بحث عن مهنة الرعي
مهنة الرعي
يعد الرعي من الممارسات القديمة التي اعتادها سكان المناطق الطبيعية للحصول على غذائهم من المواشي، وتختص هذه المهنة في رعي الأغنام، والأبقار، والدواجن، والخنازير، كما أنّ مهنة الرعي تقدّم لأصحابها فوائد عظيمة مثل الحصول على اللحوم والحليب من الحيوانات اللاحمة والتي تنتج الحليب.
ما هي مهنة الرعي
تُعرف مهنة الرعي بأنها رعاية مجموعة من الماشية على مساحة كبيرة من الأرض، بحيث يهتم الراعي بهذه المواشي التي تعيش غالبًا على شكل قطعان حين تكون وحدها في البرية، مثل الأغنام، والأبقار، واللاما، إذ يحمي الراعي القطيع الذي يرعاه في الأرض التي تتغذى فيه، مقابل أن يقوم القطيع بتقديم الحليب واللحوم لصاحبها، كما يقوم برعايتها وتوفير الطعام والشراب لها.
تاريخ مهنة الرعي
يعود تاريخ بداية مهنة الرعي إلى ما قبل 10,000 عام، حيث طوّر الصيادون في عصور ما قبل التاريخ مهاراتهم في الصيد وقاموا بتدجين ورعاية للحيوانات التي كانوا يطاردونها بهدف الاصطياد، أي أنّ المطاردة تحولت إلى رعاية للحصول على مصادر غذائية كالحليب، واللحوم، والجلود.
ويُجدر بالذكر أنّ الأشخاص الذين يقومون بمهنة رعي الماشية في أستراليا ونيوزلندا أُطلق عليهم لقب رعاة البقر ، حيث إنّ لهم طقوساً خاصةً في حياتهم ورعايتهم للمواشي.
كما أنّ مهنة الرعي تختلف من حيث أسلوب العيش، والتنقل، ونوع الماشية التي يقوم الرعاة بتربيتها باختلاف المناطق الجغرافية حول العالم، وذلك لاختلاف ظروف العيش بين منطقة وأخرى، ففي أفريقيا ربّى الرعاة البقر، والأغنام، والإبل، أمّا في التندرا فقد اهتم الرعاة بتربية أيائل الرنة.
أهمية مهنة الرعي
تعدّ مهنة الرعي مهنة مهمة جدًا، إذ إنّها تزود الراعي والقطيع بفوائد عديدة تعود على الطرفين، ومن هذه الفوائد ما يأتي:
- تزويد البشر أو الرعاة بالموارد المهمة التي يحتاجها البشر في غذائهم مثل اللحوم، والبيض، والحليب، والشعر، والأوبار، والجلود التي تستخدم في صناعة الملابس أو الخيام.
- حماية القطيع من الحيوانات المفترسة، إذ إنّ تواجد الحيوانات في مجموعات أو قطعان يحمي افراد القطيع من اصطياد الحيوانات المفترسة.
- حصول الحيوانات على المزيد من الوقت في تناول الطعام وشرب الماء وذلك لأن القطيع مؤمّن من قِبل الراعي والكلاب التي تحرسه.
- تسهيل مهمة التعامل مع الحيوانات، ومعرفة سلوكاتها، وكيفية التواصل معها، إذ إنّ الحيوانات تمتلك مشاعر مختلفة وتتواصل مع الراعي بإيمائاتها وحركاتها.
أشكال الرعي
يُصنّف الرعي إلى أشكال مختلفة تبعًا لاختلاف البيئة والأسلوب، ويأتي الرعي على أشكال عديدة، ومن هذه الأشكال ما يأتي:
الرعي البدوي
يُعد الرعي البدوي من أقدم أشكال الرعي، حيث يكون الرعي لدى البدو على شكل تجول بين قطعان الماشية الخاصة بهم في مجموعات عائلية قبلية صغيرة أو ممتدة، ويُذكر أنّ هؤلاء الرعاة لا يمتلكون منزلاً محدداً بل يتنقلون من فترة لأخرى.
يعيش الرعاة من البدو في المناطق الجافة والقاحلة من آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ومناطق التندرا في آسيا وأوروبا، ويقوم البدو ببيع منتجات المواشي مقابل السلع والخدمات أو بتربية مواشي الآخرين مقابل الأجرة.
الانتجاع
وهو نوع من الرعي للرعاة شبه الرحّل، حيث إنّ هذه الفئة من الرعاة يمتلكون مساحات شاسعة من الأرض ويعيشون في ظروف متفرقة لفترات طويلة من الزمن، وهذا النوع من الرعي مرتبط تاريخيًا بالغزوات، ومن الأمثلة على ذلك توحيد المغولي جنكيز خان جميع أنحاء آسيا من خلال توحيد قبائل البداوة وشبه البداوة في القرن الثالث عشر.
مزارع الماشية
يقوم هذا النوع من الرعاة بالتنقل بين منطقتين ثابتتين تسمى مستوطنات دائمة، بحيث تكون المنطقة في الشتاء منخفضة ودافئة، بينما ينتقل الرعاة في الصيف إلى المناطق الباردة والمرتفعة.
مهنة الرعي واستخدام الأراضي
تُستخدم الأراضي في الرعي بحيث يتناول القطيع من المواشي الأعشاب وبقايا المزروعات الموجودة في الأرض، كما أنّ استخدام المواشي للأرض يجعلها أكثر خصوبة بسبب فضلات المواشي التي تعد سمادًا عضويًا.
ويُجدر بالذكر أنّ الأراضي التي لا زالت متاحة لرعي المواشي قلت مساحتها وذلك بسبب التوسع في البناء وتقدم المجتمع الحضري، كما أنّ النفط والصناعة في منطقة شبه الجزيرة العربية وغيرها قللت من المساحة التي يعيش فيها البدو ممّا قلل استخدام الأراضي في الرعي.
ويشار إلى أنّ المبالغة في رعي الحيوانات يؤدي إلى تآكل التربة وتصحرها ممّا يسبب تدهور الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى هلاك بعض النباتات، وبالتالي التأثير في المحصول الزراعي للمزارعين، و هذا ما يسمى بالرعي الجائر الذي يجب حماية البيئة منه .