عالم الفن والفنانين
نظرة حول عالم الفن والفنان
يعتبر الفن جزءاً أصيلاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للحضارات والشعوب، وهو من الأهمية بمكان بحيث يمكن توظيفه في نشر الأفكار، والمشاعر، والتأثير في القضايا الحساسة والمفصلية التي تمر بها الشعوب، ولمَّا كان الفن بهذه الأهمية والمكانة، فقد كان للفنان تأثير عظيم على مجتمعه، خاصة إن هو انحاز إليه، وإلى القضايا الإنسانية العادلة، واستطاع أن يُعبِّر عن نبض الشارع، بعيداً عن الإسفاف والابتذال، عندها فقط سيحظى بأهمية، ومكانة عاليتين، وسيكون قادراً على بث الأمل في نفوس جيله، وفي نفوس الأجيال اللاحقة.
أنواع الفنون
كما في أية مهنة أخرى، فإن أصحاب المهن الفنية يلتقون مع بعضهم البعض ويشكلون تجمعات، وتكتلات، ونقابات ترعى شؤونهم، وتحاول أن تدعمهم حتى يتفرغوا للإبداع، والإنتاج الفني، أما الصورة النمطية الراسخة في أذهان الناس عن عالم الفن والفنانين فتنحصر فقط في ذلك المجتمع الذي يضم أصحاب المهن التمثيلية أو الغنائية، مع أن عالم الفن يضم كافة أصناف الفنانين من: ممثلين، ومغنين، وملحنين، ومخرجين، ومسرحيين، وشعراء، ورسامين، ونحاتين، وغيرهم، فكل هؤلاء يساهمون بشكل أو بآخر في إثراء الساحة الفنية، والنهوض بها، ومنهم كثير من المبدعين الذي يسعون إلى خدمة قضايا شعوبهم الإنسانية بكل ما أوتوا من قوة، ومن أشهر أنواع الفنون المعروفة ما يأتي:
- الرسم: وهو يعتبر أشهر أنواع الفنون، وأول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر الفن، ومن أشهر الفنانين المعاصرين لهذا النوع من الفنون: أليك مونوبولي، وأنجيلو أكاردي، وديفيد كراكوف، ويويل بن حروش، وكالمان شيمي.
- النحت: يعتمد النحت الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ على إنتاج صور مرئية ثلاثية الأبعاد باستخدام مواد تقليدية مثل: الطين، أو الحجر، أو السيراميك، أو المعادن، أو الخشب، أو غيرها، ومن أشهر النحاتين: مايكل أنجلو، ومايرون، وديفيد.
- الأدب: يرتبط هذا النوع من الفن ارتباطًا وثيقًا بالمسرح، والأفلام، والموسيقى، وهو عبارة عن كتابات فيها جمال الشكل ولها تأثير العاطفي، وتمنح المتعة عند قراءتها، وهو يشمل الشعر ، والمقالات المكتوبة، والسير الذاتية المكتوبة، والمسرحيات، والقصص الخيالية والواقعية، وغير ذلك الكثير.
- فن العمارة: يعبر هذا النوع من الفن عن فن الهياكل والمباني، وهناك العديد من المباني التي تمثل فن العمارة وجماله مثل الأهرامات العظيمة في مصر، والكولوسيوم في روما، وآيا صوفيا، وتاج محل، وبرج إيفل، واللوفر، وبرج خليفة، ومتحف غوغنهايم.
- السينما: وهي أحدث أشكال الفن، ومن أكثرها شهرة وانتشاراً، وما هي إلا عبارة عن إسقاط للعالم ثلاثي الأبعاد على شاشة ثنائية الأبعاد، وفيها تجتمع فنون الرسوم المتحركة، والمكياج، والأزياء، والكتابة، والتمثيل والإخراج وغيرها.
- الموسيقى: وهي فن ترتيب الأصوات المسموعة، والاهتزازات الصوتية لإنتاج تركيبة موسيقية، ويمكن من خلالها استخدام الصوت البشري أو الآلات أو كليهما معاً، وفي الوقت الحالي هناك العديد من الآلات الموسيقية، كما أن هناك العديد من أنواع الموسيقى، مثل البوب والراب، وغيرها.
- المسرح: يجمع هذا النوع من الفن بين الفن المرئي والأداء الدرامي، وهو عادة ما يدمج بين الأشكال الأخرى المختلفة للفن، وقد برز في هذا الفن عدد كبير من الفنانين عبر التاريخ مثل وليام شكسبير ، ولورنس أوليفييه، وأندرو لويد ويبر، وغيرهم الكثير.
عالم الفن والثقافات المختلفة
إن عالم الفن والفنانين يختلف من منطقة إلى منطقة أخرى حول العالم، إذ ينبع هذا الاختلاف أساساً من اختلاف الثقافات، ونظرتها إلى الفنون، وتوقيرها لها، ومن هنا فإن هناك تفاوتاً كبيراً بين المنتجات الفنية العالمية، كما وتلعب العادات والتقاليد أيضاً دوراً كبيراً في تطور الحركة الفنية وازدهارها؛ إذ تعتبر العلاقة بين الثقافة والفنون علاقة وطيدة لا يمكن إنكارها؛ فثقافات الشعوب تظهر عادة في الفنون التي تقدمها مهما كان نوعها؛ كما أنا عاداتهم تنعكس عادة على فنونهم.