حروق الماء الساخن
حروق الماء الساخن
تتنوع أسباب وأشكال الحروق عند الكبار والصغار، فمنها الحروق الناتجة عن تعرض الجلد للنار المباشرة، ومنها الحروق الكهربائيّة والكيميائيّة، والحروق الناتجة عن لمس الأشياء الساخنة وغيرها، لكن تتشابه جميع الحروق بكونها من أصعب الإصابات التي يُمكن للإنسان أن يتعرّض لها في حياته، وأكثرها ألماً، وأطولها من حيث فترة الشفاء. وتتنوع الحروق التي تنتج عن المياه الساخنة؛ فقد تكون من المياه المُنسكِبة من القدور، أو مياه الاستحمام، أو أي نوع من السوائل الساخنة كأكواب الشاي أو القهوة، وقد يسببها كذلك بُخار السوائل الساخنة والتي تسمى الحروق السمطيّة (بالإنجليزيّة: Scald burn). ويُعتبر الأطفال في عمر ستة أعوامٍ وما دون، والأطفال ذوو الإعاقات الصحيّة (بالإنجليزيّة: Disabilities) الأكثر عُرضة للإصابة بالحروق؛ حيث يكون السبب في معظم حالات الحروق عندهم هو المياه الساخنة. ومن الجدير بالذكر أنّ فرصة إصابة الأطفال بحروق أعمق وحتى على درجات حرارة أقلّ أعلى من غيرهم، بسبب طبيعة جلدهم الرقيق نسبيّاً مقارنةً بمن هم أكبر عُمراً.
أنواع حروق الماء الساخن
تختلف الأعراض المُصاحبة لحروق المياه الساخنة باختلاف درجة الحرق؛ حيث من الممكن أن تتسبّب المياه الساخنة بأي من درجات الحرق الثلاثة الآتية:
- حرق من الدرجة الأولى (بالإنجليزيّة: First-degree burn): يُسمّى أيضاً الحرق السطحيّ (بالإنجليزيّة: Superficial burns)، ويؤثّر هذا النوع من الحروق في الطبقة العلويّة من الجلد فقط؛ حيث يظهر احمرار (بالإنجليزيّة: Redness) بالجلد، وانتفاخ بسيط (بالإنجليزيّة: Minor swelling)، بالإضافة إلى وجود الألم، كما يُصبح الجلد جافاً ومُتقشّراً (بالإنجليزيّة: Peeling) عند شفاء الحرق ، وغالباً ما تلتئم هذه الحروق دون ترك ندب (بالإنجليزيّة: Scars) على المنطقة المصابة خلال فترة تتراوح بين 7-10 أيام، وعادةً ما يتمّ علاج هذا النوع في المنزل.
- حرق من الدرجة الثانية (بالإنجليزيّة: Second-degree burn): يُحدِث هذا النوع ضرَراً أكبر للجلد، ويصل للطبقات السفلية منه؛ حيث يكون احمرار وتقرُّح الجلد واضحاً، بالإضافة إلى ظهور الفقاعات (بالإنجليزيّة: Blister). ويحتاج الحرق من الدرجة الثانية إلى مدّة أطول للالتئام تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وغالباً لا يترك هذا النوع من الحروق نُدباً أو آثاراً لكن تظهر أحياناً تغيّرات في لون البشرة .
- حرق من الدرجة الثالثة (بالإنجليزيّة: Third-degree burn): يُعتبر هذا النوع أشدّ أنواع الحروق، حيث يصل الضّرر إلى كامل طبقات الجلد ، وبسبب تأذّي الأعصاب الموجودة في الجلد قد لا يشعر المريض بأي ألم، وقد يظهر الحرق بلون أبيض، أو لون بني غامق، أو لون فحميّ، كما تظهر الفقاعات، ويُصبح المظهر الخارجي أشبه بالجلد المنسوج المُرتفع. ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الحروق يكون بحاجة ماسّة إلى التدخّل الطبي والجراحي لتقليل احتماليّة حدوث النُدب بعد الالتئام، وتُسمّى العملية الجراحية اللازمة للشخص المتعرض للحروق بتطعيم أو ترقيع الجلد (بالإنجليزيّة: skin grafting)؛ حيث يتمّ فيها نقل جلد سليم من أحد مناطق الجسم إلى المنطقة المُصابة بالحروق.
