عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى السرطان
عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى السرطان
قد يتسبب كل من السرطان (بالإنجليزية: Cancer) أو علاجه بانخفاض التعداد العام لخلايا الدم البيضاء ، وهذا ما يُعرف باسم قلّة الكريات البيضاء (بالإنجليزية: Leukopenia) والذي يعني أن ينخفض عدد خلايا الدم البيضاء ليُصبح أقلّ من 3000 خلية دم بيضاء لكل ميكرولتر من الدم، وفي الناحية الأخرى فمن المحتمل أن تتسبب الإصابة بسرطان الدم (بالإنجليزية: Leukemia) لدى بعض الأشخاص بارتفاع التعداد العام لخلايا الدم البيضاء، وهذا ما يُعرف باسم كثرة الكريات البيضاء (بالإنجليزية: Leukocytosis)، والذي يعني أن يزيد العدد الإجمالي لكريات الدم البيضاء عن 11000 خلية دم بيضاء لكل ميكرولتر من الدم. ويجدر التنويه أنّ التعداد الطبيعي لخلايا الدم البيضاء يتراوح بين 4500-11000 خلية دم بيضاء لكل ميكرولتر من الدم.
تأثير السرطان
يؤثر السرطان على انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء عن طريق مهاجمة نخاع العظم واستعماره ومنافسة خلايا نخاع العظم المسؤولة عن تصنيع خلايا الدم على الغذاء والمساحة، وفي حال نجحت الخلايا السرطانية في القضاء على عدد كبير من خلايا نخاع العظم فإنّ ما يُمكن إنتاجه من خلايا الدم البيضاء سيُصبح قليلًا ولا يكفي حاجة الجسم في مكافحة العدوى، ومن أبرز الأمراض السرطانية التي تتسبب بقلة كريات الدم البيضاء سرطان الدم، والتورم الليمفاوي (بالإنجليزية: Lymphoma)، والورم النخاعي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Myeloma) وأمّا أنواعٌ أخرى من السرطان فإنّها تُسبب كثرة الكريات البيضاء مثل سرطان الدم الليمفاوي الحادّ (بالإنجليزية: Acute Lymphoblastic Leukemia)، أو سرطان الدم الليمفاوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Lymphoblastic Leukemia).
العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي
تقوم فكرة عمل العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) على قتل الخلايا ذات الانقسام السريع، وحيث أنّه لا يفرّق بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية، فإنّ الأمر ينتهي بقتل الخلايا السرطانية بالإضافة إلى بعض الخلايا الطبيعية ذات الانقسام السريع، وكذا الحال مع العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiotherapy)، ونظرًا لأنّ خلايا الدم البيضاء تتمتع بمعدل نمو وانقسام سريعين فإنّها تتأثر بنوعي العلاج، وتتأثر الخلايا البيضاء من نوع العدلات بشكل رئيسي، وتبرز مشكلة مواجهة العدوى مع النقص الحادث في عدد العدلات التي تهاجم مسببات العدوى، لذلك يجب أخذ التدابير والاحتياطات اللازمة أثناء العلاج لمنع حدوث أي عدوى، ويأتي في طليعة هذه التدابير والاحتياطات إجراء الفحوصات بشكل دوري طوال فترة العلاج، وفي حال قلّ عدد العدلات عن 1000 خلية لكل ميكرولتر، يجب التوجّه إلى اتخاذ تدابير أكثر جديّة تحت إشراف طبيّ، حيث يتراوح عدد العدلات الطبيعي بين 3000-7000 خلية لكل ميكرولتر من الدم. وللعدلات المُكافِحة ضد الالتهابات البكتيرية أو الفطرية عددٌ مطلق (بالإنجليزية: Absolute Neutrophils Count(ANC) يمثّل مقياسًا يدلّ على العدد الإجمالي للعدلات الموجودة في الدم، وعلى الرغم من أنّ قلّة العدلات قد يكون مرتبطًا بقلة التعداد الإجمالي لكريات الدم البيضاء، إلّا أنّه وفي بعض الحالات يمكن أن يكون هناك نقصٌ في العدلات مع وجود تعداد طبيعي لخلايا الدم البيضاء، ومن الجدير بالذكر أن تشخيص قلة العدلات يكون بانخفاض عدد العدلات عن 1900خلية لكل ميكرولتر من الدم، ويزداد خطر الإصابة بالعدوى عندما يصل إلى مستويات أقل من 1500 خلية لكل ميكرولتر من الدم، حيث يزداد الخطر بازدياد الانخفاض في العدد.
