التخلص من التوتر والقلق النفسي
التوتر والقلق النفسي
يُعدّ التوتر (بالإنجليزية: Stress) جزءاً طبيعياً من الحياة، فقد يشعر الشخص بالتوتر عندما يكون لديه الكثير من العمل، أو عند عدم نومه بشكل جيد، ويمكن أيضاً أن يشعر الأشخاص بالتوتر عندما يقلقون بشأن عملهم، أو وضعهم المادي، أو أي شيء آخر، واستجابةً لهذه الظروف؛ يقوم الجسم تلقائياً بزيادة ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب ، والتنفس، وعملية الأيض، وتدفق الدم إلى العضلات، حيث تهدُف هذه الاستجابة إلى مساعدة الجسم على التعامل بسرعة وفعالية لأي ضغط يواجهه، أما القلق (بالإنجليزية: Anxiety) فهو الشعور بالخوف، أو الهم، أو عدم الارتياح، ويمكن أن يكون عبارة عن رد فعل للتوتر.
التخلص من التوتر والقلق
فيما يلي بيان لبعض من طرق التخلص من التوتر والقلق النفسي:
- التقبُّل: يجدر على الشخص تقبُّل فكرة أنَّه لن يستطيع التحكم في كل شيء في الحياة، وعادةً ما يُنصح برؤية سبب التوتر من زاوية أخرى، وبذلك يستطيع الشخص إدراك أنَّه ليس بالسوء الذي يشعر به.
- التفكير بإيجابية: فبدلاً من تبنّي الأفكار السلبية، ينبغي اعتماد الأفكار الإيجابية ، ومحاولة تجنّب السعي للكمال، الذي عادةً ما يكون سبباً للتوتر والقلق، بل يجب على الشخص أنّ يكون فخوراً بما وصل إليه، ويسعى للأفضل دائماً.
- معرفة محفّز القلق: تنبغي معرفة وتحديد سبب المعاناة من القلق، فقد يكون من العمل، أو المدرسة، أو أي شيء آخر.
- ممارسة تقنيات التنفس: يُنصح بالشهيق والزفير ببطء عندما يشعر الشخص بالتوتر، بالإضافة إلى العدّ للعشرة ببطء.
- التحدث مع أحد: حيث قد يكون من المفيد التحدث مع أحد من الأصدقاء أو العائلة حول ما يشعر به الشخص وطلب مساعدتهم، أو من الممكن مراجعة معالج نفسي.
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب تناول وجبات غذائية متوازنة ، وعدم تفويت أي من الوجبات الرئيسية، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة التي تزوّد الجسم بالطاقة.
- تجنّب الكحول والمنبّهات: حيث من الممكن أن يُخفّف الحصول على الكحول ، والكافيين (بالإنجليزية: Caffeine)، والنيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine)، بشكل مؤقت من التوتر، ولكن، لكل منهم آثاراً صحية سلبية، ويمكن أن يؤدوا إلى زيادة التوتر والضغط على المدى الطويل.
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم على توازن الجهاز العصبي ، وزيادة الدورة الدموية، مما يساعد على التخلص من هرمونات التوتر، حيث إنّ المشي لمدة 20 دقيقة يومياً يحدث فرقاً كبيراً.
- النوم: إذا كان الشخص يحصل على أقل من 7-8 ساعات من النوم ، فلن يتحمّل التوتر كما يجب، وإذا كان التوتر يمنع الشخص من النوم، فيجب القيام بمعالجة السبب.
- ممارسة تمارين الاسترخاء: مثل؛ اليوغا والتأمّل، حيث تعمل تقنيات الاسترخاء على تنشيط حالة من الراحة توازن هرمونات الجسم التي تُفرز استجابة للكرّ والفرّ، ويُنصح بأخذ دورة لتخفيف التوتر.