تختلف درجة وحدّة الحرق باختلاف درجة حرارة السائل الساخن ومدّة التعرض له، والجدول الآتي يوضّح الوقت اللازم لحدوث حروق سمطيّة خطيرة عند الأطفال باختلاف درجة حرارة الماء وجميعها بوحدة درجة مئويّة (سيليسيوس):
|- ! نوع السائل !! درجة الحرارة !! الوقت |- | الماء المغلي|| °100|| أقلّ من ثانية |- | كوب ساخن من الشاي أو القهوة|| °95-°70|| أقلّ من ثانية |- | الماء الساخن من الصنبور|| °60 || ثانية |- | الماء الساخن الناتج عن ترك الماء المغلي ليبرد لمدة 5-10 دقائق || °55|| 10 ثوانٍ |- | الماء الساخن من الصنبور مع منظّم الحرارة || °50 || 5 دقائق |}
علاج حروق الماء الساخن
الإسعافات الأوليّة لحروق الماء الساخن
هناك مجموعة من التدابير الواجب اتّباعها عند حدوث حروق الماء الساخن، وفي ما يلي بيانها:
- نزع الملابس غير المُلتصقة بالحروق بسرعة لتفادي الاحتفاظ بالحرارة، ولكشف كامل المنطقة المُصابة بالحروق.
- نزع المجوهرات وأي شيء مُلاصق للجسم أو مشدود عليه بإحكام، وذلك لأن أنسجة الجلد تتعرّض للانتفاخ عادةً بعد الحروق.
- تبريد الحروق بمجرى مياه مُعتدل البرودة (بالإنجليزيّة: Cool)، لمدّة عشرين دقيقة على الأقلّ لتجنّب إصابة طبقات الجلد السفليّة بالحروق.
- تغطية المنطقة المُصابة بالحروق بقطعة قماش نظيفة.
- تناول المُسكّنات (بالإنجليزيّة: Painkillers) مثل الباراسيتامول (بالإنجليزيّة: Paracetamol)، ومُضادّات الالتهاب (بالإنجليزيّة: Anti-inflammatory).
- يُنصح برفع الذراع أو الساق في حال تأثّرها بالحروق، وذلك لتفادي انتفاخ وتورّم هذه المناطق.
أمور يجب تجنبها في حالة الحروق
فيما يلي مجموعة من الأمور الواجب تجنّبها عند التعامل مع الحروق لتفادي حدوث مُضاعفات للحرق:
- يُمنع وضع الطفل المُصاب بالحروق في مغطس ماء بارد.
- يُمنع فتح الفقاعات المائيّة الناتجة عن الحروق.
- يُنصح بتجنّب العلاجات المنزليّة مثل الزبدة (بالإنجليزيّة: butter)، والبيض؛ وذلك لعدم ثبوت فعاليّتها.
- يُمنع استخدام القُطن على الحروق لتفادي التصاق الألياف الصغيرة في المنطقة وبالتالي زيادة فرصة الإصابة بالعدوى.
- يُمنع استخدام الزيوت والمراهم على الحروق لتفادي الاحتفاظ بالحرارة في الداخل.
- يُمنع استخدام الثلج (بالإنجليزيّة: Ice) لتجنُّب حدوث قشعريرة الجسم لدى الأطفال.
الحالات التي تستدعي التدخل الطبي
قد تحتاج بعض حالات حروق الماء الساخن إلى تدخل الرعاية الطبيّة، وأهمّها:
- الحرق العميق بغضّ النظر عن الإحساس بالألم.
- الحرق كبير الحجم؛ أكبر من 20 سنتيمتراً.
- الحرق الذي يتضمّن إصابة الوجه، أو اليدين، أو القدمين، أو المفاصل، أو الأعضاء التناسليّة.
- الحرق الذي يُظهِر علامات الإصابة بالعدوى؛ حيث يكون هناك ازدياد باحمرار الجلد، أو انتفاخ الجلد، أو خروج القيح من الحرق.
- الحروق التي ينتج عنها جلد ذو لون أبيض أو فحمي بغضّ النظر عن حجم الحرق.
- الحروق لدى الأطفال الصغار الأقلّ من خمسة أعوام، والنساء الحوامل.
الوقاية من حروق الماء الساخن
هناك العديد من النصائح التي يُمكن اتّباعها لتجنّب حدوث حروق الماء الساخن خاصة عند الأطفال، ومنها:
- التأكد من وجود عائق لمنع الطفل من دخول المطبخ وبالأخصّ وقت إعداد الطعام.
- التأكد من وضع الآنية، والقدور، وأكواب المشروبات الساخنة بعيداً عن حواف الموائد والطاولات.
- عدم ترك دلو المياه الساخنة على الأرض؛ حيث يستطيع الطفل الوصول إليه بسهولة.
- عدم تناول المشروبات الساخنة من قبل الأهل إذا كان الطفل موجوداً بالقرب منهم.
- يُنصح بتفقّد درجة حرارة مياه الاستحمام باليد قبل وضع الطفل فيها.
- عدم ترك الطفل دون مراقبة الأهل في الحمام.
- ضبط مُنظّم حرارة المياه في المنزل لدرجة تتراوح بين 38 و48 درجة مئويّة.
- يُنصح باستخدام أجهزة ترطيب الجوّ ذات الرّذاذ البارد (بالإنجليزيّة: Cool-mist humidifier) فهي تساعد على منع الحروق التي يسببها بخار الماء الساخن، أو تلك التي تسببّها المياه الساخنة.