صناعة الزجاج

صناعة الزجاج

الزُّجاج

الزُّجاج في اللغة يعني: الرقَّة في الشيء، وأصله (زَجَّ) ويعني: القوارير، والزَّجّاجُ هو: الشخص الذي يَصنع الزُّجاج، ويُشكِّل منه المصنوعات، فهو صاحب حِرفَة الزِّجَاجة. والزُّجَاج اصطلاحاً هو: مادَّة تُصنَع منها مُنتَجات جميلة، ودقيقة، والمادَّة الأساسيَّة المُستخدَمة في صناعته هي السيليكا، والتي تُعتبَر صِنفاً طينيّاً مُكوَّناً من عجين الرَّمل الموجود في طبقات الأرض ، ويتمّ خَلْط السيليكا مع رماد الصودا (كربونات الصوديوم)، والتي تُعرَف عند العرب (بالغاسول)، ويُضاف إلى الخليط الحجر الجيريّ، وأُكسيد الرَّصاص، أو البوتاس، ثمّ يتمّ إدخال الخليط إلى أفران خاصَّة ذات حرارة عالية جداً؛ لصَهر الخليط، وتشكيله بحسب الشكل، والاستخدام المطلوب.

ويُعتبَر الزُّجاج من الموادّ المُهمَّة في حياة الإنسان اليوميَّة، عِلماً بأنَّه يُستخدَم في مجالات عديدة، مثل: صناعة أوعية الشُّرب، وزُجاج النوافذ، وعدسات النظّارات التي تُستخدَم؛ لتعديل عُيوب النَّظر، بالإضافة إلى الحليّ، والإكسسوارات التي يتمّ ارتداؤها.

كيفيَّة صناعة الزُّجاج

تمرُّ عمليَّة صُنع الزُّجاج بعدَّة مراحل، وذلك قَبل أن يتمَّ عرضُها بأشكال، واستخدامات مُختلفة، وفيما يلي ذِكرٌ لهذه المراحل بالتفصيل:

  • الموادّ الخام، والأدوات: إنَّ الموادّ الخام الأساسيَّة التي تُستخدَم في صُنع الزجاج هي: الرَّمل، والحجر الجيريّ، ورماد الصودا (كربونات الصوديوم)، والبوراكس (البَورق)، وتُعتبَر هذه الموادّ في طبيعتها مساحيق جافَّة، إلّا أنَّها قد تتحوَّل إلى حالة، أو شكل آخر بعد مُعالَجتها بطرق وأساليب خاصَّة أثناء عمليَّة تصنيع الزُّجاج. ومن الجدير بالذكر أنَّ مصانع الزُّجاج عموماً لا تُشبه المصانع الأخرى؛ فهي تحتوي على براميل كبيرة الحجم، وأفران ذات حرارة عالية جدّاً، وصوامع تُستخدَم؛ لحفظ الموادّ الخام، كما أنَّ سَقف هذه المصانع يحتوي على منافذ ضخمة خاصَّة بالتهوية، بالإضافة إلى مداخن ضخمة تُطلِق الحرارة العالية جدّاً، واللازمة لتحويل الموادّ الخام الجافَّة إلى مادَّة بيضاء سائلة، وساخنة.
  • خَلط الموادّ الخام: يتمّ تخزين الموادّ الخام الجافَّة في الصوامع الضخمة، وذلك بعد أن تصل إلى المصنع بواسطة عربات السِّكَك الحديديَّة ، ويتمّ خَلط الموادّ الخام مع بعضها البعض بشكلٍ آليّ، وبِنسَب مُحدَّدة، ثمّ تتمّ إضافة كميَّة من كُسَارة الزُّجاج إلى خليط الموادّ بنسبة 5%-40%، عِلماً بأنَّ كُسَارة الزُّجاج عبارة عن الزُّجاج المُعاد تصنيعه، أو نفايات زُجاجيَّة من نوع الزُّجاج المُراد تصنيعه نفسه، والهدف الأساسيّ من إضافتها إلى خليط الموادّ هو التقليل من كمّية الحرارة اللازمة لصَهر الموادّ الخام الجافَّة.
  • صَهر خليط الموادّ الخام: بعد أن تنتهي عمليَّة خَلْط الموادّ، يتمّ نَقل الخليط إلى وحدات الانصهار، وذلك بواسطة عربات، أو أواني حَمل، وقد تختلف وحدات الانصهار من مصنع إلى آخر بحسب نوعيّة الزُّجاج المُراد إنتاجه؛ فقد يتمّ صَهر الخليط داخل جِرار مُقاوِمة للصَّهر، بحيث تتَّسع لكمّية 1400كغ من الخليط، ويتمّ تسخين هذه الجِرار بواسطة الزيت، أو الغاز، ويُستخدَم الزُّجاج الناتج عن عمليّة الصَّهر في صُنع زُجاج البصريَّات، والزُّجاج المُقاوِم للصَّهر، وقد يتمّ صَهر الخليط داخل خزَّانات كبيرة تُسمَّى (خزَّانات اليوم)؛ لأنَّ عمليَّة الصَّهر فيها تستمرّ لمُدَّة يومٍ كامل، وتتَّسع هذه الخزَّانات إلى كمّية تتراوح بين 1-35 طُنّاً متريّاً من الزُّجاج، كما يتمّ أيضاً صَهر الخليط داخل أفران ضخمة تُعرَف ب(الخَّزانات المُستمِرَّة)، وتستطيع هذه الخزَّانات إنتاج الزُّجاج المُسطَّح بكمّية تتراوح بين 360-540 طُنّاً متريّاً، وبإمكانها إنتاج زُجاج الأوعية بكمّية تتراوح بين 45-270 طُنّاً متريّاً، أمّا مُعظم أنواع الزُّجاج الأُخرى فيتمّ إنتاجها باستخدام خزَّانات أصغر حجماً.
  • تشكيل الزُّجاج: وتتمّ هذه العمليّة بأربع طُرق رئيسيّة، وهي:
    • النَفْخ: كان نَفْخ الزُّجاج قديماً يتمّ من خلال غَمس أنبوبة حديديّة، يتراوح طولها بين 1.2-1.5م في خليط الزُّجاج المُنصَهِر، حيث ينفخ أحد العُمّال بشكل خفيف داخل الأنبوبة حتى يبدأ الزُّجاج بإظهار الشكل المطلوب، ويتحكَّم العامل في شكل الزُّجاج بمَطِّه، أو فَتْله، أو قَطْعه، وبعد الوصول إلى الشكل النهائيّ، يتمّ كَسر طرف الأنبوبة الحديديّة، أمّا حديثاً فقد أصبحت عمليّة النَّفخ تتمّ في القوالِب المصنوعة من الحديد، عن طريق اليد، أو باستعمال الآلات.
    • الكَبس: تتمّ عمليّة تشكيل الزُّجاج من خلال كَبس كُتلة زُجاجيّة ساخنة موضوعة في قالب باستمرار، وبواسطة اليد، أو الآلات إلى أن تُصبح الكُتلة مُنتشِرَة؛ ليتمّ فيما بعد تشكيلها حَسب الشكل المطلوب، وتشمل المُنتَجات الزُّجاجية الناتجة من هذه الطريقة: العدسات ، وطفّايات السجائر، وأطباق الخَبز.
    • السَّحب: يتمّ تصنيع الزُّجاج المُسطَّح، والألياف الزُّجاجية، وأنابيب الزُّجاج، من خلال سَحب كُتلة عريضة من الخليط المُنصهِر في صهريج من مادّة القصدير المُنصَهِر، ويتمّ ضَبط حرارة الصهريج؛ لصَهر أيّة خُشونة في الزُّجاج، وبعد الوصول إلى الشكل المطلوب، يخرج الزُّجاج لامعاً من الجانبَين، ولا يحتاج إلى الصَّقل.
    • الصبّ: يتمّ إنتاج الزُّجاج المُستعمَل في الشؤون المعماريّة من خلال صَبِّ الخليط المُنصَهِر في قوالب خاصّة بواسطة المَغارف، أو من الفُرن مُباشرة، ويتمّ تشكيل الزُّجاج حسب الشكل، والاستخدام المطلوب.

