تربية البنات
تربية البنات
تُعتبر تربية البنات أمراً سهلاً نوعاً ما خلال المراحل الأولى من أعمارهن، حيث إنّهن يبدأن بالكلام في وقتٍ مبكّر، وينخرطن بسهولة في مجتمعهن، ويتميّزن بأداء جيّد في المدرسة، إلّا أنّ الآباء يواجهون عدّة تحدّيات تربوية عند اقتراب البنات من سن المراهقة ، ويزداد الأمر صعوبةً مع تقدمهنّ في السن؛ بسبب ارتفاع مستوى التوقعات منهنّ، والضغوطات المجتمعية التي قد يواجهنها، وبشكلٍ عام من المهم تربية البنات ليكنّ واثقاتٍ من أنفسهنّ بالدرجة التي يستطعن معها تحقيق النجاحات في المستقبل بالرغم ممّا يُمكن أن يواجهنه من تحديات.
كيفية تربية البنات منذ الطفولة
تُقدّم البنات م الدعم المادي والعاطفي لآبائهن في الوقت الحاضر؛ لذا من المهم تربيتهن تربيةً متوازنة منذ الطفولة وذلك من خلال اتباع النصائح الآتية:
- تجنُّب الدلال المفرط: يتمّ ذلك من خلال عدم تلبية جميع مطالب البنات وخاصةً المطالب الصعبة، حيث إنّ الحرص على تلبية جميع مطالبهن يُنمّي صفة العناد لديهن.
- تنمية مهارة صنع القرار: يتمّ ذلك من خلال تنمية قدرتهن على التمييز بين الصواب والخطأ، ودعم تصميمهن على الحصول على درجات علمية مرموقة بما يُساعدهن على التميُّز والاستقلال مستقبلاً.
- تكوين شخصية مميزة: وذلك من خلال تنمية الصفات الجيدة التي تُساعد البنات على مواجهة تحدّيات الحياة وتحقيق ما يطمحن إليه.
- تقديم أفضل تعليم ممكن: فالبنات يستفدن من التعليم الجيد المقدَّم لهن، حتّى اللواتي لا يُبدين اهتماماً به، فالتعليم قادر على تطوير مهاراتهن، وعلى الوالدين ترك الحرية للبنات للإبداع في أيّ مجالٍ يخترنه.
- إرشادهن إلى نظام غذائي صحي: من المهم تناول وجبات صحيّة منذ مرحلة الطفولة، وتجنُّب الإكثار من تناول الوجبات السريعة، وشرح مدي أهمية التغذية الصحية للنمو بشكل سليم.
أساليب تربية البنات
يوجد العديد من الأساليب التي تُفيد في تربية الفتيات ومن أهمّها ما يأتي:
- تشكيل قدوة حسنة: يجب أن يكون الوالدان مثالاً جيداً وقدوةً حسنةً للبنات حتّى يتعلّمن من أفعالهما، فعلى الأم إظهار سعادتها وقوّتها أمام بناتها كونها امرأة وألّا تنتقد نفسها أمامهن، كما يجب على الوالدين إظهار احترامهما لبناتهما، ولفت نظرهنّ إلى نماذج من النساء القويات الناجحات في حياتهن، سواء من النساء المشهورات والمعروفات بكونهن نساء قويات، أو نماذج من النساء الناجحات من محيط البنات من الأسرة أو الأصدقاء.
- قضاء وقت ممتع معهن: من المهم توفير بعض الوقت لقضائه مع البنات، فذلك يوفّر فرصاً للتواصل معهن وبناء علاقة وديّة تدوم حتّى مع تقدّمهن بالعمر، كما يُساعد قضاء الوقت مع البنات على مناقشة المواضيع التي تهمُّهن ممّا يُتيح فرصةً للوالدين لفهم واكتشاف أهم ما يُميّز بناتهما وما يُفكّرن به.
- تشجيعهن على الاستقلالية: يجب تشجيع البنات على الاستقلالية في حياتهن وعدم الاعتماد على الآخرين في كلّ شيء، وإعدادهنّ بطريقة تُمكِّنهنّ من مواجهة العقبات بثقةٍ عالية.
- تنمية مهارة حبّ الاستطلاع: يجب تشجيع البنات على طرح الأسئلة عن أنفسهن وعن العالم المحيط بهن، وتنمية إحساسهن بالفضول؛ فذلك يُساعدهن على تطوير العديد من المهارات الجديدة عند محاولة الإجابة عن تلك الأسئلة، كما يُعرّفهن ذلك على اهتماماتهن.
- تعليمهنّ الاهتمام بالآخرين: من المهم تشجيع البنات على توسيع تفكيرهن ليتعدّى التفكير في أنفسهنّ أو أهاليهن وأصدقائهن ليشمل أفراداً خارج تلك الدائرة، ويكون ذلك من خلال مساعدتهن على التفكير بطرق مناسبة لتقديم المساعدة لمن يحتاجها، وجمع الأموال للمحتاجين، والتطوّع في خدمة الآخرين، فذلك يُكسبهن العديد من الصفات الحسنة كالتسامح والصبر.
