حكم الصلاة مع الأذان
حكم الصلاة مع الأذان
تجب الصّلاة على المُسلم بمُجرّد دخول وقتها، ويُعرَف ذلك إمّا بالمُشاهدة المُباشرة؛ كأن يُشاهدَ المُصلّي غروب الشّمس أو شروقها، أو بسماعه للأذان الذي هو بمثابة إعلان لدخول وقت الصّلاة، والأذان ثابتٌ في الشّريعة الإسلاميّة بالقرآن الكريم، والسنّة النّبويّة، وإجماع العلماء، وعليه فإنّ الصّلاة تصحّ مع دخول الوقت، فمن صلّى مع الأذان صلاته جائزة، ولكن يُسنّ للمسلم عند سماعه الأذان أن يُتابع مع المؤذّن ويردّد معه؛ لقول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ)، ويُستثنى من كان يُصلّي من الترديد مع الأذان؛ لأنّه مشغول بأداء الصّلاة.
حكم الصلاة قبل الأذان
إنّ دخول الوقت شرطٌ لوجوب الصّلاة، وهو شرطُ صحة أيضاً، لقول الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً)، أي أنّ الصلوات المفروضة مُحدّدة بوقتٍ مُعيّن، لا يجوز أن تخرج عنه مهما كان الحال، ولا تصحّ الصّلاة قبل أن يبدأ وقتها، وهذة من الأحكام التي أجمع عليها علماء الأمّة ولا خلاف بينهم على ذلك.
فيجب على المُصّلي أن يتأكّد من دخول وقت الصّلاة إمّا بدليلٍ مباشر؛ كأن يرى شروق الشمسِ أوغروبها بنفسه، أو بسماعِ الأذان، أو أن يستعين بما يدلّه على دخول الوقت كرؤية الظّلّ، أو الاستعانة بالسّاعات أو التقويم وغيره، ومن صلّى قبل دخول الوقت فصلاته باطلة، سواءً كان جاهلاً بدخول الوقت أو متعمِّداً.
أمّا من صلّى قبل أن يدخل الوقت بلحظاتٍ قليلة، كأن يُكبِّر تكبيرة الإحرام ثمّ يدخل الوقت بعدها، فصلاته غير مقبولة كذلك، كمن صام قبل شهر رمضان ؛ فلا يسقط عنه صيام الفريضة؛ لأنّ هذه العبادات مُقيّدة بوقت، ومن كان يجهل دخول الوقت ثمّ علم بذلك مؤخّراً، فتعدّ صلاته نافلةً، ويجب عليه إعادة الفريضة، وقيل يُعفى عنه إن لم يكن يعلم بدخول الوقت وصلّى قبله بوقت قليل جداً، لكن عليه أن يحتاط.
حكم متابعة المؤذن لمن صلى مع الأذان
إنّ من فضل الله -تعالى- على المسلمين أنّه جعل التّرديد مع المؤذّن ومتابعته فيه أجرٌ كبيرٌ، فمن ردّد مع المؤذن وقال كما يقول نال مثل ثواب المؤذِّن، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سمِعَ المؤذِّنَ فقالَ مثلَ ما يقولُ فلَهُ مثلُ أجرِهِ)، وهذا الترديد حُكمه سنّة مؤكّدة، أمّا من كان يُصلّي وسمع المؤذّن فيُعفى من الترديد معه؛ لأنّه مشغول بالصّلاة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ في الصَّلَاةِ لَشُغْلًا)، ولأنّه إن ردّد مع المؤذّن خرجت الصّلاة عن مقصدها.
ويرى ابن تيمية أنّ المُصلّي إذا سمع الأذان يردّد معه ويتابعه وهو في صلاته؛ لأنّ المتابعة مع المؤذّن ذِكرٌ لله -تعالى-، فكما يجوز للعاطس أن يحمدَ الله -تعالى- في نفسه بصلاته، فإنّه يُشرع له أن يُردّد مع المؤذّن، وقال العديد من العلماء أنّ هناك فرق؛ لأنّ العاطس إن حمد الله وهو يُصلّي لن يشغله ذلك كثيراً عن صلاته، بينما لو ردّد مع المؤذّن فقد تفوته بعض أركان الصّلاة من قراءة سورة الفاتحة وغيرها.