من هو أبو رغال؟
من هو أبو رغال؟
أبو رُغال هو شخصية عربية توصف بأنها رمز للخيانة ، وكانت من أبرز الشعائر عند العرب بعد الحج رجم قبر أبو رُغال وكان ذلك في الجاهلية، واستمرت هذه العادة ما بين فترة غزوة أبرهة الحبشي حاكم اليمن الذي أمر بهدم الكعبة، وأمر بعبادة بيته وحتى ظهور الإسلام.
قصة خيانة أبو رغال
كان أبو رُغال من ضمن الشخصيات التي عُرفت بخيانتها للعرب، بدأت قصة أبو رُغال عندما قام أبرهة الحبشي ببناء بيت له في صَنعاء اليمن، قام بتسميته (بيت القليس)، والذي أراد أن يُحوله كعبة للحج، فنصب الأصنام فيه، وأمر العرب أن يُحولوا وجه الحج من الكعبة المكرمة إلي (بيت القليس) الذي بناه، إلَّا أن العرب رفضوا، ونتيجة لذلك عرض الأحباش المال على الكثير من العرب؛ لكي يدلوهم على مكان الكعبة المشرفة ، ولكن العرب لم يتجابوا مع الإغراء بالمال لقدسية الكعبة بالنسبة لهم.
وبعد أن غاط أعرابي في بيت أبرهة الحبشي في يوم افتتاحه، أقسم أبرهة أن يَهدم الكعبة المشرفة فجهز جيشاً في مقدمته الفيلة؛ لغزو مكة المكرمة وهدم الكعبة ، إلا أنه لا يزال يجهل مكانها، وعلى الرغم من أن العرب قد رفضوا أن يكونوا دليلاً له، إلا أن أبو رُغال وافق، حيث أنه أوصل أبرهة وجيشه إلى الكعبة المشرفة، فلم يستطع أهل مكة وزعيمهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف من التصدي لأبرهة الحبشي وجيشه، فقام بإخلاء مكة المشرفة من سكانها، وصعدوا للجبال تاركين الكعبة لرب يحميها، ولما قابل عبد المطلب بن هاشم أبرهة ليتفاوض معه طلب منه الإبل قائلاً: "أنا رب الإبل، وللبيت رب يحميه"، فأرسل الله طيراً أبابيل على جيش أبرهة الحبشي فهلكوا ومعهم أبو رُغال، كما قال الله تعالى في سورة الفيل (أَلمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأصْحَابِ الفِيلِ * ألَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تًضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأكُولٍ) صدق الله العظيم.
أقوال في أبي رغال
كما تحدث الكثير عن أبي رُغال بعد أن أصبح رمزاً للخيانة، وفيما يلي بعض أقواله:
- على لسان العرب قالوا: كان أبو رغال رجلاً عشاراً في الزمن الأول جائرًا فقبره يرجم إلى اليوم، وقبره بين مكة والطائف، وكان عبداً لشعيب عليه السلام .
- وفي الترمذي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي سمعت محمد بن إسحق، يحدث عن إسماعيل بن أمية عن بجير بن أبي بجير قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر أبي رغال وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دُفن معه غضن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن".
- كما يُشار إلى أبي رُغال في كُتب التاريخ العربية الحديثة باحتقار، ولأنه من غير المعروف عن العرب الخيانة، وأنهم بعيدين عنه كل البعد، كما أن العرب الآن أصبحوا يُطلقون لقب أبو رُغال على كل من خان وطنه، وقومه، وعشيرته لأجل مصالحه الشخصية.
- وأيضاً كتب الشاعر السوري الدكتور (عثمان مكاسي) قصيدة بعنوان "أبو رغال" والتي كانت تقول: ألست تدري يا أخي أنّ أبا رِغالْ فيما مضى كان فريداً. لا يُرى لهُ مثال لم يرضَ مُشْرِكٌ سواه أن يكون أنى التفت لليمين للشّمال، وجدت فينا ويحهم ألف أبي رِغال، يُدلون بالرَّأي العقيم ويدَّعون حُسنَ المقالْ.
- وفي سنن الترمذي أن رجلاً من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر: "لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رُجم قبر أبي رُغال".
- قال عبد الرزاق قال معمر وأخبرني إسماعيل بن أمية: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبر أبي رغال فقال: "أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا قبر أبي رغال، فقالو: فمن هو أبو رغال؟ قال: رجل من ثمود، كان في حرم الله، فمنعه حرم الله عذاب الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه، فدفن هاهنا، ودفن معه غصن من ذهب، فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم، بحثوا عليه فاستخرجوا الغُصن".