الإعلاء والتسامي في علم النفس
مفهوم التسامي أو الإعلاء
يُعرف التسامي حسب علم النفس بأنه آلية دفاعية من اللاوعي، تهدف إلى التقليل من القلق الذي يصيب الشخص، والذي قد يدفعه للقيام بسلوكيات غير مقبولة، وقد أشار العالم فرويد في نظريته للتحليل النفسي، بأن الشخصية تتكون من ثلاثة مكونات هي:
- الهوية: وهي أول ما يتشكل في الشخصية، وتُعتبر مصدر الطاقة التي تحرك السلوك، وتتكون من جميع الدوافع والرغبات.
- الأنا: تظهر الأنا في شخصية الطفل، وتوجه الهوية بما يتوافق مع متطلبات الواقع، وتحفز التعامل مع الرغبات بطرق أكثر واقعية.
- الأنا العُليا: تتمثل في الأخلاق والقيم المُستمدة من ثقافة الوالدين، وهي التي تحفز الشخص على التصرف بطرقٍ أخلاقيةٍ.
خصائص التسامي أو الإعلاء
إذا كنت ترغب بمعرفة أي الأشخاص لديهم صفة التسامي أو السمو الذاتي، فابحث حولك عن الشخص الذي يعمل باستمرار لتلبية احتياجات الأشخاص الأقل حظًا، بدون دافع مالي أو المكافآت، بالإضافة إلى تميزه بالخصائص التالية:
التحول من الأنانية إلى مراعاة احتياجات الآخرين
وهي أكثر ميزة لمثال للتسامي بروزاً، حيث يركز مالكها على تلبية احتياجات الآخرين أكثر من نفسه.
تحول في القيم
يمتلك أصحاب السمو الذاتي الدافع الجوهري، أي مكافأة النشاط هو النشاط نفسه، ولا تؤثر عليهم الدوافع أو المكافآت الخارجية.
زيادة الاهتمام الأخلاقي
يؤدي التسامي إلى التركيز على الأعمال الصالحة والإيجابية.
عواطف الرّقي
يُضفي التسامي على الشخص عواطف عالية المستوى، تتمثل بعواطف الرهبة، والشعور بالارتياح والارتفاع.
الروحانية
أغلب الأشخاص الذين يصلون إلى السمو الذاتي، يكون من خلال الإيمان بالله ، والوعي الكافي بالروحانية، التي تُساعدهم على إيجار ما يُشبِعهم ويدفعهم للسّمو والارتفاع.
آلية عمل التسامي أو الإعلاء
يعمل التسامي على تحويل التجارب الصادمة والإحباط ا لناتج عن الفشل إلى أنشطة و ممارسات بنّاءة يقوم بها الشخص، وهذه الأنشطة هي آلية وقائية للنفس، تعمل على تخفيف التوتر الداخلي، وإعادة توجيه الطاقة الناتجة عنه إلى أعمال مفيدة.
ولتحقيق التسامي الذاتي، يمكن للشخص القيام ببعض الأمور التي تطور من شخصيته، وتوصله إلى تحقيق التسامي، وتتمصب في الأمور التالية:
- البحث عن الوضعية التي تدخل الشخص في حالةٍ من الهدوءِ والسكينةِ، واستغلها للدخول في حالةِ الإلهام.
- ممارسة التأمل من خلال الجلوس على وسادة مع الساقين المتقاطعتين.
- تخصيص الوقت المناسب للإبداع، واتركه يقود الشخص إلى الإلهام بتجارب جديدة تتجاوز الذات.
- التدوين في دفتر خاص بشكل يومي، الأفكار والمشاعر التي تفصل نفس الشخص عنه.
- الخروج للطبيعة والسماح للنفس التواصل معها، للوصول إلى الإلهام والشعور بالتعالي.
- اعتراف الشخص بصفاته السيئة، وتخصيص وقتاً للتفكير العميق بها وبمعالجتها، وبصفاته الجيدة وتطويرها.
- تمرين الشخص على التميز في كل أعماله وفي كل المجالات.
- للوصول إلى الوعي، يتوجب على الشخص تعزيز نفسه بالمعرفة والحكمة.
أهمية التسامي أو الإعلاء
لإعلاء والتسامي دوافع نفسية عديدة تصدر من الشخص للتعبير عن دوافعه وغرائزه، وقد وصف عالم النفس ماسلو أهمية التسامي بما يلي:
- التسامي هو مؤشر على أعلى مستويات للوعي البشري، والقدرة على التصرف والربط، كأهداف وليست وسيلة.
- يدفع الشخص إلى القيام بتجارب الذروة، والتي يتجاوز فيها مخاوفه الشخصية، وينظر إليها من منظور أعلى، حيث تُشعره هذه التجارب بالإيجابية والسعادة.
- يقوم الشخص الذي يتسم بدرجة عالية من التسامي بتجارب الهضبة المبنية على الخبرة، والتي لا يُدركها إلا من قام بها، حيث تُشعره هذه التجارب بالصفاء والسلام.
- يٌقلل التسامي من القلق ، الذي يولد الدوافع أو المشاعر غير المقبولة لدى الشخص.
- يعمل التسامي على توجيه الدوافع السّلبية إلى سلوكيات إيجابية ومقبولة اجتماعياً.
- يُعتبر التسامي موضوع مهم في مهنة التمريض، فهو إلهام للمريض لتحقيق العافية، وحافز للممرضة على تقديم الرعاية.
- الممرضين الذين حققوا مستويات عالية من التسامي أكثر تفاعلاً مع المرضى، وهذا التفاعل يزيد من التسامي لدى المرضى، ويحسن من صحتهم.
- يساعد التسامي على توجيه الجهد الناتج عن التوتر والقلق لدى الشخص، إلى أعمال اجتماعية مهمة، وهذا ما حدث مع الرسام والمهندس الش هير ليوناردو دافنشي .