تعريف المشكلات الاجتماعية
تعريف المشكلات الاجتماعية
تُعرّف المشكلة الاجتماعية على أنها أي حالة أو سلوك يوجد له عواقب سلبية تقع على أعداد كبيرة من فئات المجتمع، حيث يتم التعرف عليها بشكل عام كشرط أو سلوك يحتاج إلى العلاج، كما يحتوي هذا التعريف على مكونين هما:
- المكون الموضوعي للمشكلة الاجتماعية
لكي يتم اعتبار أي حالة أو سلوك على أنه مشكلة اجتماعية، يجب أن يكون لها عواقب سلبية على فئة كبيرة من المجتمع، وبالتالي قد نجد الكثير من الأشخاص يختلفون بالفعل حول ما إذا كانت هذه العواقب موجودة فعلاً أم لا.
وإن وُجِدت هذه العواقب، فيجب أن يُعْلَم نطاقها وخطورتها وتأثيرها، وعادةً ما يتطلب الأمر إلى مجموعة كبيرة من البيانات؛ من خلال الدراسات والبحوثات المختلفة لحسم هذا الأمر وتحديد العواقب، والأخطار المترتبة على المشكلة الاجتماعية.
- المكون الذاتي للمشكلة الاجتماعية
حيث يجب أن يكون هناك تصوراً بأن هناك حالة أو سلوك يحتاج للمعالجة والاهتمام وبالتالي يتم اعتبارة مشكلة اجتماعية، كأن يعتبر جميع المواطنين أو صانعو السياسات أو مجموعة من الأطراف الأخرى أن شيئاً ما أو سلوكاً منتشراً يحتاج فعلا إلى الانتباه والعلاج.
ويُقدِم التاريخ القديم مشاكل الاغتصاب والاعتداء الجنسي في الولايات المتحدة مثالاً على تعريف المشكلة الإجتماعية، حيث أنه من المحتمل جداً أن تكون أعمال الاعتداء الجنسي ضد النساء قد حدثت منذ بداية الإنسانية.
وبالتأكيد أن هذا الأمر كان كثير الحدوث في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من توجيه العقوبات ومحاكمة أصحاب هذه الأفعال إلا أنه تم تجاهل الاعتداء الجنسي من قِبل صانعي القرار والسياسيات؛ ولم تتلق هذه الحوادث الكثير من الاهتمام لا في الكتب المدرسية، ولا في وسائل الإعلام الإخبارية.
وبالتالي فإن الكثير من الناس اعتقدوا أن الاغتصاب والاعتداء الجنسي كان مجرد شيء حدث فقط؛ رغم وجود الاعتداء الجنسي إلا أنه لم يُعتبر كمشكلة اجتماعية.
وعندما بدأت الحركة النسائية المعاصرة في أواخر السبيعينات، عملت على التركيز على هذا الاعتداء على أنه يصنف ضمن الجرائم الخطيرة، ومظاهر عدم المساواة بين النساء، وبفضل هذا الاهتمام دخلت هذه الجرائم ضمن الوعي والاهتمام العام، وبدأت وجهات النظر بشأن هذه الجرائم على أنها مشكلة اجتماعية.
ووفقاً لآراء بعض علماء الاجتماع ، فإن الظروف والسلوكيات السلبية ليست مشكلة اجتماعية؛ ما لم يتم الاعتراف بها كذلك من قبل صانعي السياسية، أو من قِبل أعداد كبيرة من المواطنين العاديين، أو حتى شرائح من المجمتع.
وعلى العكس تماماً يقول علماء اجتماع آخرون أن الظروف والسلوكيات السلبية يجب اعتبارها مشكلة اجتماعية؛ حتى وإن لم يكن هناك اهتمامٌ يُذكرُ بها، وحتى إن لم يوجد اهتمام إطلاقاً بها؛ حيث اعتبر هؤلاء العلماء أن مشكلة العنف والاعتداء الجنسي الذي كان يحصل في السبعينات، على أنه مشكلة اجتماعية منذ بدايته الأولى.