طريقة قياس ضغط الدم بدون جهاز
طريقة قياس ضغط الدم بدون جهاز ضغط
يُعدّ جهاز قياس ضغط الدم الطريقة الدقيقة الوحيدة للحصول على قراءات صحيحة، وإنّ التطبيقات والأجهزة التي تُرتدى على الرسغ ويُفترض أن تقيس قيم ضغط الدم، لا تُعطي قراءات دقيقة دائمًا؛ فقد تبين عدم صحتها في كثير من الأحيان، لذلك لا يمكن الاعتماد عليها لمراقبة ضغط الدم بشكلٍ كليّ.
تطبيقات الهواتف الذكية
إنَّ العلاج الفعال لضغط الدم يتطلب عناية ذاتية جيدة، ومع التطور التكنولوجيّ للتقنيات المستخدمة في الهواتف، برزت أهمية العناية الذاتية التي تعتمد على تطبيقات الهواتف الذكية والتي يُشار إليها غالبًا باسم mHealth، حيث أصبحت هذه التطبيقات وسيلةً مفيدةً لمراقبة ارتفاع ضغط الدم، وأظهرت النتائج أنَّ استخدام هده التطبيقات كان فعالًا في مراقبة قيم ضغط الدم والتحكم بها، الأمر الذي أسهم في تحسين العناية الذاتية والالتزام بالدواء.
ومن الجدير بالذكر أنَّ الأجهزة المحمولة تعتمد في قياس ضغط الدم على مبدأ قياس الذبذبات الذي تعتمده معظم الأجهزة التي تستخدم تقنية النفخ الآلي ولكن دون الحاجة إلى وجود السوار، فعند الضغط بالإصبع على الهاتف الذكي يزداد الضغط الخارجي للشريان الداخليّ بشكلٍ تدريجي، وأثناء ذلك يقيس الهاتف الذكي الضغط الناتج عن الشريان ويقيس التغير في ذبذبات حجم الدم، ومن الجدير ذكرهُ أنّ هذه التطبيقات تزود المستخدم بتغذيةٍ راجعةٍ بصرية، حيث تظهر على شاشة الهاتف إرشادات حول مقدار الضغط الذي يتم بواسطة الإصبع بمرور الوقت ويحسب التطبيق قيمة كلٍ من الضغط الانقباضيّ والانبساطيّ اعتمادًا على القراءات التي تم أخذها، وقد تساعد التطبيقات القادرة على تسجيل قراءات ضغط الدم والاحتفاظ بها الأشخاص الذين يحتاجون لقياس ضغط الدم بشكلٍ منتظم، ويمكن أن تساعد الأطباء على تحديد أوقات ارتفاع ضغط الدم وتحديد الأدوية التي من الممكن إعطاؤها.
الأدوات القابلة للارتداء
يعبّرُ مصطلح الأجهزة القابلة للارتداء عن كل جهاز إلكترونيّ يُمكن ارتداؤه على الجسم، سواء أكان جهازًا ملحقًا أو جزءًا من المواد المستخدمة في الملابس، وعلى الرغم من تنوع هذه الأجهزة إلّا أنَّ أكثرها شيوعًا أجهزة تعقب النشاط (بالإنجليزية: Activity trackers)، والساعات الذكية (بالإنجليزية: Smart watches)، وفي الآونة الأخيرة تم طرح العديد من الساعات الذكية القادرة على قياس ضغط الدم، حيث يمكن قياس ضغط الدم من خلال الرسغ عن طريق الساعة الذكية التي تقيس التوتر الشرياني؛ فعند ارتداء الساعة الذكية على الجلد يقوم جهاز الاستشعار الموجود في الساعة بممارسة ضغط على الشريان، إذ يتمّ ضغط الشريان إلى أقصى حدٍّ ممكن، ويمثل هذا الضغط أعلى ضغطٍ نبضي يمكن الوصول إليه، وأمّا الطريقة الأخرى التي تعتمدها معظم الأجهزة القابلة للارتداء على الرسغ، فتعتمد على قياس ضغط الدم من خلال معرفة وقت عبور النبض عن طريق قياس موجة النبض.
