أثر التربية السليمة على مستقبل الأبناء
أبرز آثار التربية السليمة على مستقبل الأبناء
تُعدّ الأسرة الأساس في تربية الأبناء، فالدور التربوي للأسرة له تأثير إيجابي أو سلبي على الأبناء ومستقبلهم، فالطفل يولد على الفطرة، وأبواه هما المسؤولان عن توجيهه للصح أو الخطأ، وهما الأساس في كونه شخصًا إيجابيًا ذا فائدة للمجتمع أو سلبيًا دونما فائدة.
تؤدي التربية السليمة للأبناء إلى تهيئتهم لحياة فاضلة وكريمة، ومن خلالها يصل الفرد روحانيًا وجسديًا للكمال الإنساني، كما سيتم ذكر أبرز الآثار للتربية الإسلامية غلى مستقبل الأبناء على النحو الآتي:
غرس مراقبة الله تعالى في قلوبهم
إن في التربية الإسلامية السليمة تربية للفرد على مراقبة الله تعالى له في سائر الأقوال والأعمال والأحوال، فتصبح المراقبة الإلهية ملازمة له في كل زمان ومكان، فينشأ من ذلك جيلًا متعبدًا لله تعالى معتزًا بدينة مفتخرًا به.
كذلك يستطيع الفرد في المستقبل تكوين مجتمع إسلامي قويم محافظًا على عقيدة الراسخة وقيمة الدينية السليمة، بعيدًا عن الميوعة والإلحاد والحقد وغيره. امتثالًا لأمر رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- حيث سأل جبريل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الإحسانِ، فقال :( أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكنْ تراه فإنه يراك ) ومن هنا تتحقق قيمة مراقبة الله تعالى في قلوب الأبناء.
الحفاظ على الفطرة وإعلاء الغرائز الفطرية
تقوم التربية السليمة على تقوم الفرد بحيث يتغلب على الغرائز الشهوانية وضبطها بالقيود الدينية والأخلاقية وجميع القواعد الصحية التي تكون المصلحة بإشباعها، كما يقوم الفرد على إشباع غرائزه ما جعله الإسلام مباحًا له، كالمحافظة على عفة نفسه بغض البصر أو الزواج، امتثالًا لقوله تعالى:(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها ) .
وبذلك يحقق الأبناء المقصد الأساسي من الإسلام وقواعده وهو الحفاظ على النفس الإنسانية بما حلل الله تعالى لها، وبتوجيههم نحو السلوك القويم الذي يضمن لهم الفوز في الدنيا والآخرة.
تحقيق التوافق الذاتي والاجتماعي مع الغير
ينشأ الفرد على الاهتمام بجميع الجوانب في حياته، الروحي، أو العقلي، أو الجسمي أو الاجتماعي، فيحقق التوازن بينها جميعًا دون إهمال جانبًا على حساب الآخر، في إطار ما تسمح له العقيدة والقيم الإسلامية بذلك.
كما تنشأ لدية القدرة على عقد الصلات الاجتماعية القائمة على الرضا والمحبة والود والتسامح، بعيدة عن العدوام والكبر والخيلاء وغيرها من الأمور التي تعكر صفو العلاقات الاجتماعية ، امتثالًا لأمر الله- تعالى- في قوله:(لْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
مما يوصله للرضا والسعادة والاستمتاع في حياته بعمله وأسرته وعلاقته وشعوله بالأمن والاستقرار في أغلب أحواله، فلا يخاف من المستقبل ولا يقلق من أخذ حقه ونصيبه من الدنيا لأن همه الوحيد العلو في الدنيا والآخرة وأن هدفه الوحيد الوصول إلى الجنة والفوز بنعيمها.
القدرة على الجمع بين المحافظة والتجدد
يقوم الفرد على تحقيق سعية في الحياة الدنيا بالتثبت بأصول عقيدته والمحافظة على المبادئ السماوية والتقاليد الراسخة، فتجده يرفض التعصب ويتجاوز الانغلاق ويسير على أساس الإسلام في التمايز وهو التقوى؛ امتثالًا لأمر نبيه-صلى الله عليه وسلم-(لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أحمرَ إلا بالتقوى )
كما ويدعو للمطالبة بالتجدد وفاءًا لمطالب العصر المتغيرة بشرط الالتزام بالأصول العامة وعدم التلاعب بها بما يتناسب أهواءه أو مقتضيات عصره، وبذلك يكون قد وفق بين محافظته على دينه وعقيدته الراسخه وبين مقتضيات العصر الذي يعيش به.
أسس التربية السليمة للأبناء
تستند التربية السليمة على مجموعة الأسس التي لابد من مراعاتها من قبل الوالدين لتحقيق الأهداف المثلى والمنشودة من هذه التربية؛ كما سيتم ذكرها على النحو الآتي:
- تربية تكاملية شاملة.
- تربية مثالية واقعية.
- تربية سلوكية عملية.
- تربية فردية واجتماعية معا.
- تربية لضمير الإنسان.
- تربية لفطرة الإنسان وإعلاء لدوافعه.
- تربية موجهة نحو الخير.
- تربية مستمرة.
- تربية متدرجة.
- تربية محافظة مجددة.
- تربية إنسانية عالمية.