أسباب فرط الحركة عند الأطفال
أسباب فرط الحركة عند الأطفال
يعتقد البعض أنّ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ناتج عن مجموعة من العوامل الاجتماعية ، وأنماط الحياة؛ كتناول الكثير من السكر مثلًا، أو كثرة مشاهدة التلفاز، أو وجود مشاكل أسرية، أو تردي الوضع المادي، وعلى الرغم من أنّ هذه الأمور وغيرها قد تجعل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أكثر سوءًا إلّا أنّها ليست الأسباب الرئيسية لذلك نظرًا لعدم توفّر أدلة علمية كافية تدعمها وتؤكد صحّتها، حيثُ تُفسّر العديد من النظريات أسباب اضطراب فرط الحركة وتربطها بعواملٍ وراثية تتسبّب بحدوث اختلافات كيميائية وهيكلية واتّصالية في الدماغ، ويُمكن بيان أسباب اضطراب فرط الحركة بشيْءٍ من التفصيل كما يلي:
- الوراثة: (بالإنجليزية: Genetics)، وهذا يعني أنّ اضطراب فرط الحركة قد يكون صفة محمولة على الجينات يرِثُها الأبناء من آبائهم وتساهم في تطور هذه الحالة لديهم، وتشير الأبحاث إلى أنّ إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ترجّح إصابة والديه وأشقائه بهذه الحالة، ومع هذا يُعتقد بأنّ طريقة وراثة هذا الاضطراب قد تكون مُعقدة وغير مُرتبطة بخلل جيني واحد.
- وظيفة الدماغ وبُنيته: وقد تمّ الاستناد في ذلك على بعض الأبحاث التي تُشير إلى وجود اختلافات في أدمغة الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة كأن تكون بعض المناطق في الدماغ أصغر من الطبيعي وأخرى أكبر، وأشارت دراسات أخرى إلى احتمالية ارتباط اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بخلل في مستوى الناقلات العصبية في الدماغ أو خلل في وظائفها، ومع هذا فإنّ هذه النظريات لم تُوضّح بعد أهميتها الدقيقة في تفسير اضطراب فرط الحركة.
عوامل خطر فرط الحركة عند الأطفال
تعدّ معرفة عوامل الخطر وتجنّبها جزءًا من استراتيجية العلاج وتقليل فرص الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وعلى الرغم من أنّ عوامل خطر الإصابة بهذه الحالة غير معروفة بشكلٍ دقيقة، إلّا أنّ الخبراء تمكّنوا من تحديد عوامل خطر مُحتملة لهذه الحالة، نُبيّن أبرزها فيما يأتي:
- التعرض لبعض المواد الموجودة في البيئة والمُسبّبة للتسمّم؛ مثل التعرّض للرصاص أثناء فترة الحمل أو خلال سنّ مبكرة من عمر الطفل، وحول التسمّم بالرصاص فقد يحدث نتيجة التعرّض للدهانات وأنابيب المباني القديمة.
- ولادة الطفل قبل أوانه (بالإنجليزية: Premature birth).
- تعرض الطفل لإصابات في الدماغ.
- بلوغ الطّفل وزنٍ أقلّ من الطبيعي عند ولادته.
- بعض الممارسات الخاطئة خلال فترة الحمل؛ كالتدخين، أو شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات من قِبل الأم.
- إصابة الطفل بالصرع ( بالإنجليزية: Epilepsy).
- حالات الحمل الصعبة لدى الأمهات، والتي تزيد من احتمالية إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة.
- التعرض للمبيدات الحشرية والمركبات المحتوية على مركب ثنائي الفينيل متعدد الكلور (بالإنجليزية: Polychlorinated biphenyls).
