صباحك سكر نزار قباني
كلمات قصيدة: صباحك سكر
قصيدة صباحك سكر للشاعر السوري الشهير نزار قباني، وجاءتْ في ديوان "الرسم بالكلمات" الذي صدرَ سنة 1966م، يقول فيها:
- إذا مر يومٌ ولم أتذكر
- به أن أقول: صباحك سكر
- ورحت أخطّ كطفلٍ صغير
- كلامًا غريبًا على وجه دفتر
- فلا تضجري من ذهولي وصمتي
- ولا تحسبي أنّ شيئًا تغيّر
- فحين أنا لا أقول: أحب
- فمعناه أنّي أحبك أكثر
- إذا جئتِني ذات يوم بثوبٍ
- كعشب البحيرات.. أخضر.. أخضر
- وشعرُك مُلقًى على كتفيك
- كبحرٍ.. كأبعاد ليلٍ مبعثر
- ونهدك تحت ارتفاف القميص
- شهيّ شهيّ كطعنة خنجر
- ورحت أعبّ دخاني بعمقٍ
- وأرشف حبر دواتي وأسكر
- فلا تنعتيني بموت الشعور
- ولا تحسبي أنّ قلبي تحجر
- فبالوهم أخلق منك إلهًا
- وأجعل نهدك.. قطعة جوهر
- وبالوهم.. أزرع شعرك دُفلى
- وقمحًا ولوزًا وغابات زعتر
- إذا ما جلستِ طويلًا أمامي
- كمملكةٍ من عبيرٍ ومرمر
- وأغمضتُ عن طيباتكِ عينِي
- وأهملتُ شكوى القميص المعطّر
- فلا تحسبي أنّني لا أراكِ
- فبعض المواضيع بالذهن يُبصر
- ففي الظل يغدو لعطرك صوتٌ
- وتصبحُ أبعاد عينيكِ أكبر
- أحبكِ فوق المحبة.. لكن
- دعيني أراكِ كما أتصور
معاني مفردات القصيدة
مرّ في القصيدة كثير من المفردات التي تحتاج إلى شرح، ومنها ما يأتي:المفردة | معنى المفردة |
أخطّ | أخطّ يعني: أكتب. |
تضجري | يقولون ضجرَ الرجل إذا ضاق صدره وملّ. |
ذهولي | الذهول، الحيرة، الشديدة والاندهاش الشديد. |
صمتي | الصمت هو السكوت وعدم الكلام. |
مبعثر | البعثرة هي تفريق الشيء وتبديده. |
ارتفاف | الاهتزاز. |
أعبّ | العَب هو الشرب بلا انقطاع. |
دواتي | الدواة هي المحبرة. |
أسكَر | السكر هو غياب العقل بفعل شرب الخمر. |
تنعتيني | يعني تصِفيني. |
دُفلى | الدفلى هو نبات مر الطعم له ورود حمراء اللون. |
عبير | العبير هي أخلاط من الطيب. |
مرمر | المرمر هو صخر رخامي يستعمل للزينة في البيوت. |
طيباتك | الطيبات جمع طيبة وهي الخيرات واللذائذ من الأطعمة ونحوها. |
شكوى | الشكوى هي ما يُشتكى منه، أو هي ادعاء ما على شخص ما. |
المضمون العام في القصيدة
إنّ مضمون القصيدة العام الذي تدور حوله هو الغزل، بل هو الغزل النزاري العصريّ الذي يُداعب مشاعر الأنثى فيهزّ أريحيتها، إنّه غزلٌ عصريّ يُناسب ذوق القارئ العام، فيقول نزار في هذه القصيدة إنّ الرجال يُعبّرون عن الحب بالأفعال أكثر من الأقوال.
يُخبر نزار حبيبته في هذه القصيدة أنّه -كعادة الرجال- يتصرّف بحبّ أكثر من التكلّم عنه، فهو إن لم يستطع أن يُعبّر عن حبّه بالكلام كلّ يوم؛ لأنّ في الحبّ أمورًا يعز قولها أو التحدّث بها، فيُحبّ الرجل التعبير عنها بالأفعال التي تُترجم ما في القلب.
يقول نزار إنّ المرأة لو تأنّقت ولبست أفخر الثياب، ثم لم يقل لها حبيبها إنّها جميلة وهو يُحبّها؛ فذلك لأنّ الدهشة قد علَت وجهه وشغلت تفكيره، ولكن أفعاله قد ترجمت هذا الحب والإعجاب أكثر من أقواله، فالصمت بحد ذاته يكون جمالًا في حرم الجمال.
الصور الفنية في القصيدة
من الصور الفنية التي تضمنتها القصيدة ما يأتي:
- ثوبٍ كعشب البحيرات أخضر
شبه الشاعر الثوب بعشب البحيرات الأخضر، وهنا تشبيه تام الأركان؛ حيث ذُكرت أركان التشبيه كافةً.
- شعرُك مُلقًى على كتفيك كبحرٍ
شبه الشاعر شعر محبوبته بالبحر، وهنا تشبيه مجمل ؛ حيث حُذف وجه الشبه.
- أرشف حبر دواتي وأسكر
شبه الشاعر الحبر بخمرٍ يُرتشَف، وهنا استعارة مكنية؛ حيث حُذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه وهو السُّكر.