أهمية الفلسفة المعاصرة
أهمية الفلسفة المعاصرة
إن الفلسفة المعاصرة هي آخر مرحلة في التسلسل الزمني ل تاريخ الفلسفة ، وتمتد منذ نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين إلى يومنا هذا، على اعتبار أنها ما زالت تتجدد لتستوعب كل ما هو جديد، ومواكبة القضايا الحديثة، وتكمن أهمية الفلسفة المعاصرة في العديد من النقاط، أهمها:
- استيعابها للقضايا والإشكاليات الحديثة، التي تواجه الإنسان في القرن العشرين، خاصة في فترة ما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية .
- عملت الفلسفة المعاصرة على إزالة الحواجز والفواصل بين الفروع الرئيسية في الفلسفة، فتجد القضية تتشعب، ويتم دراستها من أكثر من وجهة نظر وحيثيات عدة.
- حاولت الفلسفة المعاصرة تقديم إجابات حول الأسئلة التي تتعلق بحياة الإنسان في المجتمع الصناعي والرأسمالي، وهذه الأسئلة تتعلق بالتكنولوجيا وأثرها على حياة الإنسان، وضرورة الحفاظ على البيئة.
- اهتمت الفلسفة المعاصرة باللغة، ويمكن القول إن فلسفة اللغة من أشهر الفلسفات، كما أن التحليل اللغوي ارتبط بمختلف فروع الفلسفة، أهمها المنطق .
- عارضت الفلسفة المعاصرة إلى حد بعيد الفلسفة المثالية، ولم يظهر مثاليون جدد إلا القليل مقارنة بالمد البراغماتي الذي وجه انتقادات حادة للفلسفات الميتافيزيقية، وتكمن أهمية البراغماتية في تماشيها مع نمط الحياة الجديد في المجتمعات الرأسمالية، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ارتباطها بالعلم، فظهر تيار يعرف بفلسفة العلم، وهي تهتم بالأطر النظرية للعلوم الطبيعية، والمفاهيم الخاصة بها كالموضوعية والذاتية، والمنهج التجريبي العلمي والأبستمولوجيا.
القضايا الرئيسية في الفلسفة المعاصرة
تعد الفلسفة المعاصرة من أشهر الفلسفات، وأكثرها دراسةً وتعقيدًا، ومن أهم ما يميزها هو اهتمامها بالعديد من القضايا، مثل:
الإنسان
ترتبط نظرة الفلسفة المعاصرة إلى الإنسان بمشكلة الحرية ؛ فالحرية مشكلة فلسفية، ومن أهم ميزات الإنسان هو تمتعه بالحرية، فالإنسان هو ما يصنع ذاته من خلال اختياراته، وهذا جوهر أهم التيارات الفلسفية المعاصرة، ألا وهو التيار الوجودي، فالفلسفة الوجودية انتشرت في فرنسا وباقي أوروبا بسب الأزمة التي تعرضت لها الإنسانية في القرن العشرين بسبب الحروب.
فأكدت على أن قيمة الإنسان تكمن في أن وجوده سابق على ماهيته، وذلك يعني أنه هو ما يصنع ماهيته ويشكلها، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الحرية بالمفهوم الوجودي ترتبط بوجود الإنسان في العالم؛ أي أنها ليست الحرية الميتافيزيقية التي تقود إلى الفوضوية، ويترتب على الحرية المسؤولية الأخلاقية والمسؤولية قيمة عليا يحملها الإنسان كنتيجة لحريته.
السلطة
اهتمت الفلسفة السياسية بالسؤال عن السلطة ، ولكن من خلال التأصيل النظري لها، فالسبب في نشأة السلطة هو التخلص من مرحلة ما قبل العقد الاجتماعي حسب فلاسفة العقد الاجتماعي في العصور الحديثة إلا أن هنالك تغيراً جذرياً حصل على هذا المفهوم.
ومن أهم الفلاسفة الذين اهتموا بفلسفة السلطة هو المفكر الفرنسي ميشيل فوكو، فقد ارتبطت السلطة بالعلوم الحديثة والمعارف، وركزت معظم أبحاثه على البحث في أصول العلوم التي ضبطت سلوك الإنسان، وسيرته وفقًا لقواعد معينة، باسم سلطة العلم.