ملخص حول فرط الحركة عند الأطفال
يُعرف فرط الحركة عند الأطفال (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder) بمصطلحاتٍ عدّة؛ ومنها فرط الحركة وتشتت الانتباه، أو قصور الانتباه وفرط الحركة، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وبشكلٍ عامّ تُمثل هذه الحالة اضطراب نفسي سلوكي يتمثّل بقلّة الانتباه، والحركة الزائدة، والاندفاع المُتمثل بالقيام بأفعالٍ مُتسرعة دون التفكير بها، ويُمكن ملاحظة أعراض هذا الاضطراب في سنٍّ مُبكرة لتُصبح أكثر وضوحًا بتغير بيئة الطفل؛ كدخوله المدرسة مثلًا، وفي معظم الحالات تُشخّص إصابة الطفل بفرط الحركة خلال المرحلة العمرية ما بين 6 سنوات و12 سنة، ومن الجدير ذكره أنّ اضطراب فرط الحركة قد يُصيب البالغين أيضًا.
يعدّ الحكم على الأطفال وتشخيصهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالاعتماد على ظهور إحدى أعراضه الثلاثة أمرًا صعبًا؛ فقد تظهر على الأطفال الأصحّاء علامات ضعف الانتباه أو فرط النشاط أو الاندفاع من وقتٍ لآخر دون ارتباطها بحالةٍ مرضية، فيُعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا في مراحل عمرية مُعينة، فعلى سبيل المثال يصعب على الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الانخراط في نشاط معيّن واحد لفترة زمنية طويلة، أو قد تكون فترات الانتباه لديهم قصيرة خلال هذه المرحلة، وقد يحدث ذلك في المراهقين والأطفال الأكبر سنًّا بشكلٍ طبيعي نظرًا لأنّ مدى انتباهم لأمر مُعينة يعتمد على مستوى اهتمامهم به، والحال ذاته مع فرط النّشاط؛ فالأطفال الصغار شعلة من الطاقة والنشاط والحيوية طويلة الأمد، ويختلف معدّل هذا النّشاط من طفلٍ لآخر، ولكن هذا لا يعني بالمُطلق أنّ أكثرهم نشاطًا مُصابًا باضطراب فرط الحركة، فقد يكون اختلاف نشاط الشخص عن أقرانه أو أشقائه أمر طبيعي مُرتبط بالمرحلة، ومن ناحيةٍ أخرى قد يلاحظ بعض الآباء اختلاف نشاط وانتباه أبنائهم بين البيت والمدرسة، كأن تظهر عليهم علامات فرط الحركة وتشتت الانتباه في البيت في حين لا تتأثر واجباتهم المدرسية وعلاقاتهم بأصدقائهم أو العكس، فقد يرتبط ذلك بمشكلةٍ أخرى لا علاقة لها باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه .
بالإضافة إلى أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الثلاثة الرئيسية سابقة الذكر؛ فقد يعاني المُصابون بهذه الحالة من أعراضٍ أخرى؛ كاضطرابات النوم والقلق ، وتجدر الإشارة إلى أنّ اضطراب فرط الحركة من الممكن أن يتحسّن بتلقي الطّفل للعلاج اللازم، واتباعه لنظامٍ غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية، ويعدّ وجود أبوين متفهمين وداعمين أمرًا ضروريًّا في خطة العلاج ونجاحها، وعلى الرغم من أنّ أعراض هذا الاضطراب تقلّ مع تقدم العمر أحيانًا؛ إلّا أنّ بعض الأشخاص لا يستطيعون التغلب على أعراض الحالة، ويجدُر بهم تعلّم طرق التعامل الصحيح مع هذه الأعراض، ووفقًا للإحصائيات التي نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) على موقعها الإلكتروني فإنّ الأطفال الذكور أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة مُقارنة بالإناث وبنسبة 12.9% للذكور مقارنةً مع 5.6% للإناث.
ولمعرفة المزيد عن فرط الحركة يمكنك قراءة المقال الآتي: ( ما هو فرط الحركة ).
ولمعرفة المزيد عن أعراض وعلامات فرط الحركة يمكن قراءة المقال الآتي: ( علامات فرط الحركة عند الأطفال ).