جزر فيجي
ما هي جزر فيجي؟
تعد جزر فيجي (بالإنجليزية: Fiji Islands) أرخبيلًا يضم مجموعة من الجزر يصل عددها إلى 330 جزيرة، ويقطن السكان ما يقارب 100 جزيرة منها، والجزيرتان الرئيسيان هما؛ فيتي ليفو (Viti Levu) وفانوا ليفو (Vanua Levu)، وتوجد أعلى نقطة على جزيرة فيتي ليفو وهي بركان خامد ويعرف باسم (جبل تومانيفي).
تغطي مساحة جزر فيجي حوالي 18,274 كم 2 ، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 870,000 نسمة حسب تعداد عام 2005 م، كما أن ثلاثة أرباع السكان يعيشون على جزيرة فيتي ليفو، وهي الجزيرة التي تضم مدينة سوفا (Suva) عاصمة جزر فيجي، وعدد سكان هذه المدينة 167,000 نسمة.
كانت جزر فيجي مستعمرة بريطانية، ونالت الاستقلال عام 1970م، أما الاسم الرسمي للبلاد فهو جمهورية جزر فيجي، وتمتلك اليوم هذه البلاد أكثر الاقتصادات تطورًا من بين جزر المحيط الهادئ ، أما الحكومة فهي حكومة ديمقراطية برلمانية، ويحكم البلاد دستورًا وضع عام 1997م.
أصبحت جزر فيجي اليوم مقصدًا سياحيًا للكثير من السياح، نتيجةً لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة، وطقس استوائي معتدل، فضلًا عن الكثير من الأنشطة البرية والبحرية، كما يعد شعب فيجي من الشعوب المضيافة والمحبة للحياة، يستمتعون بإقامة الاحتفالات وعزف الموسيقى الإيقاعية والرقص، كما ويرتدون ملابس نابضة بالحياة.
موقع جزر فيجي
تقع جزر فيجي في وسط منطقة جنوب المحيط الهادئ، يحدها من الشرق الشواطئ الأسترالية على مسافة 4,800 كم، كما تبعد مسافة 2,100 كم من نيوزيلندا، وتحيط بها مجموعة من الجزر مثل؛ جزيرة تونغا، وجزيرة فانواتو، وجزيرة كاليدونيا وغيرها من الجزر الأخرى.
إن الوصول إلى جزر فيجي أمر سهل وليس صعب، إذ ينبغي الوصول إلى أستراليا، ثم الذهاب برحلة جوية من أي مدينة أسترالية مثل؛ ملبورن أو سيدني أو نيوزيلندا أو أية مدينة أخرى، كما وتوجد رحلات مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين وسنغافورة وهونولولو.
تمثل جزيرة فيتي ليفو أكبر الجزر وتضم ثلاثة مراكز حضرية، هي:
- سوفا
في الجنوب الشرقي ويسكنها ربع سكان جزر فيجي.
- ناسينو
إحدى ضواحي سوفا وتشهد نموًا سكانيًا سريعًا.
- لاوتوكا
تقع في الشمال الغربي وتعد مركزًا لصناعة السكر وتمتلك ميناء رئيسيًا.
مناخ جزر فيجي
تتمتع جزر فيجي وخاصة العاصمة سوفا باعتدال مناخها، إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف (29) درجة مئوية، أما متوسط درجات الحرارة في فصل الشتاء فتبلغ (20) درجة مئوية، وعادةً ما تنخفض درجات الحرارة في المناطق المرتفعة باتجاه الداخل.
أما كمية الأمطار فتبلغ ذروتها خلال شهر نوفمبر وحتى شهر مارس، كما تتعرض فيجي خلال هذه الفترة إلى الأعاصير المدارية فتحدث بواقع مرة كل عامين، مع ملاحظة أن هطول الأمطار ينخفض بشكل ملحوظ في المناطق الشرقية من الجزر الكبيرة، خاصة خلال شهر أبريل وحتى أكتوبر، إذ يصل متوسط الهطول 3000 ملم سنويًا.
أما المناطق الغربية فإن هطول الأمطار ينخفض فيها بشكل أكبر حتى يصل إلى حوالي 1800 ملم سنويًا، وهو الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف كبير في الظروف المناخية بين المناطق الغربية والشرقية، والذي بدوره يؤثر في طبيعة الزراعة في تلك المناطق.
جغرافية جزر فيجي
تعد جزر فيجي أرخبيل جزر بركانية متنوعة منها الصغيرة ومنها الكبيرة، وتعد جزيرة فانوا ليفو ثاني أكبر جزيرة من جزر فيجي وهي تقع على بعد 64 كم شمالًا من الجزيرة الثانية الرئيسية فيتي ليفو، وهذه الجزيرة تضم حوالي 30% من مساحة أراضي البلاد.
يسكن في جزيرة فانوا ما يقارب 15% من إجمالي سكان البلاد، وتتميز جزر فيجي بتضاريسها الجبلية، فضلًا عن وجود المناطق المنخفضة الساحلية والمحمية بالجبال، أما باقي البلاد فتتكون من جزر صغيرة الحجم، مثل؛ جزيرة تافيوني التي تقع إلى الجنوب الشرقي لجزيرة فانوا ليفو، وجزيرة كادافو الواقعة قبالة جنوب جزيرة فيتي ليفو.
