ثقافة حقوق الإنسان
مفهوم ثقافة حقوق الإنسان
يُعرف مفهوم ثقافة حقوق الإنسان (بالإنجليزية: Human Rights)؛ بأنّه ثقافة تُعنى بأهمية بناء الحقوق والعلاقات المدنية بين الأفراد، وليس فقط علاقات مبنية على الحرية الفردية.
كيفية بناء ثقافة حقوق الإنسان
يُعد بناء ثقافة حقوق الإنسان القائمة على عدة قيم ومبادئ في المجتمع ضرورةً لا بدّ منها في المجتمعات التي انتشر فيها مؤخرًا العديد من التصرفات التي لا شأن لها بحقوق الإنسان، ويكون بناء ثقافة حقوق الإنسان من خلال الآتي:
- نشر الوعي في المجتمعات بوجود قانون يُعرف بالقانون الدولي الذي يحمي حقوق الإنسان؛ فذلك يُساعد على بناء ثقافة المواطنين وبالتالي توعيتهم بأهمية هذه الحقوق.
- وضع معايير للعمل بشكل فعّال مع الشباب والمجتمعات ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي والتنديد بأهمية المساواة.
- طلب المساعدة من صناع القرار ودعوة العديد من المؤسسات ذات الشأن، بالإضافة إلى طلب المساعدة من الحكومات من أجل وضع آليات مناسبة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان.
- دعوة البلاد من أجل توقيع الاتفاقيات ذات العلاقة بحقوق الإنسان وضرورة تنفيذ متطلباتها القانونية والسياسية.
- الدعوة إلى توقيع اتفاقيات تُعنى بحماية الأطفال من الاعتداءات الموجودة في العديد من البلدان.
- تمكين الفتيات والنساء في المجتمع وتوضيح أهمية مشاركتهن المجتمعية، بالإضافة إلى ضرورة خلق الفرص لهن، إلى جانب تسليط الضوء على دورهن في المشاركة في صنع القرار.
- إجراء الأبحاث حول أهمية حقوق الإنسان ونشرها من أجل زيادة وعي ومعرفة المواطنين بها، بالإضافة إلى تعليمها للأطفال منذ الصغر؛ فهذه الطريقة تترك أثرًا إيجابيًّا عليهم من خلال زيادة التعاطف اتجاه أنفسهم والآخرين، وتعليمهم السلوكيات الصحيحة وكيفية تحمل المسؤولية، و معالجة التنمر ، وأهمية احترام حقوق الغير.
أهمية حقوق الإنسان
تُعد حقوق الإنسان أمرًا مُهمًّا للغاية خاصةً بعد إصدار الأمم المتحدة وثيقة خاصة وتحديد يوم خاص يُعنى بأهمية كرامة الإنسان، وأهمية المساواة وغيرها، وعرف هذا اليوم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، ولهذا اليوم أهمية كبيرة، وترجع هذه الأهمية للنقاط الآتية:
- تلبية احتياجات الإنسان الأساسية
تكمن أهمية حقوق الإنسان بتعيين نشطاء يعملون على تلبية الاحتياجات الأساسية المتمثلة بالمسكن، والمأكل، والمأوى، والدواء لمن يحتاجها؛ فقد تم تضمين هذه الأشياء كحقوق أساسية للأفراد الذين يفتقر بعضهم إليها.
- حماية حقوق الفئات الضعيفة
تكمن أهمية حقوق الإنسان بحماية الأشخاص، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب السلطة والشأن وبمختلف أنواعها وغيرهم من الفئات الضعيفة، عوضًا عن تجاهلهم.
- الوقوف بوجه الفساد المجتمعي
يُمكن الحصول على هذا الحق من خلال السماح للناس بالوقوف أمام الحكومات أو بيئات العمل، والتحدث عند تعرضهم للظلم، أو القمع، أو الإساءة.
- حرية الكلام والتعبير
تسمح حقوق الإنسان من خلال ممثليها من المؤسسات والمنظمات للإنسان بالتعبير عن آرائهم وإظهار مشاعرهم، أو حمايتهم عند تعرضهم لأي تهديد مجتمعي أيّا كانت الجهة دون خوف.