تاريخ صناعة الزُّجاج

استخدَم الناس قَبل ظهور صِناعة الزُّجاج الموادَّ الزُّجاجية الطبيعيَّة، كالزُّجاج البُركانيّ الأسود الذي يُعرَف ب(الأوبسيديان)، حيث تمّ استعماله في صِناعة الأسلحة، والحليّ، كما استُخدِم أيضاً كعُملة للتبادُل التجاريّ، ومن المُرجَّح أنَّ صِناعة الزُّجاج ظهرت لأوَّل مرَّة قَبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف سنة فيما يُسمَّى بعمليَّة التزجيج على الأوعية الفخَّارية، ومن الجدير بالذكر أنّ صِناعة أولى الأوعية الفُخَّارية تمّت بواسِطة العرب المصريّين، ثمّ بدأ الناس بعد ذلك بصِناعة الزُّجاج المُلوَّن المُستخدَم في أواني الزينة، والحليّ، إلّا أنّ صِناعة الزُّجاج آنذاك كانت مُكلِفة جدّاً، وتتمّ ببطءٍ شديد؛ لهذا كان من النادر اقتناء الزُّجاج من قِبَل عامَّة الناس، وبحلول عام 30 قَبل الميلاد، تمكَّن العرب من اختراع أنبوب النَّفخ، والذي يُستخدَم في تحويل الزُّجاج إلى شكل شبيه بالبَصَلة؛ ليتمّ تحويله فيما بعد إلى الشكل المطلوب، عِلماً بأنَّه تمّ استخدام الزُّجاج حينها؛ لحفظ النبيذ، والزيت، والعسل ، أمّا في القرن الثالث عشر الميلاديّ، فقد تمكَّن الأوروبّيون من صناعة زُجاج الشبابيك المُلوَّن، والزخارف الدقيقة، والجميلة، واستمرَّت صِناعة الزُّجاج بالتطوُّر إلى أن توسَّعت بشكلٍ كبير، حيث أصبح يُصَنَّع بكمّيات كبيرة، وبأسعار زهيدة، وذلك في مُختلَف مجالات الحياة.

3صناعات
مزيد من المشاركات
ما هو تليف الشبكية

ما هو تليف الشبكية

تليف الشبكية تليّف الشبكيّة أو الغشاء فوق الشبكي (بالإنجليزية: Epiretinal membrane)، أو التجعد البقعيّ (بالإنجليزية: Macular pucker)، أو تليّف شبكة العين ، جميعها مصطلحات تُطلق على النسيج الليفيّ أو الندبيّ الذي يتشكّل في شبكية العين وتحديدًا في الطبقة المعروفة بالطبقة المحدّدة الغائرة (بالإنجليزية: Internal limiting membrane)، وهي أعمق طبقات شبكيّة العين، ويكون هذا النسيج في العادة فوق بقعة العين (بالإنجليزية: Macula)؛ وهي منطقة خاصة تقع في منتصف شبكيّة العين وهي مسؤولة عن أعلى درجات الرؤية
علاج النحافة عند الرجال

علاج النحافة عند الرجال

التخلص من النحافة عند الرجال بشكلٍ عام؛ تعدُّ التغذية السليمة وممارسة الرياضة أهمّ عوامل نمط الحياة التي تساعد على اكتساب الوزن والعضلات، ويمكن للرجال اكتساب العضلات بشكل أسرع من النساء، وذلك لامتلاكهم مستوياتٍ عاليةً من هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)؛ والذي يساعد على اكتساب كتلة العضلات والعظام بشكلٍ أكبر من النساء، لذا فإنَّ احتواء جسم الرجل على هرمون التستوستيرون بشكل أكبر يمنحه القدرة على اكتساب كتلةٍ عضليّة بشكلٍ أفضل. التخلص من النحافة بالغذاء يتمثّل المفهوم الرئيسي
ما هي آخر دولة انضمت إلى جامعة الدول العربية

ما هي آخر دولة انضمت إلى جامعة الدول العربية

جزر القمر آخر دولة انضمت إلى جامعة الدول العربية تعد جمهورية جزر القمر (بالإنجليزية: Comoros) آخر الدول التي انضمت إلى جامعة الدول العربية، حيث يعود تاريخ انضمامها إلى عام 1993م، وتعد جامعة الدول العربية المنظمة الإقليمية للدول العربية في الشرق الأوسط، والتي تم تشكيلها في القاهرة في 22 مارس من عام 1945م، حيث تعد كل من؛ مصر، وسوريا، ولبنان، والعراق، والأردن، والسعودية، واليمن الدول المؤسسة للجامعة، أما الدول الأعضاء الأخرى فتشمل؛ ليبيا، والسودان، وتونس، والمغرب، والكويت، والجزائر، والبحرين،
أمثلة على الأساليب النحوية في القرآن الكريم

