جزيرة دلمون
جزيرة دلمون
دلمون هو اسم نشأ في منطقة بلاد الرافدين ، وكان يعتقد سابقاً أنّ هذا الاسم يعود لأسطورةٍ ما، لكن الدراسات التي تعمّقت في البحث عن طريق ارتباط الاسم بالأساطير وجدت أنّ شعب بلاد الرافدين لا بدّ أن يكون قد عرف الاسم قبيل أقدم توثيقٍ له من قبلهمقيل إنّ اسم دلمون هو اسم مرادف لجنّة عدن، وأنه عبارة عن مكانٍ أسطوري، ولا يُعرف للآن كيف توارث سكان بلاد الرافدين هذا الاسم، ويعتقد بأنه ربما قد وصلهم من الديانات القديمة، ومع مرور السنوات تمّ ربط اسم دلمون بالحقائق والروايات والأساطير، واستمر على هذا الحال حتى ارتبط هذا الاسم برقعةٍ جغرافيّة حقيقيّة لها أهميتها ومكانتها بالنسبة لشعب بلاد الرافدين.
مراحل ارتباط الاسم بالمكان
المنطقة الجغرافيّة التي ارتبط اسم دلمون بها لاحقاً لها مكانة وأهميّة بالنسبة لسكّان بلاد الرافدين، لكن ارتباط هذا الاسم بالمكان قد مرّ بمرحلتين على أبسط تقدير، حيث إنّ هناك منطقتين جغرافيتين تمّ تعريفهما على أنهما (دلمون): سميت الأولى بـ (دلمون الأولى)، والثانية بـ (دلمون الثانية) و رجح الباحثون المختصّون من خلال التنقيبات الأثريّة واللقى التي تمّ العثور عليها في جزيرة البحرين أنه من المستبعد أن تكون جزيرة دلمون هي البحرين في كتابات الألفيّة الرابعة ونهايات الألفيّةِ الثالثة، حيث إنه لا دلائل توحي بأنّ البحرين -دلمون الأولى- كانت في تلك الفترة المبكرة عبارة عن مجتمع متحضّر ومتطوّر وله اتصال بمنطقة بلاد ما بين النهرين، وقد رجح بعضهم أنّ دلمون كانت شرق الجزيرة العربيّة -دلمون الثانية- أي البر المقابل لبلاد ما بين النهرين ولكن في النهاية تمّ تحديد دلمون الأولى (البحرين) لتصبح موضع اجتهادٍ مفتوح لكلّ من أراد البحث، وكان لهذه النظرة المنفتحة الأثر في ظهور فكرة وجود دلمون أخرى اختُلف في تحديد موقعها، فقد قيل إنها هي منطقة القرنة في العراق ، وقال آخرون إنها واقعة في جبال الأناضول، ومنهم من قال إنها موجودة في شبه الجزيرة الهنديّة.
دلمون (البحرين)
في الوقت الراهن بات من المسلّمات أنّ جزيرة دلمون هي نفسها جزيرة البحرين، وقد يتسع هذا الاسم ليشمل الساحل الشرقيّ للجزيرة العربيّة وجزيرة فيلكا، وقد تتقلّص حدود الجزيرة لتقتصر على جزر البحرين فقط وفي العصر الحالي تمّ ربط اسم دلمون بالحضارة المشتركة التي تكونت في جزر البحرين وشرق الجزيرة العربيّة، حيث إنّ المنطقتين قد خضعتا للسيطرةِ السياسيّة ذاتها، إضافةً إلى تعرضهما لموجات الهجرة نفسها، وعلى الرغم من اضمحلال ذكر اسم دلمون، واستقلال البحرين بجزرها لمسمياتٍ أخرى كاسم تايلوس ومشماهيج وأوال وغيرها إلّا أنها لم تلبث أن عادت متوحدةً تحت اسم البحرين.