تطعيم الأشجار
تطعيم الأشجار
يُعد التطعيم من طرق التكثير الخُضري للأشجار ، وهي عملية نقل جزء من نبات معين يشتهر بقوته ومقاومته للأمراض إلى نبات آخر ضعيف لينمو عليه، ويُطلق على الجزء المنقول اسم الطُعم، وأما المنقول إليه فيطلق عليه الأصل، بحيث يتم نقل الصفات الوراثية للشجرة الأم، وهي طريقة مُستخدمة ومتّبعة منذ القِدم.
ويهدف التطعيم إلى تحسين إنتاج الثمار بوقت قصير بدلاً من الطرق المعتادة، بالإضافة إلى أنها تعد وسيلة علاجية للأشجار المصابة بالأمراض.
طرق تطعيم الأشجار
يوجد العديد من الطرق المستخدمة في تطعيم الأشجار لتكثيرها، والحصول على أشجار سليمة وتحسين نوع الثمار، ومن أهم هذه الطرق ما يأتي:
- التطعيم بالقلم
وتتم هذه الطريقة في أواخر فصل الشتاء أو أوائل فصل الربيع، وهي من أهم طرق التطعيم فاعلية والتي تُعطي نتائج سريعة، وفي هذه الطريقة يُقطع النبات الأصل بشكل أفقي من سطح الأرض ويتم عمل شق عمودي فيه ليُلائم شكل طرف الطعم (القلم)، ويتم تثبيته بطلاء خاص لحمايته من العوامل البيئية، بالإضافة إلى لفه برباط محكم.
- التطعيم بالبُرعم
وتتم هذه الطريقة بوضع بُرعم في شق تحت قشرة الأصل ويُلَف برباط مُحكم، وبمرور الوقت تلتحم أنسجة البرعم والأصل ويبدأ بالنمو، وتتم هذه الطريقة في فصل الربيع.
الأدوات المستخدمة في تطعيم الأشجار
تُستخدم العديد من الأدوات في عملية تطعيم الأشجار، ومن أهم هذه الأدوات ما يأتي:
- السكين الخاصة بالتقليم
يجب أن تكون حادة، وتُستخدم في إحداث الشقوق في لحاء الشجر.
- قفازات واقية
تُستخدم هذه القفازات لحماية اليدين من الجروح أثناء عملية التطعيم.
- المنشار
يُستخدم في قص فروع الأشجار.
- خيوط التثبيت أو الأربطة
وتستخدم في ربط الطعم بالأصل، ويجب أن يكون عرضها مناسب، وهناك أنواع عديدة منها: خيوط الرافيا وخيوط النايلون.
استخدامات تطعيم الأشجار
يستَخدم تطعيم الأشجار للحصول على فوائد عديدة، بعضها يعود بالنفع على الأشجار نفسها، وبعضها على الإنسان، وفيما يأتي أهم فوائد تطعيم الأشجار:
- إنتاج الأشجار والشجيرات القزمية، بأخذ طعم جذري من شجرة قزم وضمه إلى شجر كبيرة.
- إصلاح الأشجار المصابة بآفات وأمراض معينة، ويستفاد منها عن طريق أخذ طعم جذري ووضعه على شجرة سليمة.
- تعزيز مقاومة الأشجار تجاه أمراض معينة.
- الاحتفاظ بخصائص معينة في أحد الأنواع وزيادة انتشارها بسهولة.
- تكييف الأشجار مع ظروف مناخية معاكسة.
- ضمان التلقيح ونجاحه، إذ إنَّ بعض الأشجار يكون نموها بطريقة أخرى صعبًا للغاية.
- نشر أنواع من النبات لا يمكن نشرها بوسيلة أخرى.
توافق الأشجار في التطعيم
يشيرُ مفهوم التوافق بين الأشجار في عملية التطعيم إلى قابلية استمرار العملية بينهما ونجاحها ونمو الطعم الجذري دون آفات، إذ يستخدم التطعيم نظريًا بين أي نباتين يرتبطان ارتباطًا وثيقًا، إلا أنَّ التطعيم لا يكون ناجحًا كليًّا إلا بين أشجار من نفس النوع، وقد ينجح أحيانًا بين أنواع مختلفة من الأشجار ولكنها من نفس الجنس.
وقد تفشل الطعوم بين عائلات مختلفة داخل الجنس الواحد، وإنَّ قرب النبتتين من بعضهما ليس بالضرورة دليلًا على نجاح العملية، حيثُ توجد بعض العوامل البيئية والفسيولوجية المعقدة والتي تساهم في توافق النباتين واستمرار النمو للطرفين، لذلك فإنَّ بعض عمليات التطعيم قد تستمر عامًا أو عامين ولكنها تفشل في نهاية المطاف.
ويعتمد نجاح أو فشل عملية التطعيم على توافق كل جزء من أجزاء الطعم والاتصال الصحيح بين أنسجتهما، حيثُ يثبَّت الطعم الجذري عن طريق الضغط الذي يشكله شريط التطعيم، أو شرائط البراعم المطاطية عند نقطة الالتحام، وتساعد درجات الحرارة الدافئة على تحسن قبول الطعم بسبب تحفيز تكوين الكالس فيها؛ وهي الخلايا التي تتكون مكان القطع على النبات.