قياس ضغط الدم من خلال لقطة الفيديو
تتميز بعض الهواتف الذكية بالقدرة على إلغاء قفل الهاتف عند إظهار الوجه، ومع التطور التكنولوجي قد تتطور تلك القدرة لتصبح قادرة على قياس ضغط الدم عند التقاط فيديو للوجه، فمن الطرق الواعدة أن تعتمد التقنيات الجديدة على التصوير البصري عبر الجلد ، بهدف إعطاء صورة عن تدفق الدم في الوجه، مما يساهم في معرفة قيم ضغط الدم، إذ أشار الباحثون إلى أنَّ مبدأ عمل هذه التقنية يعتمد على استخدام الضوء لاختراق الجلد، وأجهزة الاستشعار البصرية الموجودة في الهواتف الذكية لإنشاء صورةٍ توضح كيفية تدفق الدم، وعند مقارنة قراءات ضغط الدم الناتجة عن استخدام هذه التقنية مع قراءات ضغط الدم الناتجة عن الأجهزة التقليدية ، فإنَّ قراءات ضغط الدم باستخدام الفيديو كانت دقيقة بما يقارب 95٪، ومن الجدير بالذكر أنَّه تم التقاط الفيديو تحت ظروفٍ محددةٍ مع توفر الإضاءة الجيدة، ولصعوبة ضبط الظروف التصويرية في مواقف الحياة المتعددة فإنّ ذلك قد يؤثر في قراءات ضغط الدم، علمًا أنّ العينة التي أُجريت عليها الدراسة شملت وجود اختلافاتٍ في لون البشرة، وكانت معظم قراءات ضغط الدم لديهم طبيعية، لذلك فإنّ استخدام هذه التقنية في المستقبل مرتبطٌ بتطوير التقنية وإجراء المزيد من الدراسات التي من الممكن أن تجعل من لقطة الفيديو الذاتية وسيلةً لقياس ضغط الدم.
طرقٌ أخرى
توجدُ طرقٌ أخرى لقياس ضغط الدم نوضحها فيما يأتي:
- جهاز المسح الافتراضي الطبي ثلاثي الأبعاد: (بالإنجليزية: Medical tricorders)، حيثُ يعدّ هذا الجهاز أحد أنواع الأجهزة اليدوية المحمولة التي يتم استخدامها في التشخيص الذاتي للحالات الطبية ورصد العلامات الحيوية، وعلى الرغم من صغر حجم الجهاز نسبيًا وسهولة استخدامه مقارنةً بالأجهزة التي تعتمد على وجود السوار لقياس ضغط الدم؛ إلّا أنّه لا يتم استخدامه بشكلٍ يومي كالهاتف المحمول والساعة الذكية.
- رقع الموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Wearable ultrasound patch) وهي رقعٌ جلديةٌ مرنةٌ يتمّ ارتداؤها، حيث تم تصميمها من قِبل الباحثين لاستشعار ضغط الدم باستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية ، ولا زالت هذه التقنية بحاجة إلى مزيدٍ من التطوير لتصبح قادرةً على أن تحلّ محل الطرق التلقيدية لمراقبة ضغط الدم.
محددات استخدام هذه الطرق
يوجد عددٌ من المحددات لاستخدام الطرق الحديثة لقياس ضغط الدم؛ التي لا تعتمد في مبدأ عملها على وجود السوار والنفخ الآلي، وفيما يأتي توضيح ذلك:
- إنًّ معظم الطرق الحديثة لم تخضع لبرتوكول يتحقق من صحة قراءات ضغط الدم، ووفقًا لذلك تعد دقة هذه التقنيات غير مؤكدة.
- حساسية الأجهزة القابلة للارتداء للتأثيرات الحركية، حيث تتأثر طرق القياس التي تعتمد في مبدأ عملها على قياس وقت عبور النبض والضغط الشريانيّ بالحركة ومن المحتمل أن تُفقد الإشارة بسبب تأثير الحركة.
- وجود مشاكل في البرمجيات وطرق نقل القراءات التي يتم قياسها بالطرق الحديثة إلى الطبيب، مما يعني أنّ ممارسة العناية الذاتية بشكلٍ متكرر دون وجود رقابةٍ من قِبل الرعاية الصحية لا يساهم في ضبط ضغط الدم والتحكم به بشكلٍ كافٍ.
- الحاجة إلى وجود قيم مرجعية وطرق ربطٍ واضحةٍ بين القراءات التي يتم قياسها من الأجهزة الحديثة والقراءات التي يتم قياسها بالطرق التقليدية، حيث إنَّ الأجهزة الحديثة والتطبيقات الذكية تمكّن الأشخاص من قياس ضغطهم بكل سهولةٍ؛ أثناء التنقل مثلًا، مما يؤدي إلى وجود تباينٍ في قراءات ضغط الدم، ويترتب على ذلك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات السريرية التي تقارن قراءات الطرق الحديثة بقراءات الأجهزة التقليدية، لمعرفة أي القراءات أدى إلى حدوث الآثار الضارة، ووفقًا لذلك يتم تعديل الخطة العلاجية للشخص المعنيّ.