ابن طولون
أحمد بن طولون
ابنُ طولون هو الحاكمُ، والقائدُ العسكريُّ أحمد بن طولون (بالإنجليزية: Ahmad ibn Tulun) الذي وُلِدَ في مدينةِ بغدادَ عامِ ثمانمئةٍ وخمسةٍ وثلاثين للميلادِ، وتمكّنَ من اعتلاءِ حُكمِ مصرَ ، وتأسيسِ أوّلِ دولةٍ مُستقِلّةٍ فيها، وبناءِ العاصمةِ المصريّةِ الثالثةِ، والتي لم تستمرّ خلالَ العصرِ الإسلاميّ، وكرّسَ حياتَه لحُكمِ الدولةِ إلى أن تُوفِّيَ عامِ ثمانمئةٍ وأربعةٍ وثمانين.
نبذة عن حياة ابنِ طولون
نشأَ ابنُ طولون، وترعرعَ في مدينةِ بغدادَ، ولم يحظَ بتعليمٍ جيّدٍ في صِغرِه؛ فقد كان يعملُ كعبدٍ في خدمةِ الأسرةِ الحاكمةِ من الخلافةِ العباسيّةِ في بغدادَ، وفي وقتٍ لاحقٍ انتقلَ ابنُ طولون؛ لطلبِ العلمِ في مدينةِ طرسوس التي تقعُ اليومَ في دولةِ تُركيا، ودرسَ هناك علمَ دراسةِ الإلهيّاتِ، أو العقيدة، وحَظِيَ بإعجابِ الخليفةِ العباسيّ؛ فاهتمّ بترقيتِه ليتولّى منصِباً إداريّاً في الحُكومةِ، ثمّ توجّه إلى مصرَ، ولازمَ حاكِمَها، وسعى إلى تولّي منصِبِ وزيرِ الماليّةِ؛ لأنّه كان يرى بأنّه يُمثّلُ مركزَ السُّلطةِ الحقيقيَّ للدولةِ، فتحقّقَ له ذلك، وأصبحَ نائبَ الحاكمِ، ونهَضَ باقتصادِ البلادِ، وهو ما انعكسَ لاحقاً بعدَ حكمِه لمصرَ؛ حيثُ أظهرَ فائضاً في خزينةِ الدولةِ.
ومع مرورِ الوقتِ، تمكّنَ ابنُ طولون من ضَمِّ العديدِ من الجنودِ، والعبيدِ إلى صفِّه، واستطاعَ تأسيسَ جيشٍ خاصٍّ به، وخرجَ؛ لمحاربةِ الإمبراطوريّةِ البيزنطيّةِ، وضَمّ سوريّا إلى حُكمِه، وبدأ ينفصِلُ تدريجيّاً عن الخلافةِ العباسيّةِ التي كانت مُنشَغِلةً بأمورٍ أخرى، واستطاعَ بذلك تأسيسَ الأسرةِ الطولونيّةِ الحاكمةِ في مصرَ.
أبرزُ إنجازاتِ ابنِ طولون
لعلَّ الإنجازَ الأبرزَ لابنِ طولون هو تأسيسُه للأسرةِ الطولونيّةِ التي حكمَت مصرَ خلالَ الفترةِ ما بين (868-905م)، كما أنّه اهتمّ خلالَ فترةِ حُكمِه لمصرَ بالعديدِ من الإصلاحاتِ الإداريّةِ، وشَنّ عدّة غاراتٍ عسكريّةٍ سيطرَ من خلالِها على سوريا، ومُدُنِها: دمشق، وحماة، وحمص، وحلب، وحاولَ السيطرةَ على الحجازِ، إلّا أنّه لم يتمكّن من ذلك، وتوجَّه إلى مدينةِ طرسوسَ، وسيطرَ عليها، ثم مَرّ بأضنةَ، وماسيسا، إلّا أنّ المرضَ أجبرَه على العودةِ إلى مصرَ، وبالإضافة إلى ما سبق، فقد استطاع ابنُ طولون النهوضَ باقتصادِ الدولةِ، وتحسينِ الصناعةِ، والأشغالِ العامّةِ، فزادت الإيراداتُ، وامتلأت خزينةُ الأموالِ.