إدارة خلايا الدم البيضاء المنخفضة أثناء العلاج الكيميائي
إنّ تأثير العلاج الكيميائي على تعداد خلايا الدم البيضاء يبدأ بعد مرور حوالي سبعة إلى عشرة أيام بعد البدء بالعلاج الكيميائي، وينتهي خلال أسبوع من انتهاء العلاج، لذا يمكن القول أنّ تأثير العلاج الكيميائي على عدد خلايا الدم البيضاء هو تأثير متوقع، وكما ذكرنا سابقًا أنّ خطر العدوى يزداد بزيادة الانخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء، ولهذا تجب مراقبة العلامات الحيوية كارتفاع درجة الحرارة التي قد تدل على الإصابة بالعدوى.
الأدوية
لا يؤثر العلاج الكيميائي على عدد خلايا الدم البيضاء لدى جميع المرضى، فالبعض يتمتع بعدد خلايا دم بيضاء طبيعي على الرغم من تلقي العلاج الكيميائي، والبعض الآخر الذين يتأثر عدد خلايا الدم البيضاء لديهم بالعلاج الكيميائي، فيمكن إعطاؤهم نوعين من الأدوية المبينة على النحو التالي:
- عوامل تحفيز المستعمرات: (بالإنجليزية: Colony-Stimulating Factors) وتمثّل نوع الدواء الوحيد الذي أثبت قدرته على زيادة نمو خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الأخرى من صفائح دموية، وخلايا الدم الحمراء ، حيث تحفّز هذه الأدوية نخاع العظم وتساعده على تكوين خلايا الدم، ويمثّل كل من فيلجراستيم (بالإنجليزية: Filgrastim)، وفيلجراستيم المُبلمر (بالإنجليزية: Regulated Filgrastim) المثالين المتاحين على هذا النوع من الأدوية التي تُعطى عن طريق الحقن، حيث يتتسبان بالانخفاض الضئيل المتبوع بعودة خلايا الدم البيضاء إلى مستواها الطبيعي بشكل أسرع، ومع هذا فإنّ مساوئ هذين العلاجين تبرز في كونهما لا يمنعان الانخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء مجددًا، ولا يناسبان جميع المرضى أو جميع أنواع العلاج الكيميائي، ويُشار إلى أنّ هناك توجه لاستخدام حقنة بيغفيلغراستيم (بالإنجليزية: Pegfilgrastim) حيث تُعطى إبرة واحدة وتتميز بطول مدة فعاليتها مقارنة بما سبق بيانه.
- المضادات الحيوية: (بالإنجليزية: Antibiotics) وتمثّل المضادات الحيوية أحد أنواع الأدوية الفموية أو الوريدية التي تستخدم في حالة الانخفاض الشديد في عدد خلايا الدم البيضاء، أو عندما يكون خطر الإصابة بالعدوى مرتفعًا، أو في حال الاشتباه بالإصابة، حيث تقوم بمحاربة العدوى التي تسببها البكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى، وتساهم في منع تطور العدوى، كما يمكن أيضًا استخدام الأدوية المضادة للفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral Drugs)، والأدوية المضادة للفطريات (بالإنجليزية: Antifungal agents) والتي قد تكون فموية أو وريدية أيضًا.
تأخير العلاج الكيميائي
نعني بتأخير العلاج الكيميائي إيقافه مؤقتًا بسبب الانخفاض الشديد في عدد خلايا الدم البيضاء، أو العدد المطلق للعدلات، ويمكن الاستعاضة عن توقيف العلاج المؤقت بإعطاء جرعات أقل من أدوية العلاج الكيميائي تكون ذات تأثير أقل على عدد خلايا الدم البيضاء، ويأتي هذا الخيار بهدف تقليل خطر تأخير العلاج.
منع العدوى
يتمّ منع العدوى من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية، ومن أبرزها ما يلي:
- توخّي الحذر عند التعامل مع الحيوانات لتجنب التقاط العدوى منها.
- الالتزام بعادات تناول الطعام والشراب الصحية.
- غسل اليدين بالماء والصابون بشكل جيد.
- تجنّب مخالطة الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض العدوى.
- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة وتجنب السفر.
- تجنّب الأطعمة المحتوية على البكتيريا في حال انخفاض عدد كريات الدم البيضاء بسبب علاج السرطان مما يساعد على منع حدوث الالتهابات.