خصائص الدولة الزيرية
خصائص الدولة الزيرية
يرجع نسب (بني زيري) إلى قبيلة صنهاجة من الأصول البربرية، وقبيلة صنهاجة ممتدة في المغرب العربي بشكل كبير حتى عدهم ابن خلدون ثلث القومية البربرية وقد عاشوا في منطقة صحراوية تمتد من المغرب إلى الجزائر تناسب طباعهم وعاداتهم، وقد تميز تاريخ الدولة الزيرية بالعديد من الخصائص، ويُمكن توضيح بعض منها في الحياة في هذه الدولة في ذلك الوقت كما يأتي:
الحياة الاقتصادية
كانت الزراعة الحرفة الرئيسة في البلاد لخصوبة الأرض فيها، فانتشرت زراعة القطن وقصب السكر والشعير وازدهرت زراعة التمر والعنب والموز، كما عمل أهل البلاد في تربية الأغنام، وانتشرت الأسواق في البلاد، ونشطت حركة الاستيراد والتصدير، فصدروا زيت الزيتون والقمح إلى البلاد المجاورة وأوروبا، وظهرت العديد من الصناعات كصناعة النسيج وصناعة الفخاريات.
الحياة الفكرية
تطورت الحياة الفكرية في عهد الدولة الزيرية وأضحت مدينة القيروان عاصمةً من العواصم الثقافية في البلاد الإسلامية، وانتشرت المناظرات فيها خاصةً بين المذهب الفاطمي الإسماعيلي والمذهب المالكي السني ، وصمد علماء المذهب المالكي في بداية الدولة التي كانت على المذهب الإسماعيلي الشيعي رغم ما لاقوه من السجن والإذلال، حتى عهد المعز بن باديس الذي اعتنق المذهب السني، واتبعه عامة الشعب.
الحياة الاجتماعية والثقافية
تكون المجتمع من عنصرين العنصر البربري والعنصر العربي، وقد امتزج العنصران ليشكلا طبيعة الحياة الاجتماعية، فتعلم البربر اللغة العربية التي انتشرت في المغرب، كما انتشرت الثقافة العربية في البلاد.
الحياة الأدبية والعلمية
نشطت الحياة الأدبية خاصةً في عهد المعز بن باديس، الذي شجع العلم والأدب، وقرّب العلماء والأدباء وأحسن معاملتهم، ما شجع الحركة الأدبية والعلمية في البلاد وكان لانتشار اللغة العربية دورٌ في انتشار الأدب العربي في هذه البلاد.
الدولة الزيرية ونهايتها
كانت الدولة الزيرية خلفاً للدولة الفاطمية التي تركت تونس والجزائر، وحكمت الدولة الزيرية في البداية باسم الدولة الفاطمية منذ عام 363 هـ، وأول حكامهم هو زيري بن مناد، وقد ولاه الحاكم الفاطمي (المنصور)، وقد تولى الإمارة في عهد (المعز الفاطمي).
بقيت الدولة الزيرية على المذهب الشيعي تحت حكم الفاطميين حتى تولى المعز بن باديس الإمارة عام 406 هـ فترك المذهب الشيعي واتبع المذهب المالكي السني وبايع الخليفة العباسي بالخلافة، كما تفرع عن الدولة الزيرية من أبنائهم فرعٌ حكم في الأندلس حيث تولوا السلطة في غرناطة في عهد ملوك الطوائف منذ عام 403ه، وحتى عام 483هـ.
كانت نهاية الدولة الزيرية في عهد الأمير الحسن بن علي حيث عانت ولايته من انتشار الكثير من الفتن في الدولة، كما واجه الأمير الحسن بن علي الثورات الداخلية التي كانت تشجعها الدولة الفاطمية انتقاماً منهم، كما أنهم واجهوا خطر الدولة الرومية في ذلك العهد.
استغل ملك صقلية القحط الذي حلّ في إفريقيا عام 573هـ، ولم يستطع الحسن الدفاع عن البلاد ففر إلى أبناء عمومته في الجزائر حيث وضعوه تحت الحراسة ومنعوه من التصرف وبهذا تكون انتهت الدولة الزيرية في تونس وقد امتدت ما قارب قرنين.