- حرية ممارسة الشعائر الدينية
فهناك العديد من أساليب القمع والحروب و الإرهاب باسم الدين، ولذلك فإن حقوق الإنسان تُبين أهمية الإنسان ومعتقداته الدينية أيًا كانت، كما تسمح لهم بممارستها في سلام، بالإضافة إلى أنّها تدعم كل من لا يتمسك بأي دين؛ فهم يعتبرونه حق من حقوقهم أيضًا.
- حماية النساء
الكثير من الأشخاص في العديد من المجتمعات يتعرضون للإساءة والقمع خاصةً فئة النساء، لذلك فإنّ وجود حقوق الإنسان يحمي العديد من النساء من الكثير من القضايا خاصةً قضايا الزواج دون أيّ رغبة منهن، فهذه الحقوق تؤمن بأحقية كل شخص باختيار شريك حياة يُناسبه دون أي ضغط.
- تشجيع فكرة تكافؤ الفرص
جميع الأفراد لهم حق في العمل دون أي تحيز، أو ظلم، أو سوء معاملة، بالإضافة إلى توفير مفاهيم تُعلم الناس كيفية التعامل مع العمال وتشجيع المساواة.
- توفير حق التعليم للإنسان
خاصةً في المجتمعات الفقيرة من خلال توفير العديد من المؤسسات والمنشآت التعليمية والتي تركز على تعليم الفئات على اختلاف طبقتها الاجتماعية، ومن أجل وقف الفقر، لذلك فإنّ إعلانه حقًا من الحقوق، أي أنّ الجميع يجب الحصول عليه وليس فقط السادة والأغنياء.
- حماية البيئة
يحدث ذلك نتيجة تغيرات المناخ وتأثيرها على الإنسان؛ لذلك فإن حقوق الإنسان تدعم حق العيش في بيئة آمنة، وهواء وتربة نظيفة، فهذا الحق لا يقل أهمية عن الحقوق الأخرى.
- تقديم إرشادات للمستقبل
وضع معايير لحقوق الإنسان وتحميل الحكومات مسؤولية أفعالها في حال وجود أي انتهاكات لكرامة الإنسان.
مبادئ حقوق الإنسان
تقوم حقوق الإنسان على عدّة مبادئ، وهي كالآتي:
- العالمية والثبات
حقوق الإنسان لكل العالم بغض النظر عن أصولهم، وهي أمر ثابت في كل زمان ومكان، فجميع البشر يولدون أحرارًا متساويين في الكرامة والحقوق.
- عدم قابليتها للتجزئة
حقوق الإنسان جميعها لها ذات الأهمية ولا يُمكن فصل أي حق عن الآخر، لأنها مجتمعةً لها علاقة كبيرة بكرامة، فلا حق يعلو على حق آخر، ولا يُمكن مساس أي حق من هذه الحقوق على حساب حق آخر.
- الاستقلالية والترابط
جميع هذه الحقوق متشابكة ومترابطة، وتكمل بعضها البعض، فهي تُسهم مجتمعةً في تحقيق أساس حقوق الإنسان وهي كرامته من خلال إشباع حاجاته على مختلف الأصعدة.
- المساواة وعدم التمييز
جميع البشر متساوون والتمييز مرفوض تمامًا أيًا كان دينهم، أو جنسهم، أو عمرهم، أو أيّا كان اختلافه، فهي توحد الشعوب باختلافهم.
- المشاركة والشمول
الجميع له الحق في صنع القرارات التي تخص حياتهم، كما يحق لهم المشاركة من قبل المجتمعات المحلية والمدنية والأقليات وغيرها.
- المسؤولية وسيادة القانون
تقوم حقوق الإنسان على مبدأ المسؤولية، فجميع دول العالم مسؤولة عن حقوق الإنسان الخاصة بكل فرد فيها، ومن واجبها توفير جميع الاحتياجات لساكنيها، كما أن هذه البلاد تخضع للمسائلة تحت ظل العديد من الاتفاقيات التي تُلزم أطرافها بدعم هذه الحقوق وحمايتها.