تشكل جزر فيجي
تشكلت جزر فيجي منذ ما يقارب 30 - 40 مليون عام مضت، إذ كان حينها النشاط البركاني كبيرًا وملحوظًا، وهو الأمر الذي أدى إلى تشكل تلك الجزر الكثيرة في هذه المنطقة من العالم.
يبدو أن سبب هذا النشاط البركاني العالي هو تقارب الصفائح التكتونية من المحيط الهادئ ومنطقة قارة أستراليا، وكانت عملية تقارب الصفائح عملية تصادم في بادئ الأمر تحولت إلى عمليات اندماج فيما بعد، ومع أن أغلب الجزر نشأت خلال الفترة البركانية النشطة، إلا أن بعض جزر المنطقة وجدت على الخريطة منذ العصور الجيرية.
بالرغم من التاريخ الجغرافي القديم لهذه الجزر، إلا أن تواجد الإنسان عليها لم يسجل إلا في فترات حديثة نسبيًا، إذ إن أول ظهور للمجموعات البشرية كان منذ بضعة آلاف من السنين، عندما اكتشفت الجزر من قبل المستوطنين الأسترونيزيين والميلانيزيين.
التنوع الحيوي في جزر فيجي
تتمتع جزر فيجي بتنوع بيولوجي مميز وفريد من نوعه، خاصة فيما يتعلق بتواجد العديد من الكائنات الحية من الحيوانات وتعددها من حيث الأنواع، كما تحتوي على غابات واسعة تغطي نسبة 52.6% من ساحة اليابسة للبلاد، وتنقسم الغابات الأصلية إلى ثلاث فئات إدارية، هي:
- الغابات المحفوظة
- الغابات المحمية.
- الغابات متعددة الاستخدامات.
وهذه الغابات هي ملكية عامة للجميع، وتضم ما يقارب 2600 نوع من النباتات الوعائية، فضلًا عن وجود ما يقارب 27 نوعًا من الزواحف والعديد من الحيوانات المستوطنة، كما تمتلك فيجي موائل بحرية شاسعة تضم مختلف الأعشاب البحرية، والطحالب كبيرة الحجم، والأسماك على اختلاف أنواعها، والشعب المرجانية، والحيوانات اللافقارية.
ومع هذا التنوع البيولوجي الكبير على جزر فيجي، إلا أن هنالك الكثير من الحيوانات التي يبدو أنها معرضة لخطر الانقراض، فضلًا عن أن التنوع البحري هو الآخر آخذ في التدهور، فكثير من الثدييات المتواجدة فيه مهددة هي الأخرى بخطر الانقراض، كما أن كثيرًا من الموائل البرية في حالة تدهور مستمر خاصة خلال الثلاثين عام الأخيرة.
تتمثل أهمية هذا التنوع البيولوجي في جزر فيجي بكونها مصدر كبير للإيرادات التي تدعم الاقتصاد، خاصة فيما يتعلق بتصدير العديد من المنتجات البحرية إلى الخارج، كما توفر غابات المانغروف مصدرًا بيئيًا منتجًا للكثير من السكان المحليين، هذا فضلًا عن السياحة التي تعد من أهم المجالات التي يعتمد عليها الاقتصاد في فيجي، نتيجةً لكونها من أجمل جزر العالم .
اللغات في جزر فيجي
إن اللغات المستخدمة في جزر فيجي متعددة، وقد أُقرت ثلاث لغات رسمية في البلاد هي؛ اللغة الإنجليزية، واللغة الفيجية، والهندية، بموجب نصوص دستور البلاد الصادر عام 1970م، ويبدو هذا التنوع في اللغات واضح في جزيرة باوان فيجي حيث يتحدث فيها الناس ما لا يقل عن لغتين، بما فيها اللغة الإنجليزية.
ويبدو أن أغلب السكان في جزر فيجي يعتنقون الديانة المسيحية من الروم الكاثوليك، وهناك طائفة من الهنود الذين يعتنقون الهندوسية، كما وتوجد فئة كبيرة نوعًا ما من المسلمين، كما أن السكان متعايشين سلميًا على الرغم من اختلاف الأعراق.
التّركيبة السُكانيّة في جزر فيجي
يصنف السكان الأصليين في جزر فيجي على أنهم من أصل ميلانيزي، إلا أن تنظيمهم الاجتماعي وكذلك السياسي يعد الأقرب إلى تنظيم بولينيزيا، وهنالك تزاوج كبير بين الفيجيين من مجموعة جزر لاو والفيجيين من جزر بولينيزيا القريبة منهم، كما يشكل سكان فيجي الأصليون أكثر من نصف عدد السكان ككل.
في حين أن هنالك سكانًا من أصول هندية، حيث ينحدرون من سلالة عمال السكر الذين جيء بهم للعمل في هذه الصناعة، ثم أصبحوا يمارسون العديد من المهن مثل المحاماة والطب والتجارة، كما توجد بعض الأقليات من الأوروبيين والصينيين ومن جزر المحيط الهادئ.