مفهوم المعرفة لغة واصطلاحاً
مفهوم المعرفة لغةً
تعني المعرفة حسب تعريف معجم المعاني الجامع: "هي جمع معارف، والمصدر الميمي من عرَفَ، فالمعرفة إدراك الشيء على ما هو عليه، ويُقال حدث هذا بمعرفته أي: بعلمه واطلاعه، والمعرفة حصيلة التعلم عبر العصور، ويُقال نظرية المعرفة أي: البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشخص والموضوع أو بين العارف والمعروف.
ويُقال معرفة الذات أي: تفهم الشخص لطبيعته أو قدراته، والمعرفة في النحو هي الاسم الدال على معين، ويُقال عَرِفَ الشيء أي: أدركه بحواسه جميعًا أو بواحدة من الحواس، ويُقال عرّف الشيء أي: حدد معناه بتعين جنسه ونوعه وصفاته".
أما في معجم الوسيط، فإنّ المعرفة تعني: "يُقال معرفة مكتسبة أي العلم بالعالم الخارجي من المصادر المتعددة، ومعرفة مباشرة بالأشياء أي علم بها دون واسطة، وتطلب المعرفة أينما كانت إدراك مكنون الأشياء وحقيقتها، وهي ضد النكرة وتشير إلى الاسم الدال على معين مثل: الكتاب، قلم الحبر".
مفهوم المعرفة اصطلاحًا
المعرفة اصطلاحًا هي العمليات العقلية التي يقوم بها الإنسان للوصول للفهم من إدراك، وتعلم، وتفكير، وإصدار أحكام، عن طريق عملية التفاعل المباشرة ما بين الفرد والبيئة المحيطة، وهي الطرق والوسائل التي تستخدمها المؤسسات لاكتشاف السلوكيات الممكن اتباعها لتحقيق التقدم والتطور، وهي الناتج النهائي عن البيانات، والمعلومات، والمهارات المعرفية (تحليل تركيب تقييم).
والمعرفة هي مجموع المعلومات المُوجهة التي تهدف لتحقيق فهم معين ضمن موضوع محدد، والتي خضعت للمعالجة، والإثبات، والتعميم، وتراكم المعلومات ضمن تخصص معين ينتج عنه المعرفة.
أنواع المعرفة
هناك ثلاثة أنواع رئيسة للمعرفة، وهي:
- المعرفة الصريحة: وهي مجموع البيانات حول الموضوعات، والتي يمكن توثيقها بشكل منهجي ومشاركتها بشكل واسع، فهي كل ما يمثل معلومات منظمة، وتشمل هذه المعرفة الأسئلة الشائعة، والتعليمات، والبيانات، والمخططات الورقية، والخرائط، والمعرفة الصريحة هي التي تستخدم من أجل اتخاذ القرار وإعلام الجمهور.
- المعرفة الضمنية: يتم اكتسابها نتيجة عملية التعلم أو من خلال اكتساب المعرفة الصريحة وتوظيفها في مواقف معينة، فالمعرفة الضمنية هي ما يمكن اكتسابه عندما يتعلم الفرد بأفضل طريقة لتحقيق شيء ما، أو ما يمكن أخذه من معلومات نتيجة خوض تجربة وتوليفها مع المعلومات السابقة ضمن البنية المعرفية، من أجل حل مشكلة جديدة.
- المعرفة المجردة: هي المعرفة غير الملموسة، والتي يصعب تفسيرها بطريقة مباشرة، وتشمل هذه المعرفة المعلومات الشخصية أو الثقافية، وهي معرفة غير رسمية تكتسب عبر الوقت وتنتج عن الخبرة، وهي التي تتميز بسهولة اكتسابها، ومشاركتها، وربطها بالمعرفة السابقة.
خصائص المعرفة
للمعرفة خصائص عدة أهمها ما يأتي:
- الذاتية: فالمعرفة هي ناتج عملية التفاعل ما بين الإنسان والمعلومات، مما يجعلها متأثرة بخلفية الشخص، فعند قراءة كتاب ما من قبل الشخص (س) ينتج عنه معرفة مختلفة في حال تمت قراءته من قبل الشخص (ص)، نظرًا لاختلاف الخلفيات.
- قابلية الانتقال: فالمعرفة تنتقل من شخص لآخر، ومن مجتمع لآخر، ومن دولة لأخرى، عن طريق نقل أثر التعلم.
- الطبيعة المضمرة: فالمعرفة تتولد من عقل الإنسان، وبالتالي تتبع المعرفة ليس بالعملية السهلة، فالمعرفة قد تبقى مضمرة في عقل الإنسان ما لم يتم مشاركتها مع الآخرين.
- الزوالية: قيمة المعرفة وأهميتها ليست بالأمر بالثابت، فهي عرضة للتغير والزوال، نتيجة تأثرها بعدة مؤثرات نتيجة التطور.
- اللحظية: فالمعرفة يمكن أن تتولد بشكل مفاجئ نتيجة عمليات التحليل، والتركيب، والفهم.
- التجديد والاستمرارية: فالمعرفة متراكمة ومتفاعلة مع معطيات جديدة تتولد نتيجة عمليات الإبداع والابتكار ، ممّا يُعطيها خاصية الاستمرارية والتجدد.
ما هي أهمية المعرفة؟
للمعرفة أهمية كبيرة في جميع مجالات الحياة للأفراد والمؤسسات تظهر في الآتي:
- أساس لإدارة الحياة العامة: فمن خلال المعرفة يستطيع الشخص أن يتعلم طريقة قيادة السيارة والتنقل من مكان لآخر.
- أساس للتعلم وعدم تكرار الخطأ: فمن يمتلك المعرفة لا يكرر الخطأ فهو يعلم أسباب الخطأ والنتائج المترتبة عليه ويدرك أهمية عدم تكراره.
- تحقيق النجاح نتيجة تراكم المعلومات: وزيادة القدرة على التعلم عن طريق زيادة اكتساب مهارات التعلم.
- تحقيق الفهم للمعلومات المعقدة: إذ إنّ المعرفة سبب في إيجاد أساس معرفي لفهم الأمور الجديدة.
- أداة لحل المشكلات: فمن خلال اكتساب المعرفة يستطيع الفرد التعامل مع المشكلات التي يتعرض لها، ويعالجها لأنه يمتلك فهمًا واقعيًا، فالمعرفة أساس ل تطوير مهارات التفكير النقدي ، ومهارة أخذ القرارات.
المعرفة هي عملية إدراك وفهم للحقائق من خلال التفكير واكتساب المعلومات، وهي عكس النكرة، لها الشكل الصريح والضمني والمجرد، تتميز بعدة خصائص أهمّها قابليتها للانتقال والاستمرارية والتراكمية، وتظهر أهميتها في أنها تشكل الأساس الأول لتطور الفرد من خلال تطوير البنية العقلية ونقل أثر التجربة لمواقف الحياة المختلفة وبالتالي تقليل نسبة الوقع بالخطأ.