صناعة العطور
العطور
تعتبر العطور بأنواعها وأشكالها وروائحها المختلفة من أبرز الاختراعات البشرية المستوحاة غالباً من الطبيعة وجمال ورودها، ويمكن صنعها طبيعياً كما كان شائعاً في العصور والحضارات القديمة، ويمكن أن يتم ذلك معملياً في المصانع المخصصة لذلك، ويقصد بالعطور في وقتنا الحاضر المستحضرات الصناعية التي يتم صنعها بشكل معملي أو يدوي من مواد طبيعية سواء كانت مادة واحدة، أو مزيج من المواد المتنوعة وتتمثل في الورود الطبيعية أو الروائح العطرية الأخرى، ولأن حاسة الشم تعتبر من أهم الحواس لدى الإنسان، اختار قطاع العطور أن يقدم لها ما يرضي ذوقها، ونظراً لأهمية وجمال هذا القطاع الصناعي اخترنا أن نتحدث عنه بشكل مفصل في هذا المقال.
تاريخ صناعة العطور
اهتمت جميع الحضارات السابقة بصناعة العطور رغم صورها البسيطة، حيث كان الإنسان يستخرج العطور عن طريق حرق بعض النباتات ذات الروائح الزكية وجعلها بخوراً، وكان استخدام البخور من أهم الطقوس الدينية، حيث استخدمت الحضارة الفرعونية العطور قبل ما يُقارب 5000 عام، ولا شك في أن السباقين في صُنع العطور هم العرب، فهم أول من استخرج ماء الزهور، وكان أول عطر وربما الأقدم هو عطر الورد.
صناعة العطور
تختلف العطور عن بعضها البعض وذلك باختلاف درجة تركيزها، حيث تُعبر كمية الزيت العطري عن مدى قوة العطر واختلافه عن غيره من العطور، فهناك أنواع من العطور تكون نسبة الزيت العطري فيها حوالي 25%، وتُعتبر هذه العطور ذات تركيز عالٍ، وهناك عطور تحتوي على ما نسبته أقل من 10% وفي الغالب تكون هذه العطور بخاخات للجسم، وإن تفاوت نسب التركيز لا يدل على جشع أو نصب المصنعين، وإنما يدل على بحثهم المُستمر عن الجمالية، فبعض العطور إذا كان تركيزها عالٍ، فذلك بلا شك سيضعف الرضى عن رائحتها، لعدم القدرة على تمييز جمالية الرائحة نظراً لقوتها.
مراحل صناعة العطور
تمر صناعة العُطور بالعديد من الخطوات والمراحل الدقيقة، ويتطلب إتمام ذلك العديد من الأدوات والمركبات، فعلى المُصنع أولاً الحصول على الزيت العطري، ومن ثُم يتم خلط الزيت العطري بكمية من الكحول التي سرعان ما تزول رائحتها بسبب مزيل رائحة الكحول، وبعد ذلك يتم إضافة مثبت العطور، وبعد كل هذا يتم وضع العبوة في مكان مُظلم وفي حرارة 25 درجة مئوية لمدة خمسة عشر يوماً، وبعد ذلك يتم إضافة الماء المُقطر بنسب مُعينة، ومن ثُم توضع العلبة أو الزجاجة في ثلاجة مُفرزة لمدة لا تقل عن خمسة أيام، وكل المكونات التي سبق ذكرها والتي تُوضع بنسب مُدروسة.