علاج الحساسية عند الأطفال
حساسية الأطفال
يمكن تعريف الحساسيّة (بالإنجليزية: Allergy) على أنّها ردّة فعل مناعيّة غير طبيعيّة تجاه بعض المواد التي لا تسبّب في العادة أيّ ردّة فعل مناعيّة أو ضرر عند معظم الأشخاص، ففي الحالات التي تظهر فيها الحساسية يُهيّأُ للجهاز المناعيّ أنّ هذه المادّة تشكّل خطراً على الجسم، ممّا يدفعه إلى مهاجمتها، وهذا ما يؤدي إلى ظهور أعراض ناتجة عن ردّة الفعل هذه، ويُطلق على هذه المادّة التي تُثير الحساسيّة مصطلح مولّد الحساسيّة (بالإنجليزية: Allergen)، ومن الأمثلة الشائعة على مولّدات الحساسيّة: حبوب لقاح النباتات، والغبار، وبعض أنواع والأدوية ، وبعض أنواع الأطعمة ، وفي الحقيقة قد تتراوح شدّة أعراض الحساسية بين الخفيفة والشديدة جداً، وهناك بعض الحالات التي تكون فيها الحساسية مُهدّدة لحياة الشخص المصاب، ويمكن من خلال ملاحظة أعراض الحساسيّة على الطفل والتشخيص المبكّر للحالة أن تتمّ السيطرة عليها ووقايته منها، ورفع مستوى جودة حياته.
علاج حساسية الأطفال
العلاجات الداوئية
في الحقيقة لا يوجد علاج نهائيّ لمشكلة الحساسيّة، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض المصاحبة لها، واتّباع بعض النصائح للوقاية من حدوث ردّة الفعل التحسسيّة، حيثُ تُعدّ أفضل طريقة للتخلّص من مشكلة الحساسيّة هي تحديد المُسبّب الرئيسيّ للحساسيّة وتجنّب التعرّض له، لذلك يجب على الأهل الحرص على تعليم طفلهم المصاب بالحساسيّة طرق الوقاية منها، وطرق التعامل معها في حال ظهور أعراضها، كما لا بُدّ من اطّلاع الأشخاص المعنيين برعاية الطفل جميعهم على الحساسيّة التي يُعاني منها الطفل، مثل المعلمين، والأطباء، وأقارب الطفل، لتجنّب تعريض الطفل لمولّد الحساسيّة، وفي حال ظهور أعراض الحساسية لدى الطفل يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية ومنها ما يأتي:
- مضادّات الهستامين: تعمل مضادّات الهستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) على إضعاف ردّة الفعل المناعيّة من خلال تثبيط عمل مركّب الهستامين المسؤول عن العديد من الأعراض المصاحبة للحساسيّة، مثل الانتفاخ، والحكّة ، وإفراز المخاط، حيثُ تُعدّ مضادّات الهستامين من الأدوية الفعّالة للمساعدة على التخلّص من الحكّة المصاحبة للشرى (بالإنجليزية: Hives)، وحمّى القش (بالإنجليزية: Hay fever)، والإكزيما (بالإنجليزية: Eczema)، وقد يطلب الطبيب استخدام هذه الأدوية بشكلٍ منتظم أو عند الحاجة فقط، وذلك بحسب حالة الطفل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد يترتب عليها ظهور بعض الآثار الجانبيّة مثل الشعور بالنعاس.
- مضادّات الاحتقان: يتمّ استخدام مضادّات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) بالتزامن مع مضادات الهستامين في حالات معينة، كالإصابة بحمّى القش للتخلّص من احتقان الأنف المصاحب لهذه الحالة، ويُنصح بعدم استخدام هذه الأدوية لفترة طويلة لتجنّب التأثير العكسي وعودة الاحتقان من جديد، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تكون مصحوبة بعدد من الآثار الجانبيّة مثل زيادة نبضات القلب، والحركة المفرطة، والقلق، وصعوبة النوم .
- كرومولين الصوديوم: يمكن استخدام دواء كرومولين الصوديوم (بالإنجليزية: Cromolyn sodium) للحدّ من أعراض حساسيّة الأنف، ويُعدّ من الأدوية الآمنة التي لا تصاحبها أيّ من الآثار الجانبيّة تقريباً، ويمكن استخدام هذا الدواء بشكلٍ يوميّ للحالات المزمنة، أو قد يتمّ اللجوء لاستخدامه لفترة محدّدة في أوقات ارتفاع خطر الإصابة بالحساسيّة.
- الكورتيكوستيرويد: تُعدّ أدوية الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids) مثل الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisones) من الأدوية الفعّالة جداً للتخلّص من أعراض الحساسيّة، وتتوفر هذه الأدوية بالعديد من الأشكال المختلفة مثل الأقراص، وبخاخات الأنف، والكريمات، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية تُعدّ الأدوية الرئيسيّة المستخدمة في علاج مشكلة الإكزيما لدى الأطفال، كما تُعدّ أكثر الأدوية فاعليّة في علاج أعراض حساسيّة الأنف .
- العلاج المناعيّ: قد يتمّ اللجوء لاستخدام العلاج المناعيّ (بالإنجليزية: Immunotherapy) في بعض الحالات لخفض الحساسيّة ضد بعض أنواع مولدات الحساسيّة الهوائيّة مثل حبوب اللقاح، والغبار، حيثُ يتمّ حقن الطفل بنفس مولّد الحساسيّة تحت إشراف الطبيب لتغيير ردّ فعل الجهاز المناعي تجاه هذه المادّة.
العلاجات المنزلية
هناك بعض حالات الحساسيّة التي تكون خفيفة، ويمكن السيطرة عليها باللجوء لبعض الخيارات المنزلية، فمثل هذه الحالات لا تحتاج في الغالب لصرف الأدوية، ويجدر بيان أنّ هذه العلاجات المنزلية تختلف باختلاف الأعراض التي تظهر على المصاب، ويمكن بيانها بحسب الأعراض فيما يأتي:
- الأعراض الجلدية: يمكن في حالات الإصابة بالتهاب الجلد التماسيّ (بالإنجليزية: Contact dermatitis) غسل منطقة الجلد المتأثرة بماء فاتر وصابون خفيف، ويمكن دهن المنطقة المتأثرة بجل الصبار ، أو كريم يحتوي على نبتة الآذريون (بالإنجليزية: Calendula)، وفي حال جفاف بشرة الطفل يمكن استخدام أحد الكريمات أو المراهم المرطّبة التي لا تحتوي على مواد عطريّة لترطيب البشرة، أمّا في حال إصابة الطفل بالشرى فيمكن تخفيف الأعراض من خلال وضع قطعة قماش مبلّلة على الجلد، أو إضافة دقيق الشوفان وصودا الخبز إلى مياه استحمام الطفل.
- أعراض الجيوب الأنفية: يمكن التخفيف من أعراض احتقان الأنف من خلال استنشاق بخار الماء المغليّ، وغسل الأنف بالماء والمعروف بالإرواء الأنفيّ (بالإنجليزية: Nasal lavage).
- الأعراض التي تؤثر في المعدة: يُنصح بتناول الطفل الأطعمة الخفيفة على المعدة في حال الإصابة بالإسهال ، مثل الأرز، والموز، والخبز المحمّص، بالإضافة إلى شرب الكثير من الماء والسوائل، وفي حال شعور الطفل بالغثيان يُنصح بإراحة الطفل، وإبعاده عن الروائح التي قد تزيد من مشكلة الشعور بالغثيان ، مثل مُلطّفات الجو والشموع.