مناطق النفوذ
هو مصطلح يُطلق على المناطق التي تسيطر عليها جهة معيّنة، ويعرف النفوذ أيضاً بأنه: احتلال دولة ما مساحات من أراضي دول أخرى، وفرض السيطرة عليها بالقوة العسكريّة، حتى تصبح تحت سيادتها، وتمتلك قدرة على التحكم بها، وهذا ما يدلّ على كلمة (نفوذ)، ويعود ظهور هذا المصطلح إلى بدايات القرن العشرين، مع اندلاع الحروب العالميّة، والتي لحقتها العديد من الحروب الدوليّة الأخرى، لذلك ارتبط مفهوم مناطق النفوذ مع العوامل السياسيّة المحيطة في دول العالم.
ومع الوقت لم يعد النفوذ يعتمد على الإجبار، أو التهديد من أجل خضوع الطرف الأضعف للطرف الأقوى، بل صار يعتمد على التأثير الفكريّ، والذي يرتبط مع الأفكار الخاصة بالأشخاص أو الدول، ويجعل الأفراد المحيطين بجهة النفوذ يقبلون بهذا النفوذ بطريقة غير مباشرة، عن طريق شعورهم بأنّ أفكارهم، وأهدافهم يتم تحقيقها، مما يساهم في جعلهم يوافقون على أن يكونوا جزءاً من منطقة النفوذ.
أقسام مناطق النفوذ
مع التطوّر الزمني والتغيرات الفكرية التي أثرت على مفهوم ومصطلح مناطق النفوذ انقسم هذا المفهوم على مجموعة من الأقسام، والتي تطبّقه وفقاً للمجالات التي تحتاج إلى فرض النفوذ فيها، وبالتالي من الممكن تصنيف مناطق النفوذ، بناءً على التصنيفات التالية:
النفوذ السياسي والعسكري
هو أقدم أنواع النفوذ، وظهر بشكل واضح مع اندلاع الحرب العالميّة الثانية، وبدأت أفكاره تظهر في ألمانيا مع انتشار الفكر النازي فيها، عن طريق أفكار القائد الألمانيّ هتلر، والذي حرص على جعل سلطته سلطة مطلقة، واعتمد بذلك في التأثير على الشعب الألماني، واستخدام القوة مع الفئات الشعبيّة التي رفضت الخضوع لنفوذه.
ومن ثمّ ظلت فكرة مناطق النفوذ مستمرة بين الحلفين العالميّين، اللذين قاما بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، وظهور ما عُرف بمصطلح الحرب الباردة، والذي اعتمد على تأثير كل من الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية على أغلب الدول الأوروبيّة، وحتى امتد نفوذ هذا التأثير إلى معظم الدول العربيّة، كأسلوب لكسب أكبر عدد من المؤيّدين لكل طرف من الطرفين.
النفوذ الدينيّ
هو انتشار فكر دينيّ معين في مناطق واسعة، ويعتمد النفوذ الدينيّ على طبيعة الأفراد داخل المنطقة التي يبدأ فيها الدعاة والمبشرون بالدين في نشر الأفكار الدينية، وانتشر هذا النوع من النفوذ في إفريقيا، عن طريق مبشرين مسيحيين يهدفون إلى نشر الدين المسيحي، في المناطق التي يعاني سكانها من الفقر، والحاجة إلى المأوى.
النفوذ الثقافيّ
هو امتداد أفكار ثقافيّة معينة بين مجموعة من الأشخاص، من أصول مختلفة، ضمن نطاق معين، وفي العادة يكون إقليماً يجمع مجموعة من الدولة المتجاورة معاً، ومن الأمثلة عليه: انتشار الفن، والحركة الأدبية في عصر النهضة الأوروبية، مع ظهور العديد من الأدباء، والرسامين الأوروبيين.
النفوذ الاقتصاديّ
هو التأثير الاقتصادي الذي تقوم بهِ قوة عظمى، ذات مؤثرات اقتصادية على مجموعة من الدول، أو الجهات التي تلجأ إليها في حال كانت تعاني من أزمة اقتصاديّة، ومن الأمثلة على النفوذ الاقتصادي في العالم نفوذ عملة الدولار، والتي تستخدمها أغلب الدول لقياس أسعار صرف عملاتها.