علاج القلق النفسي
ينطوي العلاج الاعتيادي للقلق النفسي على الإرشاد النفسي والعلاج النفسي، ومن الأمثلة على العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، حيث يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى التعرف على أنماط التفكير الضارة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة باضطرابات القلق والمشاعر المزعجة، وتغييرها، والحد من التفكير المؤذي، وتغيير مستوى وشدة ردود الفعل الناتجة بسبب الضغوطات، وهذا من شأنه أن يساعد الأشخاص على إدارة الطريقة التي يتفاعل بها الجسم والعقل مع بعض المحفزات، أمّا بالنسبة إلى الإرشاد النفسي، فهو علاج آخر ينطوي على التحدث مع أخصائي الصحة العقلية، والعمل على جذور اضطراب القلق، حيث قد تستكشف في هذه الجلسات محفزات القلق وآليات المواجهة المحتملة، ومن الجدير بالذكر أنَّه يمكن أن تدعم عدة أنواع من الأدوية علاج اضطراب القلق، وقد تساعد بعض الأدوية على السيطرة على بعض الأعراض الجسدية والعقلية، وفيما يلي بيان لها:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants)، حيث أظهرت هذه الدوية تأثيرات مفيدة في معظم حالات اضطرابات القلق، عدا اضطراب الوسواس القهري ، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأدوية تسبب آثاراً جانبية مثل: النعاس، الدوخة، وزيادة الوزن.
- البنزوديازيبينات: (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، حيث لا تتوفر هذه الأدوية إلا بوصفة طبية، ولكن، من الممكن أن يُدمن عليها الشخص، ونادراً ما تكون من الخيارات الأولى للعلاج، من آثارها الجانبية: الخمول، والاعتمادية المحتملة عليها.
- مضادات الاكتئاب: يستخدم الأشخاص مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Anti-depressants) بشكل شائع للسيطرة على الاكتئاب، ولكن، يمكن استخدامها أيضاً كعلاج للكثير من اضطرابات القلق.
الفرق بين التوتر والقلق النفسي
غالباً ما يتمّ التبديل بين استخدام مصطلح التوتر والقلق النفسي لوصف الحالة من قِبل الأشخاص، حيث يوجد تداخل كبير بين التوتر والقلق، ويرتبط التوتر باستجابة الكر والفر، تماماً مثل القلق، وقد تكون الأحاسيس الجسدية للقلق والتوتر متشابهة جداً، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأسباب وراء حدوث التوتر والقلق عادة ما تكون مختلفة، حيث يتمّ التركيز في حالة التوتر بشكلٍ أساسي على الضغوطات الخارجية التي يتعرَض لها الشخص ويجد صعوبة في التعامل معها، وعادةً ما يعرف الأشخاص سبب شعورهم بالتوتر، وتختفي أعراض التوتر بعد انتهاء الموقف العصبي الذي سبّب هذا التوتر منذ البداية، أمّا من ناحية أخرى فليس من السهل دائماً اكتشاف القلق، حيث يتمّ التركيز في حالة القلق على الشّعور بالخوف أو المخاوف التي تتعلق بالأشياء التي يمكن أن تهدّد الأشخاص، إذ يمكن أن يقلق الشخص بشأن القلق نفسه، لكنّ كلا القلق والتوتر يمكن أن يكونا مشكلة إذا استمرّا لفترة طويلة، أو إن كان لهما تأثير على رفاهية الأشخاص أو حياتهم اليومية.
أعراض التوتر والقلق النفسي
من الجدير بالذكر أنَّه قد ينتج عن التوتر والقلق أعراض جسدية ونفسية، بالإضافة إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق على مدى فترات طويلة من الزمن، قد يواجهون نتائج صحية سلبية، حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب ، وارتفاع ضغط الدم، والسكري ، وقد يصابون بالاكتئاب واضطراب الهلع، وفيما يلي ذكر لبعض أعراض التوتر والقلق النفسي:
- ألم المعدة.
- الشد العضلي.
- الصداع .
- التنفس السريع.
- زيادة معدل نبضات القلب.
- التعرّق.
- الرجفة.
- الدوخة.
- كثرة التبوّل.
- تغير أو اضطراب الشهية.
- مواجهة مشاكل في النوم.
- الإسهال .
- الإرهاق.
- الذعر أو العصبية.
- صعوبة التركيز.
- الغضب غير العقلاني.