ثعبان البحر الشفاف
ثعبان البحر
ينتمي ثعبان البحر (بالإنجليزيّة: Eel) إلى رتبة أسماك الإنقليس (بالإنجليزيّة: Anguilliformes)، وهيَ رتبة تضمّ نحو أكثر من 800 نوع من الأسماك، وتتميّز جميعها بشكل جسمها الأسطوانيّ الطويل الذي يشبه شكل الديدان.
دورة حياة ثعبان البحر
تبدأ دورة حياة ثعبان البحر بالبيض في قاع المحيط، ثمّ تمرّ بـ 4 مراحل رئيسية للتحوّل من جنين إلى ثعبان بالغ، ويُمكن تلخيصها كما يأتي:
- يفقس الجنين من البيض على شكل يرقة يُطلق عليها اسم ليبتوسيفالي (بالإنجليزيّة: Leptocephalus)، أو يرقة نحيفة الرأس، وهيَ يرقة ذات رأس مُسطّح وشفاف، وشكل شبيه بأوراق الأشجار، وتستمرّ في هذا الطور لمدّة طويلة تصل لنحو سنتين.
- تتحوّل اليرقة عندما تكبر بدرجة كافية إلى ثعبان زجاجيّ صغير.
- يستمرّ ثعبان البحر الصغير الزجاجيّ بالنموّ، ثمّ يُهاجر إلى موائله التي سينمو فيها أكثر ليُصبح بالغًا.
- يصل ثعبان البحر إلى مرحلة البلوغ، فيتصبّغ جلده، ويُصبح مكتمل النموّ.
وصف ثعبان البحر وخصائصه
يتميّز ثعبان البحر بالصفات الشكليّة الآتية:
- الطول
يمتلك ثعبان البحر جسدًا ممدودًا ونحيلًا، يصل طوله لأكثر من 3.5 م.
- الوزن
يختلف حجم ثعبان البحر من نوع لآخر، وقد يتجاوز وزنه 20 كغ.
- الجلد
يكون جلد ثعبان البحر ذو لون أخضر، أو أصفر، أو بنيّ، أو رمادي باهت، أو أسود، باختلاف المنطقة التي يعيش فيها، كما أنّ جسمه خالٍ من القشور.
- الزعانف
يمتدّ على جسد ثعبان البحر زعانف ظهريّة وشرجية متصلة مع الزعنفة الذيليّة، لكنّه لا يمتلك زعانف حوضيّة.
- الأسنان
يمتلك ثعبان البحر فكين قويين فيهما أسنان صغيرة الحجم وحادّة.
- العظام
يتميّز ثعبان البحر بامتلاكه 100 فقرة في عاموده الفقريّ، وهو ما يعطيه خاصيّة المرونة الكبيرة.
أمّا الصفات السلوكيّة التي يتميّز بها ثعبان البحر، فهيَ:
- يستعين ثعبان البحر بحاسة التذوق للاستشعار وتحديد الأماكن، وذلك من خلال الانجذاب الكيميائيّ للأحماض الامينيّة، كما تستخدم بعض أنواع ثعابين الماء حاسة الشمّ.
- يمتدّ موسم تكاثر ثعبان البحر من أواخر فصل الشتاء، وحتى أوائل فصل الربيع.
- يُخصّب ذكر ثعبان البحر البيض الذي تضعه الأنثى عن طريق إطلاق الحيوانات المنويّة في المياه التي يتواجد فيها البيض، ويصل عدد البيوض الذي تضعها الأنثى بين 2 - 10 ملايين بيضة.
- يتواجد ثعبان البحر بشكلٍ منفردٍ في قيعان المسطحات المائيّة، ويمكن أن يتواجد كمستعمرات كبيرة تشمل مئات الأفراد.
- ينتقل ثعبان البحر في مياه البحار عن طريق السباحة مع التيّارات البحريّة، وهو يسبح بشكلٍ بطيء في حركة جانبيّة متعرّجة للجسم والزعانف.
- تستطيع بعض أنواع ثعبان البحر الحفر بسرعة كبيرة، وتستخدم لذلك ذيلها المدبب، وحركات جسمها.
بيئته الطبيعية
يعود الموطن الأصليّ لثعبان البحر إلى البحار الاستوائيّة الموجودة في قارّة آسيا، ثمّ توزّعَ انتشاره في مناطق أخرى تشمل؛ القناة الإنجليزيّة، وسواحل البحر الأبيض المتوسط، وشمال المحيط الأطلسي من أيسلندا إلى موريتانيا، إضافة لتواجده في بحر البلطيق وبحر الشمال.
يتواجد ثعبان البحر غالباً في الموائل المائية البحريّة، وفي المسطحات المائيّة التي تكون مياهها عذبة أو شديدة الملوحة، ويفضّل التواجد في القيعان على أعماق تتراوح بينَ 0 - 700 م، ويسكن ثعبان البحر في الشعاب المرجانيّة، أو الشقوق الصخرية، أو المياه الموحلة، أو المرصوفة بالحصى.
تغذية ثعبان البحر
يعدّ ثعبان البحر من الكائنات المفترسة، إذ يشمل نظامه الغذائيّ اللحوم بشكلٍ أساسيّ، فهوَ يتغذى على الأسماك الصغيرة، واللافقاريات المائيّة، والقشريّات، والروبيان، وسرطان البحر، وقنافذ البحر، و يرقات الحشرات مثل يرقات البعوض والديدان، وقد يتناول الجيف.
وفي فصل الشتاء يقفز ثعبان البحر من الماء ويتغذّى على اللافقاريّات الأرضيّة.
هجرة ثعبان البحر
يتنقّل ثعبان البحر بينَ أماكن عيشه والأماكن التي يتكاثر فيها، إذ تُهاجر اليرقات من مناطق التفريخ الاستوائيّة إلى موائل عيشها المختلفة كالموائل الساحليّة، أو أعماق المحيطات، أو المياه السطحيّة، أو المياه العذبة، كما تُهاجر إلى مناطق مختلفة وتشمل؛ أوروبا، وأمريكا، وآسيا، وأستراليا، وإفريقيا.
يُساعدها على الهجرة لمسافات طويلة أجسامها الطويلة والنحيلة، وقد يستغرق ثعبان البحر نحو 7 شهور في هجرته، ويسافر فيها نحو 6 آلاف كيلومتر، وعادةً ما يغيّر ثعبان البحر مكان عيشه بحثًا عن موائل أكثر ازدهارًا من ناحية كميّات الطعام وتنوّعه، لكنّه يعود إلى مكان تفريخه ذاته في كلّ موسم تكاثر .