- تشجيعهن على التعبير عن أفكارهن: من المهم تشجيع البنات على التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن بحريّة، ومساعدتهن على التعبير عمّا يواجهنه من مشكلات عن طريق كتابة يومياتهن مثلاً.
- توفير فرص للتفاعل الاجتماعي: يجب مساعدة البنات على تكوين علاقات اجتماعية مع المزيد من الأصدقاء الجدد بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة، وتنمية قدراتهن على التفاوض والدفاع عن أنفسهن، وتنمية مهاراتهن الاجتماعية في العديد من المواقف التي قد يتعرّضن لها.
- تعليمهن مهارات التفاؤل: يجب تعويد البنات على التفاؤل، ومساعدتهن على التفكير في الإخفاقات التي قد يتعرّضن لها بطريقة تُعزّز ثقتهن بأنفسهن وبما يضمن سلامة صحتهن النفسية، إذ إنّ الفتيات أكثر لوماً لأنفسهنّ عند الإخفاق من الذكور.
- المحافظة على سلامتهن: تُعدّ مهمّة الحفاظ على سلامة البنات وتوفير بيئة آمنة لهنّ سواء في الحياة الواقعية أو في العالم الرقمي من المهام الأساسية للوالدين، وذلك في ظل انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حول العالم.
أخطاء يجب تجنّبها عند تربية البنات
يوجد العديد من الأخطاء التي قد يقع بها الوالدان عند تربية البنات والتي يُنصح بتجنّبها، وهي كالآتي:
- عدم تقبّل اختلافاتهن: على الوالدين إدراك اختلاف بناتهنّ عنهم، فحتّى لو تشابهن مع الوالدين في الشكل فقد تختلف صفاتهن؛ لِذا على الوالدين تقبُّل البنات باختلاف شخصياتهن وميولهنّ، والاهتمام بهن وبمواهبهن كلّ على حدة.
- الاهتمام المبالغ بالمظهر: بالرغم من أهمية المظهر اللائق، إلّا أنّه يجب تجنّب التركيز على المظهر الجسدي للفتاة بشكلٍ مبالغ فيه، وعدم التدخّل كثيراً بما يجب عليها فعله للحفاظ على مظهرها وتحسينه بشكلٍ مستمر.
- تجاهل دور الأب في تربية البنات: يجب تعزيز العلاقة بين البنات ووالدهن، وعدم الاعتماد على الأم في كافة الأمور التربوية، كما يجب أن تشعر البنت بحبّ والدها لها، فذلك يجعلها أكثر ثقةً بنفسها ويمنحها شعوراً بالأمان مستقبلاً عند إقامة علاقات مع الآخرين.
- المبالغة في حماية البنات: يعامل العديد من الآباء البنات على أنّهن أضعف وأكثر حساسية من الذكور، ممّا يجعلهم يبالغون في حمايتهن ويمنعونهن من ممارسة العديد من الأنشطة المفيدة لهن، لِذا على الوالدين الاقتناع بأنّ بناتهم يتمتعن بالقوة والقدرة البدنية التي تُمكّنهم من ممارسة عدّة أنشطة دون الحاجة إلى الحماية من الآخرين.
- عدم إدراك الصراعات التي تواجه البنات: تُعدُّ البنات أكثر قدرةً على إخفاء ضغوطاتهنّ ومشاعرهنّ من الذكور، ممّا يجعل الوالدين يعتقدان بأنّهن على ما يرام، لِذا من المهم إدراك تلك الصفة لدى البنات، وسؤالهن باستمرار عمّا إذا كنّ يواجهن أيّة مشكلات أو صراعات، وتقديم النصيحة لهن، وتشجيعهنّ على التعبير عمّا بداخلهن بشكلٍ مستمر.
جوانب مختلفة من تربية البنات
تربية البنات على احترام الذات
يواجه الوالدان صعوبةً في غرس قيم احترام الذات والرضا عن النفس عند البنات خاصةً في فترة المراهقة، لذا يجب أن يتبع الأهل عدّة قواعد وأساسيات لتعزيز احترام البنات لأنفسهن وهي كالآتي:
- عدم إصدار أحكام على الآخرين بناءً على الشكل، أو الوظيفة، أو التوجه، أو الجنس، أو المعتقد.
- توضيح فكرة عدم وجود شخص كامل، فلكلّ شخص جانب مظلم في شخصيته وهذا الأمر ليس أمراً سيئاً أو معيباً.
- تقوية الجانب الروحي لدى البنات، لاستشعار وجود الله دائماً حتّى في أصعب الأوقات.
- الإيمان بتطلّعات البنات وتشجيعهن على السعي لتحقيقها.
