نبذة عن كتاب شاي بالنعناع
نبذة عن كتاب شاي بالنعناع
كتاب شاي بالنعناع هو كتاب للراحل أحمد خالد توفيق ، يحتوي على مجموعة من المقالات النقدية المتنوعة، وعددها 17 مقال يختلف حجمهم ويتراوح بين الطول والقصر، ويظهر من خلالهم حس الدكتور توفيق الفكاهي المعتاد، وأسلوبه السهل البسيط في الكتابة.
ويقول توفيق أن هذا ليس الكتاب الذي يتوقعه القارئ، فهو لن يتحدث فيه عن الظواهر الغامضة مثل قلعة دفلان في اسكتلندا ، حيث يهيم شبح الكونتيسة بعد منتصف الليل ليلتهم أذن ضحاياه، أو الرسوم الغامضة التي وجدها عالم ما على قمة جبل في التبت، والتي تقول أن الهامبرجر كان معروف منذ مليون سنة في حضارة أخرى.
فهذا النوع من الكلام - كما يقول - هناك أطنان منه على كل حال، ويؤكد أنه لا يحبه إلا حين يكون في سياق قصة خيالية، لا معلومات سردية، أما هنا والآن في هذا الكتاب فسيتحدث توفيق عن شيء آخر، هنا كما أخبرنا سيتحدث عن مجموعة من المقالات النقدية التي طلب منه صديق له يدعى محمد عبد الله رئيس تحرير مجلة الشباب أن يكتبها.
لذا فقد أطلق على هذه المقالات اسم سلسلة مقالات شاي بالنعناع، وقد عبر عن سعادته بكتابتها لأنها تعطيه مساحة أكبر للحرية في الحديث، لأن القارئ هنا - عكس الروايات والمقالات السياسية والدينية - لا يتوقع منه شيئًا، فكان حرًا أكثر، وعلى الرغم من أنه حاول الابتعاد عن السياسة تمامًا، إلا أنه - رغمًا عنه - جاء كتابه مقسم إلى جزأين، جزء يخص المقالات التي كتبها قبل الثورة، وجزء يخص المقالات التي كتبها بعد الثورة.
آراء نقدية في كتاب شاي بالنعناع
كتاب شاي بالنعناع جمع العديد من المقالات المميزة، التي قال عنها القراء أنها تثير في النفس الكثير من المشاعر، لذا كان اختيار اسم شاي بالنعناع مناسب جدًا كعنوان لهذه المقالات، لأنها تحتاج بالفعل لكوب شاي ساخن بالنعناع أثناء قرائتها، فهي قادرة على منح القارئ الدفء والألفة التي اعتادت كتابات الدكتور توفيق توصيلها للقارئ.
كما أنها قادرة في بعض الأحيان على أن تبكي القارئ حينًا وتجعله يستلقي على الأرض من الضحك حينًا آخر، وقد كتبها الدكتور الراحل توفيق بنفس طريقته الساخرة اللاذعة، وأهم ما يميز الكتاب أن القارئ أثناء القراءة يشعر أن توفيق جالس أمامه يدردش معه بأسلوب جميل وسلس وبسيط.
كما أنه ذكر بعض الأحداث السياسية الماضية بأسلوب مباشر وغير مباشر، لا سيما في الجزء الذي تحدث فيه عن حال الناس قبل وبعد ثورة 25 يناير وما حدث في مصر من أحداث في هذا الوقت.
كما أن تنوع المقالات يضيف ميزة أخرى للكتاب، إذ إن المقالات لم تكن سياسية فقط بل كانت هناك مقالات تخص السينما والمسرح وبعض المقالات التي يطغي عليها خفة الظل والسخرية والضحك والدموع.
اقتباسات من كتاب شاي بالنعناع
كعادة دكتور توفيق في كل مؤلفاته، يكون هناك الكثير من العبارات الرنانة، التي تجعل القارئ يشعر أنها تمسه في الصميم، ومن أجمل الاقتباسات التي يمكن ذكرها من كتاب شاي بالنعناع:
- إننا نحمل في خلايانا الدروس التي تلقيناها في طفولتنا ولا نستطيع منها فكاكاً، نحن سجناء بيئتنا وطريقة تربيتنا الأولى.
- من المؤلم أنها كانت من طراز فتيات النسيم اللاتي لا تسمع عنهن شيئاً أبداً، ليست متفوقة لترى صورتها في الصحف، وليست طائشة ليتكلم عنها رفاقك، كانت زفيرًا تكاثف على زجاج ذكرياتك ثم بدأ يتلاشى ببطء.
- سوف تكتشف أن نسيجك الأخلاقي يتكون من عشرات بل مئات من المواقف التي أجتزتها مع والديك أو معلميك، وهذه المواقف تركت لك في كل مرة دينًا يجب أن تفي به، كثيرًا ما ننسى هذا الدين ، ولا تحسب الأمر سهلًا.
- هناك لحظة تدرك فيها أن الخطأ يسود وينتشر من حولك، وفي لحظة كهذه يصير القابض علي المنطق والصواب كالقابض علي الجمر، تشعر بالغربة والاختلاف ولربما يعتبرونك مجنونًا أو علي شيء من العته، الأدهي أن لديك فضائل لكنهم لا يرون فيها أي قيمة.
- بعد قليل تأتي اللحظة التي تقرر فيها أن تتخلي عن عينيك لتصير كالآخرين، هذه اللحظة آتية ولا ريب فلا تشك فيها، لكن لو كنت محظوظًا لرأيت الفجر وقتها وعرفت فداحة ما ستفقده.