أمثلة على الأساليب النحوية في القرآن الكريم

أمثلة على الأساليب النحوية في القرآن الكريم يحتوي القرآن الكريم على عدد من الأساليب النحوية التي تظهر على شكل أنماط وتراكيب نحوية مسكوكة، يستطيع القارئ التعرف عليها من خلال النظر إلى هيئتها العامة، ولا غنى له عن فهمها وتدبر معانيها، من خلال ربطها بسياقاتها، وفيما يأتي بيان لبعض هذه الأساليب متبوعة بالأمثلة: أسلوب النداء يتكون هذا الأسلوب عادةً من أداة النداء والاسم المنادى بعدها على النحو الآتي: (أداة نداء منادى) وتعد أداة النداء (يا) من أبرز أدوات النداء ، ولم يستعمل في القرآن الكريم للنداء
طريقة بسترة الحليب في المنزل

طريقة بسترة الحليب في المنزل

بسترة الحليب البسترة هي عملية تسخين سائل ما بهدف القضاء على الجراثيم أو البكتيريا، سميت بهذا الاسم نسبة إلى مخترعها، وهو عالِم الأحياء الدقيقة والكيمياء لويس باستور، وهو عالم فرنسي توصل إلى عملية البسترة عام 1864م، وذلك عن طريق دراسته لأسباب تلف النبيذ، ووجد من تلك الدراسة أن نشاط البكتيريا الموجودة فيه هو السبب الرئيسي لتلف النبيذ، فأثناء عملية تسخين النبيذ يمكن تحسين جودته والقضاء على معظم الجراثيم والبكتيريا الموجودة فيه. تعتبر عملية البسترة من أهم العمليات التي تتم على الصناعات الغذائية،
أمثلة على سهول داخلية في الوطن العربي

أمثلة على سهول داخلية في الوطن العربي

سهول الدِقداقةِ  تُعرّف سهول الدقاقة على أنّها سهول رملية حصوية كبيرة تقع شمال الإمارات العربية المتحدة، ويتميز هذا السهل بكونه أكبر وأكثر السهول خصوبة في البلاد، ويُذكر أنّه يوجد هناك لبس عند بعض الأشخاص عن موقع الدقداقة إذا ما كان في الفجيرة أو رأس الخيمة، ولكن الأغلب أنه يوجد في الفجيرة كما أعلنت حكومة الإمارات العربية المتحدة ذلك في عام 2013 م، ويُذكر أنّ مساحته تتراوح بين 60 إلى 70 كم. سهول المّدام تقع سهول المدام في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وتبلغ مساحتها 8.8 كم، ويبلغ عدد
طريقة عمل قروب في الواتس آب

طريقة عمل قروب في الواتس آب

إنشاء جروب في الواتساب عبر الأندرويد يمكن إنشاء مجموعة للدردشة في الواتساب (WhatsApp) عبر أجهزة الأندرويد من خلال: فتح علامة التبويب دردشة (CHATS) الموجودة في واتساب. النقر على القائمة (Menu) ثم اختيار مجموعة جديدة ( New group)، أو يمكن النقر على دردشة جديدة (New chat) ثم اختيار مجموعة جديدة (New group). البحث عن واختيار جهات الاتصال لإضافتها للمجموعة، ثم الضغط على السهم الأخضر. كتابة اسم في حقل موضوع المجموعة (group subject) بحيث سيكون اسم للمجموعة، كما ويمكن إضافة رمز مجموعة من خلال النقر
معنى اسم سهى

معنى اسم سهى

معنى اسم سهى سُها: (اسم) السُّها: كوكبٌ صَغيرٌ خَفيُّ الضوء في بناتِ نعش الكبرى أو الصغرى أُرِيهَا السُّهَا وَتُرِينِي القَمَرَ: أسْألُهَا عَنْ شَيْءٍ فَتُجِيبُنِي جَواباً لاَ عَلاَقَةَ لَهُ بِمَا أسْألُ عَنْهُ. اسم سهى من الأسماء العربية الجميلة ، وهو من الأسماء التي شاعَ تداولُها كثيرًا في الفترة الأخيرة، وربما قد يخفى عن البعض معنى اسم سهى وأصله، إلا أنه من الأسماء الرقيقة التي تحمل معنى مميزًا، كما أنّه من الأسماء اللطيفة التي لها وَقْع مُنفَرد في أذن المتلقي، وهذا ما يجعله اسمًا مناسبًا