تربية بنات قويات وواثقات
يسعى الآباء إلى تربية بنات قويّات وواثقات يتميزن بقدرتهنّ على اتّخاذ القرارات الإيجابية فيما يتعلّق بحياتهن الخاصة، ويتميّزن بالتفكير النقدي، والتعبير عن مشاعرهن، ومراعاة مشاعر الآخرين، وتجاوز الأوقات التي يفقدن فيها الدعم والأمان، فيكبرن بشكلٍ يؤهلهن للعيش حياة كريمة، حيث تواجه البنات بعض التحديات في الوقت الحالي بسبب نظرة البعض إليهن نظرةً سطحيةً والاعتقاد بأنهنّ غير قادرات على تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات، ويُمكن للأهل تربية بنات قويّات وواثقات من خلال عدّة ممارسات وتوجيهات أهمّها ما يأتي:
- الحرص على إشراك البنت في أنشطة مع بنات أخريات، مع ضمان اهتمامهن بهذا النوع من الأنشطة.
- تقبّل البنات على ما هنّ عليه، وعدم الضغط عليهنّ للتشبّه بأشخاص آخرين.
- مراقبة الكتب التي تقرأها البنات والبرامج التي يُشاهدنها؛ لمعرفة طبيعة الأفكار والرسائل التي يتلقينها من الخارج.
- تشجيع البنات على حلّ المشكلات التي يواجهنها بمفردهن، بدلاً من المبادرة إلى حلّها على الفور.
- تقبُّل اختلاف البنت عن والديها، وإتاحة الفرصة لها للتعبير عن غضبها والاستماع لها وتفهُّمها.
تربية بنات سعيدات
يُعتبر الشعور بالسعادة مسعى جماعياً ضرورياً للنمو والازدهار، ويُمكن تربية بنات سعيدات عبر مراعاة الاختلافات الكامنة بين الأولاد والبنات والتعامل مع كلٍّ منهما بطريقة مناسبة، ومن بعض الممارسات التي يستطيع الأهل القيام بها لتحقيق سعادة بناتهم ما يأتي:
- دعم البنات الخجولات، وحثّهن على التعامل مع المواقف بشكل مناسب.
- التركيز على اللحظة الحالية وعدم المبالغة في التفكير بالمستقبل.
- التعبير عن النفس أمام البنات لتعليمهن المفردات اللازمة للتعبير عن أنفسهن.
- الهدوء في التعامل مع نوبات الغضب، لتشكيل قدوة جيدة للبنات في كيفية السيطرة على الغضب.
- تشجيع البنات على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعيّة .
الفرق بين تربية البنات والأولاد
تتطلّب تربية كلٍّ من البنات والأولاد تقديم الرعاية، والحب، والحنان، والتغذية، وغيرها من الأمور بقدرٍ متساوٍ خلال مراحل نموّهم، مع ملاحظة وجود اختلافات في كيفية تربية كلٍّ منهما، إذ إنّ كلٍّ منهما يتفاعل مع المواقف التي يتعرّض لها بطرق مختلفة، وفيما يأتي بعض الاختلافات بين تربية البنات والأولاد:
- الأنشطة المفضّلة: يتميّز الأولاد بكثرة الحركة مقارنةً بالفتيات، لِذا فهم يُفضّلون الأنشطة التي تحتاج للحركة كالركض والركل، كما أنّهم يُحبّون مراقبة الحركات الميكانيكية كحركة السيارات والآلات المختلفة، أمّا البنات فيُفضّلن الأنشطة التي لا تتطلّب الكثير من الحركة؛ كالتواصل مع الناس من حولهن، ومراقبة أفعالهم، والحديث معهم والتركيز على التواصل البصري، ويُمكن ملاحظة تلك الاختلافات منذ الأشهر الأولى من عمر الأطفال، لِذا يجب أخذ تلك الصفة بعين الاعتبار أثناء التربية.
- الاهتمامات والاختيارات: يُمكن للوالدين ملاحظة اختلاف كبير بين اختيارات أطفالهم اعتماداً على الجنس منذ السنوات الأولى من أعمارهم، حيث يُلاحَظ اهتمام الأولاد باللعب بالسيارات والطائرات والكرات، في حين أنّ الفتيات يُفضّلن اللعب بالدمى أو أدوات المطبخ أو التُحف الموزّعة في المنزل، ومن المهم أخذ ذلك بعين الاعتبار لتحديد الأسلوب الأمثل لغرس القيم والأخلاق في الأولاد والبنات .
- السلوك العدوانيّ: يتميّز الأولاد بالسلوك العدوانيّ الذي يدفعهم إلى القتال مع الأولاد الآخرين وإيذائهم بشكل جسديّ في الأماكن المختلفة كالمدرسة، أمّا البنات فيتميّزن بالهدوء، لِذا فهنّ لا يدخلن في شجارات كثيرة كالأولاد، حيث إنّهن يُحبّذون تكوين صداقات مع الجميع.