن يكون جيدًا بما يكفي إلّا إذا كان مثاليًا، وهذا يجعل أفكاره أكثر محدودية وأقل إبداعية؛ إذ سيتوقف عن التفكير في العديد من الأمور التي يعتقد أنّها لن تعمل.
كما ينتج عن قلة الثقة بالنفس محاولة إرضاء الآخرين دائمًا، وهو أمر مرهق نفسيًا ويحد من الأفكار الإبداعية التي يُمكن في كثير من الأحيان ألّا تحوز على رضا الجميع.
دور التفكير الإبداعي في تعزيز الثقة بالنفس
من جهةٍ أخرى، يُساهم التفكير الإبداعي في تحسين ثقة الإنسان بنفسه، من خلال ما يأتي:
تعلّم أشياء جديدة
يُعتبر التفكير الإبداعي فرصةً لتعلّم أشياء جديدة كتعلّم الرسم بأسلوبٍ معيّن أو العزف على آلة موسيقية، وبهذا سيُدرك الشخص أنّه يمتلك القدرة على التعلّم و اكتساب المهارات ، وهو ما يُعزز ثقته بنفسه.
الشعور بالإنجاز
يأتي الشعور بالإنجاز كنتيجة تلقائية للتعلّم أو لصنع شيء ما؛ فمثلًا عند البدء بمشروع فنيّ، قد يحتاج الأمر إلى ساعات طويلة لإنشاء شيء مميز وفريد؛ لذا بمجرّد الانتهاء منه سيشعر الإنسان بالرضا عن نفسه لتمكّنه من إكمال المشروع وما ترتّب عليه من بذل مجهود ووقت ومال.
تعزيز التواصل مع الآخرين
عندما تتحول الأفكار الإبداعية إلى أعمال يُمكن أن ينتج عن ذلك مقابلة العديد من الأشخاص ضمن ذلك المجال الإبداعي وبالتالي زيادة فرصة تكوين صداقات ومعارف ، وهو ما يؤثّر في شخصية الفرد ويقوّيها ويعزز ثقته بنفسه.
الحصول على الإطراء
عند الانتهاء من إعداد لوحةٍ فنية مثلًا بطريقةٍ إبداعية، غالبًا ما ستحوز على إعجاب الاهل والأصدقاء، وسيتركون تعليقات إيجابية كثيرة تُشيد بالعمل، وهذه فرصة لتحسين صورة الذات وتعزيز احترامها.
يُشار هنا إلى أنّ البعض قد لا يشعر بالارتياح لقبول المجاملات، اعتقادًا بأنّه لا يستحقها لعدم إنجازه شيئًا بهذا التميز، والصحيح هنا محاولة إسكات أي أحاديث سلبية كهذه مع النفس، والتدرّب على قبول المجاملة ورفع استحقاق الذات.