تعريف السجع
تعريف السجع
السجع لغةً هو الكلام المقفى، ويعني أيضًا استوى واستقام وشابه بعضه بعضًا، وهو من الفعل سَجَعَ يسجعُ سجعًا، أما السجع اصطلاحًا هو لون من ألوان البديع ، ويعني توافق الفاصلتين في الحرف الأخير، ويكون موطنه النثر، وقد يأتي في الشعر.
آراء بعض اللغويين في السجع
بعض آراء اللغويين في مفهوم السجع فيما يأتي:
- السكاكي
"الأسجاع في النثر كالقوافي في الشعر ".
- الخطيب
"السجع تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد".
- ابن الأثير
"واعلم أنّ للسجع سرًا هو خلاصته المطلوبة، فإنّ عري الكلام المسجوع منه فلا يعتدّ به أصلًا... والذي أقوله في ذلك هو أن تكون كل واحدة من السجعتين المزدوجتين مشتملةً على معنى غير المعنى الذي اشتملت عليه أختها، فإن كان المعنى فيهما سواء، فذاك هو التطويل بعينه... وإذا وردت سجعتان يدلّان على معنى واحد كانت إحداهما كافيةً في الدلالة عليه، وجلّ كلام الناس المسجوع جار عليه... والأقلّ منه على ما أشرت إليه".
أمثلة على السجع
بعض الأمثلة على السجع فيما يأتي:
- قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: "رَحِمَ اللهُ عبدًا قال خيرًا فَغَنِمَ، أو سَكَتَ عن سُوءٍ فسَلِمَ".
- قال الثعالبي: "الحقد صدأ القلوب، واللجاج سبب الحروب".
- قوله تعالى: {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}.
- قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا}.
- قوله تعالى: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا}.
- قول أمامة بنت الحارث تُوصي ابنتها: "احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرًا وذكرًا، الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة،....".
أقسام السجع
تتلخص أقسام السجع فيما يأتي:
- السجع المطرف
هو السجع الذي تختلف فيه الفواصل وزنًا، وتتفق رويًا، حيث تكون السجعات غير موزونة عروضيًا لكن رويها روي القافية، نحو قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا*وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}، فهنا اتفق الروي بين السجعتين واختلف الوزن.
- السجع المُرصّع
هو السجع الذي تتوافق فيه الألفاظ في الوزن والقافية، نحو قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إيابهم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.
- السجع المتوازي
هو السجع الذي تتوافق فيه آخر كلمة في الفقرتين في الوزن والقافية، نحو قول الحريري: "وأودى بي النّاطق والصّامت، ورثى لي الحاسد والشّامت".
- السجع المشطور
هو السجع الذي يكون لكل شطر من البيت قافيتان مختلفتان عن قافيتي الشطر الثاني، وهو خاص بالشعر، مثل قول أبي تمام:
تدبير معتصم بالله منتقم
- لله مرتغب في الله مرتقب
جمالية السجع
أجمل ما في السجع ما يأتي:
- تساوي الفقرات مع عدد الكلمات، بحيث يُراعى الاعتدال، نحو قوله تعالى:{فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}.
- زيادة طول الفقرة الثانية عن الأولى، بحيث يُراعى الاعتدال، ولا يبعد عن السامع وجود القافية، نحو قوله تعالى: {وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا * تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا}.
- زيادة طول الفقرة الثالثة، بحيث يُراعى الاعتدال، نحو قوله تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ}.
- عدم مجيء الفقرة الثانية أقصر من الأولى كثيرًا؛ لأنّ السجع يستوفي غايته من الفقرة الأولى بحكم الطول، ثم تأتي الفقرة الثانية أقصر، فلا تتحقق غاية السامع.